أسرار هند رستم وحسن الإمام.. تعرف على قصة أول دور تؤديه وشائعة الحب
كتب- مصطفى حمزة:
يعتبر المخرج حسن الإمام، الذي قدم أعمالًا سينمائية كبيرة من أشهرها "الملاك الظالم"، و"ملائكة جهنم"، هو أول من تبنى، وقدم موهبة الفنانة هند رستم على الشاشة.
ويسلط "مصراوي"، حسب ما جاء في مذكرات الفنانة الراحلة، الضوء على تفاصيل العلاقة بين الثنائي "الإمام – هند"، منذ اللقاء الأول الذي جمعهما إلى ما تعرضت له علاقتهما من أزمات وصلت حد القطيعة لخمس سنوات وشائعات ارتباطهما في علاقة حب، في ذكرى ميلاده، الذي يوافق 6 مارس من كل عام.
قصة لقاء
وتقول هند، في مذكراتها عن حسن الإمام: "قبله كنت مجرد ممثلة ناشئة تؤدي الأدوار الثانوية، ولا يشعر المخرجون بموهبتها، وكان هذا يحزنني، ولذلك كنت أبحث عن مخرج كبير، يُخرج الطاقات المدفونة بداخلي حتى عثرت عليه".
وينقل الكاتب أيمن الحكيم، في كتابه "مذكراتي ..هند رستم"، قولها: "كان أول لقاء مهم بحسن الإمام في فيلم "الملاك الظالم"، الذي قامت ببطولته فاتن حمامة مع كمال الشناوي عام 1954، وكنت قد ذهبت إليه بخطاب توصية من المنتج حسن رمزي، ليرشحني فيه لدور البطولة الثانية، ولكن عندما ذهبت إليه في مكتبه وجدت الممثلة الشابة زهرة العلا، وكانت قد بدأت شهرتها، وشعرت من حديثهما بأن "زهرة" قد حصلت بالفعل على الدور.
وتقول هند رستم: "انتابني شعور بالخجل، ولما انصرفت، سألني حسن الإمام، أنت كنتي جايه ليه؟، فأجبته: "كان معايا جواب لحضرتك من الأستاذ حسن رمزي، بس خلاص ما عادش له لازمة!، فرد ملوش لازمة إزاي؟ وريني كده، فلما أخذ الخطاب وقرأه قال لي: "أنا حديلك دور في الفيلم".
وتُكمل هند، بحسب مذكراتها: "وبالفعل أسند لي دورًا صغيرًا أقوم فيه بغناء أغنية (يا سلام على الهوى) بطريقة الدوبلاج.. ولما صورت الأغنية أعجب بها، وقرر أن يزيد مساحة الدور وعدل السيناريو، ونجحت هذه الأغنية جدًا، وذاع صيتها في ذلك الوقت".
دموع تتساقط ودماء تسيل
وجاء في مذكرات الفنانة الكبيرة، أنه عندما شرع حسن الإمام في التجهيز لفيلمه، "بنات الليل"، كان مترددًا في اختيار الممثلة التي تقوم بدور البطولة الثانية أمام الفنانة مديحة يسري، فاستشار المنتجة ماري كويني وسألها: "تفتكري أجيب مين مع مديحة؟"، مشيرة إلى أنها قالت له: "معروف عنك إنك جريء وبتصنع نجوم جديدة، عندك مثلًا هند رستم"، ثم سأل حسن رمزي الذي رشحها للدور ووقع الاختيار عليها.
وتقول هند "كان من الوجوه الجديدة أنا وحمدي غيث، وكان أول مشهد لي في الفيلم يتم تصويره في بيروت، فسافرت مع فريق العمل، وحتى بعد أن سافرت كان حسن الإمام ما زال مترددًا في الخطوة الجريئة التي أقدم عليها بإسناد أدوار مهمة في الفيلم لوجهين جديدين، فقال لمساعده وللمصور، إحنا هنصور أول شوت لهند فإذا قلت لكم (ستوب أنا تعبان) يبقى هند تنزل مصر، وتيجي مكانها ماجدة الصباحي، وإذا أكملت التصوير يبقى هند تستمر".
وتصف الفنانة الكبيرة أول مشاهدها في الفيلم: "كان هذا المشهد من أصعب المشاهد في الفيلم؛ كان علي أن أجري بأقصى سرعة حتى ألحق بالطائرة التي تقل ابني قبل إقلاعها من المطار، وفي البروفة، ومن شدة حماسي وقعت على الأرض، واكتشفت أن قدمي أصيبت بنزيف داخلي، وأن شريانًا قد انفجر، وشعرت بآلام حادة وأوجاع قاسية، لم يخفف منها قطع الثلج التي وضعتها على قدمي".
