إعلان

هدى سلطان.. إن كنت ناسي أفكرك -(بروفايل)

06:52 م الجمعة 05 يونيو 2015

هدى سلطان

كتبت- هدى الشيمي:

لم تكن مثل باقي نجمات جيلها اللاتي ظهرت على الشاشة فتاة صغيرة تنضج على مرأى ومسمع المشاهدين على شاشة السينما، ويروها في مرحلة الصبا ثم الأنوثة، والدلال الصارخ، مثل ما حدث مع شادية، أو سعاد حسني أو فاتن حمامة، ولكن هدى سلطان ظهرت لأول مرة أمام المشاهدين إمرأة واثقة من نفسها، ذات صوت محبب لقلوب الجميع، في دور صغير في أفلام "من فضلك واحسانك"، و"صاحب صورة"، ثم كُتب اسمها كمطربة جديدة في فيلم "ست الحسن" مع سامية جمال وليلي فوزي، واسماعيل يس.

على الرغم من تهديد ووعيد محمد فوزي لكل من سيقدم يد العون لشقيقته "بهيجة"، إلا أن المذيع والمخرج الإذاعي عبد الوهاب يوسف، قدم اسطوانة تحمل أغاني لهدى سلطان لنيازي مصطفى وزوجته كوكا عند زيارتهما للإذاعة، وقال لهما "الست إللي هانسمعها دي صوت حلو، بس عندها مشكلة إنها اخت الاستاذ فوزي، وقال إللي هايسعدها هايضربه بالرصاص"، فتقول الممثلة كوكا "لما سمعنا هدى لاقينا صوتها حاجة مفيش كده".

قوة شخصية هدى سلطان وثقتها بنفسها، لم تمنع تلك النعومة والرقة من الظهور في صوتها، وقد يرجع ذلك إلى تأثرها الشديد بكوكب الشرق أم كلثوم، والتي تقول عنها "فتحت وادني على صوت أم كلثوم"، حيث أن والدها كان عاشق لها يحرص على شراء اسطوانات كوكب الشرق ويستمعون إليها دائما، كما أحيت أم كلثوم أفراح بعض اشقائها الكبار، والذين زاد عددهم عن 15 أخ وأخت.

لعبت هدى سلطان دور الأنثى الفاتنة، فكانت إحدى أيقونات الجمال في العصر الذهبي للسينما، وللطرب، وتمكنت من التمثيل والغناء والرقص، فقالت في إحدى لقاءتها التليفزيونية "الفنان لازم يكون قادر يعمل كل حاجة، لازم يكون حاسس الحاجة كويس أوي"، وهذا ما طبقته بحرفية شديدة على نفسها، فأصبحت تلك المرأة التي بعد ظهورها على الشاشة يحتار المشاهد أي أجمل، صوتها أم تمثيلها؟

تسبب إخلاص هدى سلطان الشديد في ما تفعله، وتقمصها لشخصيتها، في مشكلة كبيرة بينها وبين زوجها فريد شوقي، حبيبها الذي جمعت بينهما عشرة خمسة عشر عامًا، وعدد كبيرة من الأعمال السينمائية التي تعد من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية، كا "رصيف نمرة خمسة"، "جعلوني مجرما"، "الأسطى حسن"، وغيرهم، في مشاكل كبيرة، فيقال إنه ثار وغضب بعد مشاهدته لفيلم "إمرأة في الطريق" الذي لعبت فيه هدى دور "لواحظ" المرأة المثيرة التي حاولت إثارة شقيق زوجها وإيقاعه في شباكها، وغنت له مجموعة من الأغاني من أشهرهم "صابر".

يقال إن هذا الفيلم كان أول خطوة في مشوار انفصال الحبيبين، وعلقت ابنتهما المنتجة ناهد فريد شوقي في إحدى البرامج قائلة "كانوا بيخبوا من بابا ألبومات صور الفيلم، وطبعا حصلت خناقة بينهم"، ويقول الفنان سمير صبري إن هذه المشكلة تؤكد مدى دقة هدى سلطان في تجسيدها لأدوارها.

- أغنية يا صابر هدى سلطان:

وبجانب إخلاصها الشديدة لمهنتها، كانت هدى سلطان زوجة مثالية على حد قول زوجها السابق فريد شوقي، والذي قال عليها "وجدت كل ما أبحث عنه من حب وحنية واهتمام في هدى سلطان"، ومع ذلك لا يزال سبب انفصالهما غير معلوم، فتعددت الأسباب وكثرت الأقاويل، هناك من يقال إنها شكت في وجود علاقات بينها وبين جميلات تركيا أثناء فترة تواجده هناك، وهناك من يقال إنها شعر بالغيرة بسبب المشاهد التي جمعت بينها ورشدي أباظة في "إمرأة على الطريق"، وهناك من يردد أن نجمها سطع ولمع في فترة خبأ فيها نجمه.

أغنية عمري مادقت الحب فيلم "رصيف نمرة خمسة":

وبعد سنوات من تقديم أدوار الراقصة والمغنية والزوجة الجميلة، التي يتقاتل عليها الرجال، غيرت هدى سلطان جلدها وخلعت تلك العباءة لترتدي واحدة أخرى مختلفة عنها تماما، ولكنها لم تقل عنها في الجودة والإتقان، وبدأت في لعب دور الأم، فكانت أم حسن أرابيسك في "أرابيسك"، وفاطمة تعلبة الأم القوية التي تدير العائلة في "الوتد"، والأم القوية في فيلم "بيت بلا حنان"، والأم الحائرة في "عودة الأبن الضال"، وتوحيدة الأم الطيبة والدة الضابطين علي وحسين في مسلسل رد قلبي، ثم كانت "أمينة" الزوجة الخاضعة لسي السيد في "بين القصرين"، و"السكرية" والمأخوذتين عن روايتين لنجيب محفوظ، واعتبرهما النقاد أول معالجة درامية لرواية تتفوق على معالجة سينمائية لها، ولعبت دور الأم المثالية في مسلسل تليفزيوني حمل نفس الاسم.

قال لها أحد مقدمي البرامج إنها تقبلت الانتقال من ادوار السيدة فتاة الأحلام، لأدوار الأم بالروح الرياضية، وسألها عن طريقتها في فعل ذلك، فأجابته ببساطة "ماكنش فيه صراع عشان أقوم بدور الأم، أنا فعلا أم، وأنا مش بممثله أنا بأديه، وأصلا الموضوع جه تلقائي وطبيعي بالنسبة لتطور السن"، فسألها عما تفعله للعبه بتلك الحرفية، فأجابته بأن دور الأم ليس سهلا كما يراه كثيرون، ولكنه مساحة عريضة مليئة بالتضحيات والحب، لذلك تستمع بأدوار الأم، وتتذوقه وكأنها تغني أو تستمع إلى شعر، لأنه في داخلها، ناهيه كلامها بأن الأنثي تولد أم.

أغنية توت توت- هدى سلطان وعبد المنعم مدبولي:

"هي دايما أول خطوة بتبقي صعبة.. لكن دايما بتيجي بعدها مجموعة من الخطوات" هكذا رددت هدى سلطان، وهكذا اقتنعت، ويبدو أن هذه الجملة كانت الملخصة لحياتها، فرغم معاناتها الشديدة في البداية لكي تثبت نفسها، وخوفها من والدها وعائلتها المتحفظة في الغربية، والتي لم تعترف بشقيقها كروان الفن محمد فوزي، وخشيتها غضبه نفسه من اختلاطها بالوسط الفني، وما بذلته من جهود مضنية، إلا أن أول خطوة جاء بعدها الكثير من الخطوات التي جعلت من هدى سلطان إحدى أهم النجمات في مصر والوطن العربي، على الرغم من ظهورها في فترة كانت مليئة بالكثير من المغنيات صاحبات الأصوات المميزة، والممثلات ذات الكاريزما القريبة من الناس، والأداء التمثيلي المبهر، لتوّدع جمهورها ومحبيها في 5 من يونيو عام 2006.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان