دور رفضته فاتن حمامة فأصبح أهم علامات مشوار سناء جميل

كتبت- منى الموجي:

لا أحد يستطيع أن ينكر أن عدد كبير من نجمات السينما -اليوم وأمس- كان الجمال هو بوابة عبورهم إلى الشاشة الكبيرة، ليتحقق بعد ذلك الفرز الذي على أساسه تسند لهن الأدوار، فإما أن تظل الفتاة الجميلة التي يطاردها الشباب، أو تعيش قصة حب تنتهي بالزواج وإنجاب الصبيان والبنات، وغيرها من القصص الخفيفة، أو أن تتمرد على طبيعة هذه الأدوار لتثبت أنها فنانة تمتلك أدوات الممثل الجيد.

وهناك النوع الثاني من الفنانات هن من دخلن السينما عبر بوابة الموهبة فقط، عانين في البداية، وربما ظلت علاقتهن بالسينما مقتصرة على أدوار الصف الثاني لا البطولة، إلا أن أدوارهن مازالت كزهرة يزداد عبيرها مع مرور الوقت، ومن بينهن الفنانة الراحلة سناء جميل.

سناء جميل التي رحلت عن عالمنا عام 2002، تمر غدا الأربعاء الذكرى الـ86 على ميلادها، حيث ولدت في 27 أبريل عام 1930، نجحت في أن تلفت الأنظار إلى موهبتها، فصنعت اسما مازل باقيا إلى اليوم.

من بين أهم الأدوار التي قدمتها سناء، وبات علامة مهمة في تاريخها الفني شخصية "نفيسة" في فيلم "بداية ونهاية" المأخوذ عن رواية لأديب نوبل نجيب محفوظ، استطاعت أن تخطف الأنظار ممن شاركوها الفيلم ببساطة آداءها وصدق إحساسها بتلك الفتاة الفقيرة التي تفتقر للجمال، تقع في حب ابن البقال (صلاح منصور) يسلبها شرفها ويتركها تتجرع كأس الندم على ما اقترفت.

على الجانب الآخر من حياتها عاشت نفيسة مضحية تعمل ليل نهار لتساعد أسرتها خاصة شقيقها الأصغر المُدلل، تدفعها الظروف للسير في طريق الشيطان في الوقت الذي يصبح شقيقها المُدلل ضابط في البوليس، يتم القبض عليها فتمنحهم اسمه علّه يتذكر ما فعلته من أجله فيغفر لها ما فعلت، هنا فقط تصطدم بحقيقته، فهو ليس سوى رجل أناني استغلالي، ومع ذلك تختار أن تضحي بما تبقى لها في الحياة بروحها فتنتحر.

رشح مخرج الفيلم صلاح أبو سيف الفنانة فاتن حمامة لدور نفيسة ولكنها اعتذرت، خوفا من تجسيد دور فتاة عاهرة تنتحر في النهاية، ليقرر أبو سيف منح الدور لسناء جميل، ويصبح أحد أهم علامات مشوارها الفني.

"بداية ونهاية" من تأليف كامل عبدالسلام عن رواية لنجيب محفوظ تحمل نفس الاسم، بطولة فريد شوقي، عمر الشريف، سناء جميل، أمينة رزق، آمال فريد، ومن إخراج صلاح أبوسيف.