حوار- رمزي غيث: عبدالله غيث رفض "ذئاب الجبل".. وهذا ما فعله "القذافي" لأجله (3-3)
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
حوار- منى الموجي:
يواصل الفنان رمزي غيث في الحلقة الثالثة حواره مع "مصراوي"، عن عمه الفنان عبدالله غيث، والذي نحيي الذكرى الـ24 على رحيله في شهر مارس، إذ رحل عن عالمنا بعد أيام قليلة من اكتشاف إصابته بمرض سرطان الرئة، في مرحلة متأخرة، عام 1993.
في الحلقة الثانية، تحدث رمزي عن مسرحية "الحسين شهيدا"، وكيف أحب عبدالله هذا الدور، للدرجة التي جعلته يفكر في الاعتزال إذا وافق الأزهر الشريف على تقديم العرض، حتى لا يظهر بأي دور أخر يتنافى مع قدسية شخصية حفيد النبي، لكن مؤسسة الأزهر لم تتراجع، ولم تخرج المسرحية للنور فيما عدا البروفات "الجنرال" التي استمرت شهر تقريبا، تجربة المنع مر بها عبدالله مرة أخرى، إذ مُنع فيلمه "الرسالة" من العرض في مصر لنفس السبب، تجسيد الصحابة بما يخالف قناعة أعضاء الأزهر.
يقول رمزي "عرض عليه المخرج مصطفى العقاد تجسيد دور عم الرسول حمزة بن عبدالمطلب في فيلم الرسالة، وعرف وقتها أن دوره سيؤديه الممثل العالمي أنتوني كوين، في النسخة الإنجليزية من الفيلم، وتم التصوير في المغرب والجزائر وليبيا، الشغل كله بيكون على ديكور واحد، والعقاد طلب من أنتوني تصوير مشهده أولا، وبعده المشهد العربي، وفوجئ الجميع برغبة أنتوني أن يؤدي النجوم العرب المشهد قبله حتى يتعلم الطريقة التي بها يتحدثون، فانبهر بآداء عبدالله، وقال (ده لو بيجيد الإنجليزية كان سيفوقني)".
الفيلم الذي مُنع من العرض في مصر، وجد طريقه لصالات العرض في دول أخرى، منها تونس، وهو ما زاد من شعبية عبدالله على المستوى العربي، "1978 كان يُعرض الفيلم في تونس، وسافرت بعثة المسرح القومي بمسرحية أنتيجون، ومن بينها حمدي وعبدالله غيث، فردوس عبدالحميد، نبيل الحلفاوي، أنا وخالد زكي كنا متخرجين، لفينا عرضنا في عشر مدن بتونس، وكان يتم الترويج للمسرحية باسم عبدالله، من خلال عربية بميكروفون لا يقولون سوى اسم عبدالله غيث، حتى لم يذكروا اسم عمي حمدي لأنهم عارفين عشق الناس لعبدالله، وأن المسرح سيمتلئ بجمهوره".
وبسؤال رمزي هل شهرته التي فاقت ما حققه شقيقه حمدي، أثرت على علاقتهما، أو إذا كانا يتندران بالأمر، قال "عم حمدي هو الأستاذ وعمي عبدالله التلميذ، لكن لا يمنع أن يتفوق التلميذ على أستاذه، والأمر لم يستوقفهما بالعكس كانت العلاقة بينهما أشبه دائما بعلاقة الأب بابنه".
مشاركة عبدالله غيث في أي عمل تزيده ثقل، وهو ما يجعلك تتذكر أدواره في كل الأعمال السينمائية التي شارك فيها، "حكى لي يوما أن أثناء مشاركته في فيلم ملف سامية شعراوي، مع نادية الجندي، ذهبا سويا لمشاهدة العرض، وفور انتهاء الفيلم بدأ الجميع يلتف حوله، وهو ما جعلها تفكر في احتكاره، حتى لا يعمل مع أحد غيرها، وعلمت بعد ذلك أن نبيلة عبيد عرضت عليه أن يشاركها في فيلم ديك البرابر، فحاولت نادية إقناعه بعدم المشاركة في الفيلم، إلا أنه رفض".
بما نصحك عندما كشفت عن رغبتك في الإتجاه للعمل بالمجال الفني؟، يقول رمزي "لما جيت أدخل التمثيل كنت ملتصق بالاثنين، لكن العلاقة كانت مختلفة عم عبدالله زي أخويا الكبير وصديق، أما عم حمدي ظل في مكانة الأستاذ، في البداية لم يرى أي منهما فيا الموهبة وتصورا أنني أبديت رغبتي بدراسة التمثيل دون موهبة واستنادا على اسميهما، وهما يعرفان أن التمثيل موهبة، وبعد حصولي على البكالوريوس التحقت بالمسرح القومي وانقطعت بعد فترة عن التمثيل، وانشغلت بعملي الخاص، وعندما قررت العودة في التسعينات نصحني بالعودة للمسرح، لأنه سيفتح لي المجال وسيكشف إذا كنت امتلك موهبة حقيقية أم لا".
يحب رمزي مشاهدة كل أعمال عمه، يتمنى رؤيته ولو لثانية واحدة، وكفنان درس في معهد الفنون المسرحية، يرى أن وراء كل لقطة يظهر فيها عمه حكاية وجهد، "أعماله كثيرة وكلها تمتاز بالقوة، مُنتقاة بعناية ومؤداة بشكل جيد، فهو جلال الدين بمسلسل الوجه الآخر، شلش الحلوني في بوابة الحلواني، وغيرها من الأدوار التي أداها على خشبة المسرح وعبر شاشة التليفزيون والسينما".
كان أخر ما قدم عبدالله غيث، هو دور "علوان البكري" في مسلسل "ذئاب الجبل"، وهو نفس الدور الذي عُرض على الفنان الراحل صلاح قابيل، وبدأ بالفعل في تصوير عدد من مشاهده قبل أن يموت دون استكمال الدور، فاضطر المخرج مجدي أبو عميرة إلى التفكير في إسناد الدور لممثل أخر، بعد حذف ما تم تصويره، وبالفعل عُرض الدور على عبدالله، الذي قال "هتموتوني أنا كمان، أنا مش همثل الدور ده"، ولكنه وافق بعد محاولات عدة من فريق المسلسل، ليكون قدره الرحيل قبل أن يستكمل كل مشاهد "علوان البكري".
سقط الفارس من على جواده، ارتطمت سفينته بجبل ثقيل، تحامل على نفسه رغم شعوره بالمرض أثناء تقديم مسرحية "آه يا غجر"، وكان يتبقى على إغلاقها أربعة أيام تقريبا، أصر على استكمالها، وبعدها يذهب للطبيب، "كان يوم سبت عندما ذهبت أنا والحسيني –نجله- وعمي حمدي وعادل ابن عمي رشاد معه للطبيب، الذي طلب عددا من التحاليل، وتم حجزه بالمستشفى، واكتشفنا أنه مصاب بمرض سرطان الرئة، وأن الورم تشعب في جسمه".
بدأ الأهل، الأصدقاء، الزملاء والمحبون يتهافتون على زيارة المشفى القابع بها الفارس، والدموع تغرق وجناتهم، يقول رمزي "كانت الزيارة ممنوعة، لكن في يوم جاءت المستشفى الفنانة كريمة مختار وأصرت أن تراه، فأخبرته برغبتها وسمح لها"، الكل يتألم ويعرض المساعدة، وفي مقدمتهم العقيد معمر القذافي -رئيس ليبيا آنذاك-، الذي بعث رسالة مع السفير الليبي في مصر يعرض على أسرة عبدالله نقله إلى أي مكان يتوفر فيه علاج لحالته، وبطيارة خاصة ويتكفل بكل التكاليف، فقد كان الرجل يعشقه ويقدر فنه، وبحسب الطبيب كان الوقت قد تأخر "المرض شديد الخطورة، سريع الانتشار، النوع اللي عنده لا يسمح بأي حركة".
لم يكن الموقف السابق هو أول ما جمع بين القذافي وعبدالله، فأثناء تصوير فيلم "الرسالة" في صحراء ليبيا، كان القذافي يولي عبدالله اهتماما خاصا يفوق الاهتمام بالنجم العالمي أنتوني كوين.
نفذ السهم، وسقطت الورقة الأخيرة في مشوار "فارس المسرح العربي"، وخرج في جنازة تليق بفارس. شارك أهالي قريته "كفر شلشلمون" في تشييع جثمانه، يروي رمزي "بكته السيدة جيهان السادات وابنتها في العزاء، وكانت تتحدث عنه بقدسية شديدة، تأثرتا بأداءه لشخصية الرئيس الراحل محمد أنور السادات في مسلسل الثعلب مع الفنان نور الشريف، وساعدته أسرة السادات على الوصول للشخصية، وتوفير الملابس والاكسسوارات".
رحل عبدالله غيث في 13 مارس، بعد صراع مع المرض، قبل أن يحقق حلمه بأن يعود لقريته ويبقى فيها بعيدا عن القاهرة، ويعتزل التمثيل، بعد أن أسس بيت جديد يعيش فيه، و"اسطبل" شرع في شراء خيول ومواشي يشرف على رعايتها، رحل تاركا سيرة طيبة و3 ابناء هم "الحسيني، أدهم تيمنا بالبطل الشرقاوي، وعبلة"، وأعمال فنية شاهدة على امتلاكنا لممثل من طراز خاص.
فيديو قد يعجبك: