علي بدرخان.. "دقدق" الذي اعتقله نظام "السادات" وابتعد عن السينما 15 عامًا
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت- منى الموجي:
لكل فنان سنوات من الازدهار، يقدم خلالها إنتاجًا غزيرًا وأعمالًا متميزة، وإذا كانت الكلمات السابقة هي القاعدة، فإن الاستثناء أن يستقبل عالم الفن نجوم يزدهرون على مستوى واحد هو الكيف، فمهما امتدت مسيرتهم الفنية لا نجد فيها سوى عدد قليل من الأعمال، ومن بينهم المخرج الكبير علي بدرخان.
السر في قلة أعمال بدرخان يمكن تفسيرها بالوصف الذي يحب أن يطلقه على نفسه، بأنه هاوي لا محترف، إلى جانب اختياره بعناية لكل عمل سينضم لسيرته، ومع مرور الزمن واختلاف الساحة الإنتاجية، لم يعد الأمر متوقفًا على ما سبق فقط، بل أصبح الابتعاد وسيلة ينأى بنفسه بها عن الحال السينمائي، إلى جانب الظروف الإنتاجية الصعبة التي تتطلب مقاييس معينة في معظمها غير فنية لا يستطيع الانصياع لها مخرجنا الكبير، الذي ورث حب الفن عن والده المخرج الراحل أحمد بدرخان، فقرر الاستسلام لفكرة الابتعاد كغيره من المخرجين الكبار الذين أثروا المكتبة السينمائية بأعمال لا تنساها الشاشة لكن بلغة المال لم يعد صنّاعها مطلوبين.
علاقة بدرخان بدأت مع حب التصوير الفوتوغرافي، دون أن يلتفت أنها بداية ليسلك نفس طريق والده، وفكر في الالتحاق بالكلية البحرية ووجهه والده للالتحاق بالمعهد العالي للسينما، وعمل مساعد له في أفلامه، وأولها "النصف الآخر" ثم فيلم "نادية".
رصيد بدرخان في السينما 15 فيلمًا، 5 منها كمساعد مخرج، و10 كمخرج ومن بين العشرة أفلام فيلمان ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وذلك بحسب استفتاء شارك فيه عدد كبير من النقاد، في الدورة الـ20 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1996، بمناسبة مئوية السينما المصرية، وهما "الكرنك" و"أهل القمة".
بدرخان ظل لفترة طويلة يعمل كمساعد مخرج، استمرت 7 سنوات من عام 1967 وحتى عام 1974 إذ كان آخر أفلامه كمساعد مخرج، فيلم "العصفور" إخراج يوسف شاهين والذي تعاون معه في 1971 في فيلم "الاختيار" أيضا، وكان يطلق عليه اسم "دقدق"، قطعها في 1973 بإخراج أول أفلامه "الحب الذي كان" بطولة سعاد حسني ومحمود ياسين.
في عام 1975 قدم بدرخان أحد أهم أفلامه، فيلم "الكرنك" عن قصة تحمل نفس الاسم للأديب نجيب محفوظ، يتحدث عن الطريقة المستبدة التي كان الأمن في الستينات يتعامل بها مع طلاب الجامعة وطرق اعتقالهم وتعذيبهم، والتعامل معهم بأساليب وحشية أودت بحياة البعض وتركت أثرًا نفسيًا من الصعب محوه في حياة البعض الآخر.
بدرخان استفاد من تجربة اعتقاله لمدة عشرة أيام، في صنع فيلم حقيقي، بعد أن اقترب هو شخصيًا من هذا العالم الخفي، فلم يقتصر الأمر على شهادات من اعتقلوا، بل أثرت تجربة اعتقاله الفيلم.
وعن تجربة الاعتقال حكى في برنامج "العاشرة مساء" مع المذيعة منى الشاذلي قبل سبع سنوات، أنه تم اعتقاله بالصدفة أثناء تواجده كعادته في "حوش آدم" مع الشيخ إمام والشاعر أحمد فؤاد نجم، قبل زيارة الرئيس الأمريكي -آنذاك- ريتشارد نيكسون لمصر، وذلك بعدما تغنى إمام من كلمات نجم بأغنية "شرفت يا نيكسون بابا"، وعندما جاءت قوات الأمن قُبض عليه مع كل المتواجدين هناك، وفي هذه الفترة كان يستعد لفيلم "الكرنك"، وعن هذه التجربة قال "كنت مستمتع لأنني دخلت تجربة وشوفت واقع هتكلم عنه ومكنتش جربته، فقط كنت أسمع عنه".
بين كل فيلم وآخر في مشوار بدرخان فترة زمنية طويلة، ومن بين أهم أعماله السينمائية "شفيقة ومتولي"، أهل القمة، الجوع" وجميعها من بطولة الفنانة سعاد حسني، ليبتعد عن الإخراج منذ أكثر من 15 عامًا بعد أن قدم فيلم "الرغبة" عام 2002 بطولة الفنانة نادية الجندي.
وصحيح أن بدرخان ابتعد كمخرج عن الشاشة لكن اهتمامه بهذا العالم الساحر لم يقل يومًا، فرشح نفسه نقيبًا للسينمائيين، وافتتح مكتبة سينمائية تحمل اسمه في الهرم، لتكون بيتًا للمثقفين، وأصدر كتاب بعنوان "حرفيات الإخراج السينمائي".
ومازال عشاق السينما وأفلام بدرخان، في حالة شوق ليمتعهم المخرج الكبير بعمل جديد.
فيديو قد يعجبك: