نجيب الريحاني.. "كشكش بيه" أغضب الملك فاروق وقتله "التيفود"
كتبت- منى الموجي:
يغيب عنه التكلف الذي يلتصق بكثيرين غيره من نجوم الكوميديا، لا تعرف أفلامه الابتذال، فهو إمبراطور الكوميديا الراقية، يتميز بصدق وقوة الآداء، وبنطقه الحوار بمنتهى الجدية، ومع ذلك لا يملك الجمهور سوى الضحك، هو أحد رواد المسرح المصري، الضاحك الباكي نجيب الريحاني.
هناك أشياء كثيرة جمعت بين عدد كبير من نجوم الكوميديا، من بينها أن حياتهم لا تخلو من المآسي، فإما نهايات مأساوية وحزينة، أو حياة تملؤها الويلات والمعاناة والحرمان، ونجيب الريحاني واحد من هؤلاء.
كوميديان عبقري
ولد نجيب إلياس ريحانة في حي باب الشعرية بمصر عام 1889 لأب عراقي يعمل في تجارة الخيول وأم مصرية، تأثر كثيرا بها، وأجاد السخرية حتى من نفسه، ولم يكمل تعليمه لتدهور ظروف والده المادية مكتفيا بشهادة البكالوريا واضطر للعمل مبكرا في وظيفة تمكنه من مساعدة أسرته.
حرص نجيب عبر أفلامه وأعماله المسرحية على انتقاد الواقع الذي يعيشه، بسخرية لاذعة تضحكك وتبكيك في نفس الوقت، ولم يكن مجرد ممثل بل مترجم يترجم ما يحس ويشعر به بصدق بالغ، وربما كانت كل الظروف السيئة التي مر بها والمآسي التي عاشها سببا في صنع كوميديان عبقري، صاحب مدرسة منفردة لا يستطيع أحد تقليدها، لأنها مدرسة السهل الممتنع.
وبحسب الكلمة التي قالها الرئيس الراحل محمد أنور السادات في رثاء الريحاني، فأن الريحاني استطاع عبر أعماله أن يسخر من الإنجليز والاستعمار وكل المظالم بأعلى صوته من فوق منبره المسرح، وظلت رسالته منذ ذلك التاريخ تتوالى في هجوم ساخر لاذع، مضيفا "وهاجم النواب الذين يستغلون وظيفتهم هاجم الحكام الذين لا يعنيهم من أمر الحكم إلا مصالحهم الشخصية، وأخيرًا هاجم الطاغية أشد ما يكون الهجوم ومع ذلك نال احترام الطاغية".
حكم قراقوش
من بين أعماله التي تسببت في خروجه من مصر هربا من الاعتقال أو بطش الملك به مسرحية "حكم قراقوش"، والتي كتبها صديقه الفنان بديع خيري، وهاجم فيها الملك فاروق والأكثر من ذلك أن الملك عندما طلب منه تقديم مسرحية في قصره ليشاهدها، أصر على تقديم هذا النص ضاربا باعتراض خيري عرض الحائط، ورغم عدم ندمه على هذه الخطوة خاف بعدها وفضل السفر خارج مصر متجها للبرازيل.
وكانت المسرحية تحكي قصة ملك ظالم، يعيش شعبه حياة الفقر والحرمان، وفهم فاروق أنه هو الحاكم المقصود، وأن الشعب الفقير هو الشعب المصري، وأن أحداث المسرحية إسقاط على ما يحدث في مصر.
وبحسب ابنته جينا في العديد من الحوارات الصحفية واللقاءات التليفزيونية، فأن الملك فاروق منح لقب البكوية للفنان يوسف وهبي واستثني الريحاني ولم يمنحه اللقب، عقابا له، موضحة اأن سفره للبرازيل جاء بناء على نصيحة تلقاها من رجل الاقتصاد المصري طلعت حرب، خاصة بعد انتشار أقاويل تتهم نجيب بأنه جاسوس ألماني.
التيفود
رحل نجيب الريحاني عام 1949 قبل إتمام مشاهده الأخيرة من فيلم "غزل البنات" أمام المطربة ليلى مراد والفنان أنور وجدي، وهو ما جعل أنور مخرج الفيلم يضطر لتغيير النهاية.
توفي الريحاني متأثرا بمرض "التيفود"، وبحسب ما جاء على موقع ويكيبيديا فأن الدكتور أحمد سخسوخ الناقد المسرحي، أرجع وفاة الريحاني للاهمال الطبي من قبل إحدى الممرضات التي اعطته جرعة زائدة من عقار الاكرومايسين.
وذكرت ابنته جينا أن رئيس الديوان الملكي أحمد حسنين باشا، عندما علم بمرض الريحاني أرسل إلى أمريكا في طلب حقن تشفيه من مرض التيفود، لكن الريحاني مات قبل وصولها.
واقرأ أيضاً:
سامية جمال.. ''عفريته هانم'' التي رفضت أموال الخليج وماتت بالأنيميا
فيديو قد يعجبك: