فاتن حمامة.. خبيرة الحب التي وفقت رأسين في الحلال
كتبت- منى الموجي:
تواصل جريدة الشرق الأوسط نشر مذكرات سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة على صفحاتها، فبعد أن تناولت الحلقة الأولى مولدها ونشأتها، وكيف جاءت علاقتها بالسينما، واختيارها لتشارك في فيلم أمام الموسيقار محمد عبدالوهاب، يخرجه محمد كريم، تتحدث فاتن في الحلقة الثانية عن مرحلة المراهقة والتي قدمت فيها ثاني أفلامها، وكان أيضا مع كريم وعبدالوهاب وهو فيلم "رصاصة في القلب".
وتتطرق الحلقة الثانية إلى التأثير الذي أحدثه التمثيل والشهرة على فتاة صغيرة، وكيف كانت تتعامل معها زميلاتها، والأسئلة التي كانت تتلقاها من المدرسات حول التمثيل، وحول المطرب محمد عبدالوهاب، وتقول فاتن "وكنت كثيرًا ما أقول لنفسي لماذا لا يسألنني عن محمد كريم، فقد كان محمد كريم في نظري هو الشخص الوحيد الذي يجب السؤال عنه ولمَ لا وهو أستاذي ومعلمي وكنت أحب كريم".
عايزين أنيسة
عرفت تلك الطفلة ذات الأعوام التسعة الشهرة باكرا، وكانت مطالبة أن تتعامل مع الجمهور وكأنها ممثلة ناضجة، فتروي فاتن كيف استقبلها الجمهور أثناء سفرها مع أسرتها إلى المنصورة، وأخذوا يهتفون باسمها طوال الوقت، بينما هي غاضبة من تكرار اسم أنيسة ومن هذا الازدحام، فحملها والدها وعلى وجهه ابتسامة الاعتزاز بابنته، وتكرر الموقف عندما ذهبوا لبيتهم فوجدوا الجمهور يتجمع أسفل المنزل وينادون "عايزين أنيسة.. عايزين أنيسة".
لم يكن الجمهور القابع أسفل المنزل سوى طلبة المدرسة الثانوية، يتقدمهم فريق الكشافة يعزف الموسيقى التي يتخللها الهتاف باسم أنيسة، وأمام هذا الإصرار على رؤية فاتن، اضطر الأب أن يجعلها تنظر لهم من الشرفة، فطلبت منهم أن يكفوا عن الهتاف وبدأت تتحدث إليهم بابتسامة رغم أنها لم تدرك السبب وراء هذا التصرف، وبحسب المذكرات قالت في أول خطاب لها "إذا كنتم عايزيني انبسط وأحبكم.. قولوا عايزين فاتن، فاتن مش أنيسة، علشان أنا بازعل قوي من اسم أنيسة" وصاح الجميع "تعيش فاتن.. تعيش فاتن".
رئاسة فريق التمثيل
بعد نجاحها في الابتدائية انتقلت فاتن لمدرسة جديدة، تولت فيها رئاسة فريق التمثيل بحكم خبرتها التي تفوق قريناتها، وتشير فاتن في مذكراتها إلى اضطهاد مدير المسرح المدرسي لها، وكيف قام باستبعادها من الدور الذي كانت تؤديه ومنحه لفتاة أخرى، فغضبت فاتن وقدمت استقالتها من رئاسة الفريق.
وبعد عرض المسرحية، أخذت فاتن تنتقد آداء الممثلين في العمل، وتؤدي هي لزميلاتها كل الأدوار ببراعة فائقة، وتقمص لم تنتبه معه لالتفاف المدرسات واحدة تلو الأخرى حولها، وبعد انتهاءها، وجدت الجميع يصفق لها ويعبر عن إعجابه بآداءها، وتنبأت لها إحدى المدرسات بأنها ستصبح ممثلة كبيرة يوما ما.
شئون الحب
انشغلت فاتن في فترة المراهقة بمعرفة ماهية كلمة سمعتها تتردد على الشفاة دون أن تعرف معناها، وهي كلمة "الحب"، فبدأت تقرأ الروايات وقصص الغرام، حتى باتت كما تقول في مذكراتها خبيرة في هذا الشأن، وأصبحت تسدي النصائح لمن يحتاجها، وفي يوم فوجئت بفتاة تكبرها بثلاث سنوات لا تعرفها تطلب منها أن تنصحها وتحل مشكلتها، والتي كانت تتمثل في إعجابها بشاب وسيم عُرف عنه إيقاعه بالفتيات والتباهي بإذاعة اسماءهن بين أقرانه، فنصحتها فاتن بأن تتجاهله، وبعدها بأسبوع جاءتها الفتاة تؤكد لها أن نصيحتها أفادتها كثيرا فقد جاء الشاب الوسيم يطلب يد الفتاة من والدها، وتمت زيجتهم بعد تخرجه من الكلية.
فيديو قد يعجبك: