"مصراوي" ينشر كواليس آخر أغنية وطنية لشادية في ذكرى انتصارات أكتوبر
كتب- مصطفى حمزة:
"وحياة رب المداين لأزرع رملك جناين، وأبنيلك قصر مرمر يا بلدنا يا ست الحسن"، فيما يشبه قسم تجديد العهد، وقفت الفنانة شادية بمشاعرها الجياشة، وحماس ممزوج بالبهجة تشدو بتلك الكلمات بأخر حفل تحييه ضمن احتفالات أكتوبر، حتى أن الجمهور من فرط تفاعله مع المطربة التي يتعامل معها على أنها "صوت مصر"، لم يقبل بمغادرتها المسرح، وأعادها مرة أخرى ليشاركها نشوة الغناء مجددًا "أرجوكي سيبي روحنا تصبح مصباح طريقك".
شدت شادية بهذه الأغنية عام 1985، وكانت كواليس الإعداد لتقديمها شاهدة على عدة مواقف مثيرة لم يتم الإعلان عنها، وهو ما يكشف عنه لأول مرة "مصراوي" بمناسبة احتفالات اكتوبر.
الشاعر الكبير إبراهيم رضوان "الحائز على جائزة اليونسكو كأفضل شاعر بالعالم الثالث عن الأغنية"، يقول فى تصريح خاص لـ"مصراوي": "للأمانة في البداية لم أكن أتصور أن العظيمة شادية، ستقدم أغنية من كلماتي، خاصة مع ما كان ينشر وقتها عن أنها تبحث عن أعمال تختتم بها مشوارها، حتى فوجئت بالخبر المنشور في جريدة الأهرام، بأن الإذاعية الكبيرة سامية صادق -رحمها الله- عرضت عليها أغنية بعنوان "وحياة رب المداين"، من كلمات الشاعر إبراهيم رضوان، وأنها أُعجبت بها وقامت بحجز استوديو بالإذاعة لإجراء البروفات مع ملحنها الموسيقار جمال سلامة".
وعلى خلاف كافة المنشور عن أن الأغنية قُدمت لأول مرة يوم 6 أكتوبرعام 1985، يقول الشاعر الكبير "الحفل بالفعل كان معدًا له أن يُقام في ذلك التاريخ، ولكن في يوم 1 أكتوبر فوجئنا بقيام سلاح الجو الإسرائيلي بالهجوم على مقرات اللاجئين الفلسطينيين في تونس، وتم تأجيل الاحتفالات التي كان مقررًا لها بالسادس من أكتوبر، لتُقام بعدها بحوالي أسبوع ".
وقبل أن تقف شادية بالصالة المُغطاة في استاد القاهرة، لتغني أنشودتها الوطنية الأخيرة "وحياة رب المداين"، كان عليها أن تراعي أولًا حساسية المناسبة، وثانيًا المتغيرات السياسية التي كانت تشهدها مصر في ذلك الوقت، وعن ذلك يقول إبراهيم رضوان "كانت الأغنيه لها مذهب ٱخر، غير الذي قُدمت به، وهو "يا أم البحور مواردي، يا أم الشطوط حرس قدام بيوتنا، هدي يا راكبة ع الفرس، وماسكة سلاح في إيد وماسكة رغيف في إيد ماتخلي الليلة وقفة وتخلي بكره عيد".
ويكمل رضوان: "توقفت شادية أمام تلك الكلمات، واعترضت على غنائها باعتبارها تحمل معاني تميل إلى الاشتراكية، ولأني بدورى لم أتعود التعديل في كلماتي، اقترحت عليها أن أكتب أغنية أخرى، لكنها تمسكت بها، قبل أن تستبدل ذلك المذهب بأخر كان ضمن القصيدة نفسها".
ويردد الشاعر مقطعا من الأغنية يقول فيه "عارفين مهما انجرحنا عدوك من صديقك"، ثم يضيف "شهدت فترة الإعداد كذلك محاولات لجنة مكونة من الإذاعي طاهر أبو فاشا والشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، أن تقف في طريق تقديم الأغنية، وأعلنا رفضهما لشادية، إلا أنها ومعها الإذاعية القديرة سامية صادق، تصدتا لذلك بقوة، وتحمستا لمضاعفة أجرى عنها، وحصلت على 75جنيها".
ومع ما ذكره مؤلف "وحياة رب المداين" عن كواليس تقديمها، يبقى أن نذكر أن الأغنية التي خرجت للنور منذ 32 عامًا، تصادف أن تكون في حفل هو الأول لشادية بعد رحلة علاج قضتها بأمريكا، قبل أن تقف لتغني باسمها وباسم كل المغتربين المصريين "شعبك يا مصر صانك بره الحدود بيسعى، ويتغرب عشانك وبيرجع بالسلامة، يبنيلك قصر مرمر يا صاحبة الكرامة".
فيديو قد يعجبك: