نجمان جسدا "العندليب الأسمر" قبل أحمد زكي وشادي شامل- صور وفيديو

كتبت- منى الموجي:

لا يمكن أن يكون مصير الأعمال الفنية القديمة الاندثار، طالما هناك من يعشق الفن ويفتش عنه في كل مكان، ويسعى للحفاظ عليه، حتى تتعرف عليه أجيال وراء أجيال، واليوم في الذكرى الـ40 على رحيل أحد أهم نجوم الفن والغناء في مصر والوطن العربي، "العندليب الأسمر" عبدالحليم حافظ، نحاول إلقاء الضوء على الأعمال التي تناولت سيرته، ونمحو عنها غبار النسيان، لنعيدها لذاكرتنا لآلئ تضيء ذكراه.

العندليب الأسمر

لم يكن "النمر الأسود" الفنان أحمد زكي عبر فيلمه "حليم"، أو الفنان شادي شامل عبر مسلسل "العندليب.. حكاية شعب"، أول من جسد سيرة العندليب في عمل فني، سبقهما "كروان الشرق" الذي تبناه حليم فنيا ومعنويا وماديا، ومنحه اسمه ليقترن به كاسما فنيا، ليصبح عماد عبدالحليم بدلا من عماد علي سليمان، وهو أول من قدم عمل تليفزيوني يحكي حياة حليم، وحمل عنوان "العندليب الأسمر".

"العندليب الأسمر" كتبه الكاتب الصحفي نبيل عصمت، بطولة عماد عبدالحليم، فردوس عبدالحميد، شيرين، أحمد ماهر، حسين الشربيني، وإخراج فتحي عبدالستار.

أكدت في البداية الفنانة فردوس عبدالحميد والتي جسدت دور "علية" شقيقة حليم، أنها لم تكن تتذكر هذا المسلسل، لأن مر عليه سنوات طويلة، وحكت لـ"مصراوي" كواليس العمل، قائلة "كتبه الصحفي نبيل عصمت كان صديق حليم، وهو كان له أصدقاء صحفيين كتير أوي يقابلونه تقريبا يوميا، نبيل الله يرحمه من أصدقاءه وعارف عنه تفاصيل كتير تحمس لكتابة المسلسل عام 1979، بعد رحيله بعامين وكان رحيله مازال مؤثرا بدرجة كبيرة في الجمهور".

المسلسل يحكي تفاصيل مهمة عن حياة عبدالحليم حافظ، يبدأ بلحظة مولده، ووفاة والدته تأثرا بـ"حمى النفاس"، وكيف فكرت نساء القرية أنه طفل "شؤم"، ورغبن في التخلص منه بإرضاعه من والدته المتوفية حتى يتسمم ويرحل معها، وأنقذه شقيقه الأكبر إسماعيل شبانة عندما سمع مخطط النساء، ليتربى يتيم الأم والأب، بعد رحيل والده بفترة قصيرة من رحيل والدته، الحياة التي كانت لها أكبر تأثير على تشكيل شخصية حليم.

تضيف فردوس "حليم كان من النوع الأسري، يهتم بشؤون كل عائلته ويجمعهم حوله، وكان يخشى الوحدة، خاصة وأنه معرض للنزيف بسبب البلهارسيا، وبرغم من أنه فنان عظيم وحقق مجد كبير، لكنه كان مسكين وتعيس، لديه تراكمات من الآلام والأحزان، حتى الآلة التي اختار العزف عليها (أوبوا)، وهي آلة درامية مليئة بالحزن والشجن".

أغنية "في يوم من الأيام" بصوت عماد عبدالحليم في مسلسل "العندليب الأسمر"..

وعن تجسيد الفنان عماد عبدالحليم لشخصية حليم، أكدت فردوس أنه كان متأثرا به، ومتقمصه حتى في حياته، "مشيته مشية عبدالحليم وطريقة كلامه وتعبيراته بدون قصد، وهو ما تم استغلاله بصورة إيجابية في المسلسل، الجمهور كان مازال منفعل برحيله واستقبلوه بشكل جيد، حليم كان جزء من كل أسرة، ويوم رحيله شهد حوادث كثيرة حزنا عليه كانتحار بعض الفتيات، ولم تكن حوادث مفتعلة، أو دلع كانوا متأثرين به جدا، لأنه كون وجدان جيل كامل، حتى إلى يومنا هذا".

حلقة من "مسلسل العندليب الأسمر" من مكتبة مفيد عوض..

مشوار المجد والعذاب

قدمت إذاعة الكويت مسلسلا إذاعيا أخر تناول حياة عبدالحليم حافظ، حمل عنوان "مشوار المجد والعذاب"، كتبه السيد الشوربجي، وأخرجه مهند الأنصاري، بطولة سمير حسني، كريمة مختار، زبيدة ثروت، وحسن مصطفى.

بمجرد أن تستمع لصوت من يؤدي شخصية حليم، ستعلو علامات الدهشة وجهك، فصوت سمير حسني كان قريبا جدا من صوت حليم، وتقول فردوس عن سمير "سمير حسني في المعهد كنا مسمينه عبدالحليم، لأنه رومانسي أوي وكان بيحب عبدالحليم ومتأثرا بيه إلى حد كبير، ومتقمصه".

لعبت الفنانة كريمة مختار دور شقيقته علية شبانة، بينما قامت الفنانة زبيدة ثروت دور حبيبته، ومنحها المؤلف في المسلسل اسم ليلى.

حلقة من المسلسل الإذاعي "مشوار المجد والعذاب" من مكتبة مفيد عوض..

يُذكر أن الفنان مدحت صالح جسد دور عبدالحليم حافظ في مسلسل "السندريلا"، وكذلك قام الفنان هيثم أحمد زكي بتجسيد عبدالحليم حافظ بفترة شبابه في فيلم "حليم".