وتابعت في حديثها: "فملت على عبدالرحمن شريف، وهو مساعد المخرج، وقلت له أنا رجلي تعبانة، ومش هقدر أعمل المشهد ده!، فصمت قليلا ثم قال: يا هند لازم تضغطي على نفسك، وتعملي المشهد ده بالذات، وبأي طريقة"، وتفسر قوله بإنه كان يعرف طباع حسن الإمام، وأنه على حد قوله "مش بتاع هزار"، والعمل عنده أهم من أي شيء.
وتضيف: "تحاملت على نفسي، واندمجت مع المشهد وأديته كأحسن ما يكون، حتى صفق لي كل الحاضرين، وتعالت كلمات التشجيع والإعجاب، وعندها صاح حسن الإمام (ستوب يا عبدالرحمن. نكمل بكرة سبعة الصبح، وكان هذا معناه أنه وقع لي شهادة النجاح). وبعدها وجدت دموعي تسيل على خدي، بكيت تأثرا بالموقف وبآلامي الشديدة التي شعرت بها".
عقد احتكار وأزمة
وشجع رهان حسن الإمام، على موهبة هند رستم في توقيع عقد احتكار معها، لكن على غير ما توقعا تسبب هذا في أسخن أزمة اشتعلت بينهما، وتشرحها في مذكراتها قائلة: "مع نجاحي في (بنات الليل) و(الجسد)، وقّع معي حسن الإمام عقد احتكار، وذات يوم عرض عليّ المخرج عز الدين ذو الفقار العمل معه في فيلم (رد قلبي)، وكان فيلمًا عن ثورة يوليو، ولما قرأت الدور أُعجبت به، ولكن عقد الاحتكار منعني من القبول، فاستشرت السيدة آسيا المنتجة في هذا الأمر، فقالت لي إن العقد لا يمنعني من العمل في أعمال أخرى بعيدا عنه لأنه لا يعطيك مرتب شهري، وأقر رأيها المحامي علي منصور، وبالفعل اشتركت في الفيلم، مما تسبب في غضب حسن الإمام".
وفي عام 1963، وبعد قطيعة استمرت خمس سنوات عادت هند للتعاون مع الإمام في فيلم "شفيقة القبطية"، رغم أنها لم تكن مرشحة لبطولته، وتكشف المذكرات كواليس العمل: "كان من المفترض أن تقوم الفنانة هدى سلطان ببطولته، وحصلت بالفعل على عربون الشغل، ثم عادت واعتذرت عن الدور فأسندوه لي. وفي أول يوم ذهبت فيه إلى الاستوديو حصلت مشكلة، فقد وجدت في انتظاري مشهدًا طويل جدًا يزيد على الثماني صفحات".
وتشير هند رستم إلى أنه خلال الأفلام السابقة، لم يعودنا حسن الإمام على ذلك، فقلت لمساعد المخرج "الأستاذ رباني ما اعملش مشاهد طويلة في أول يوم تصوير!، فرد عليّ بحسم.. لازم يتعمل !، فبدأت في هدوء أجمع في متعلقاتي وملابسي مرة أخرى استعدادا للانصراف.. وقلت له، أنا آسفة، هاتوا مدام هدى سلطان تاني!".
وتكمل هند "كانت الفنانة زوزو ماضي حاضرة للموقف، فأخذت تهدئني، ثم ذهبت إلى حسن الإمام، وحكت له ما حدث، فقال بالفعل أنا عودتها على كده، أنا هقطع لها المشهد، وعندما عرفت بموافقته على تقطيع المشهد، ركبني العناد، وحفظت المشهد كاملًا، وأثناء التصوير فوجئت بأنني أحفظ كل الحوار، فقال: ستوب. استني لغاية هنا".
وتكمل: "فرد مساعده، سيبها يا أستاذ ما دام حافظة، فرد حسن الإمام أنا عارف إنها حافظة، دي مش هند رستم، دي (عند رستم)، فضحكنا، وتصافت النفوس، وتخلصت من الشد والتوتر".
وتحكي هند عن مشهد آخر انتقدها فيه الإمام فتقول"وفي مشهد آخر من هذا الفيلم شعرت بأن أدائي لم يعجبه فنظر لي وقال: سيبتك يا هانم كام سنة أتهببتي، أنت عايزة تروحي محطة بنزين تتشحمي!".
وردت هند على شائعة ارتباطها بحسن الإمام: أحبه إزاي وزوجته تحضر تصوير كل أفلامه.
وتختتم هند في مذكراتها الحديث عن أقسى ما تعرضت له هي والإمام فتقول: "أما شائعة الحب بيني وبين حسن الإمام، فهي من الأمور السخيفة التي أشاعوها عني، فالرجل أحبه كأستاذ ومعلم، وكانت علاقتي به في إطار العمل، ثم كيف أحب رجلا كان يصطحب زوجته وأولاده إلى بلاتوهات التصوير في كل أفلامه!".
فيديو قد يعجبك: