سيد درويش.. "فنان الشعب" الذي ألهب حماس المصريين ورحل عن 31 عاماً
كتبت- منال الجيوشي:
سيد درويش، أو فنان الشعب، هو ذلك الفتى الذي رحل في 15 سبتمبر 1923، قبل يومين من عودة الزعيم الوطني سعد زغلول من منفاه، قبل أن يحالفه الحظ في استقباله بأغنية أعدها خصيصا له.
ورغم 96 عاما من رحيل الجسد، إلا إن "درويش" لا زال حيا في وجدان وذاكرة المصريين، حتى دون أن يعلم البعض – في بعض الأحيان- أن عدد كبير وهام من الأغاني التي يرددها الشعب من تأليف "الشيخ سيد"، لعل أبرزها النشيد الوطني "بلادي بلادي".
"سيد درويش هو أبو الموسيقى المصرية في القرن العشرين"، هكذا صرح الناقد الموسيقي دكتور زين نصار، لمصراوي.
وأضاف: "درويش استطاع أن يغير اللغة الموسيقية السائدة وقتها، فقبله كان المطرب بيقعد يعيد ويزيد ويرتجل، وكانت الناس بتستمتع بالنغم، لكن بيضيع منها معاني الكلام".
وتابع: "اهتم سيد درويش بالتركيز في المعاني، وأن تقال الجملة دون إسراف، بمعنى أنها ليست جملة طويلة أو قصيرة، فاهتم بالتعبير عن معاني الكلام، ولكن هذا لا يعني خلو أعماله من التطريب، لكنه تطريب مرشد".
واستكمل: "هذا نجده في أدوار مثل أنا هويت وانتهيت، وأنا عشقت، هذه الأدوار تحتاج مطرب جبار لغنائها، بينما مثلا لا تحتاج أغنيته الشهيرة (سلمى يا سلامة) أن يغنيها مطرب متمكن، فدرويش جدد في صياغة الأدوار والطقاطيق".
وأوضح "نصار" أن سيد درويش له دور هام جدا في المسرح الغنائي، منذ مشاركته فيه للمرة الأولى عام 1917، وحتى عام 1923، فعلى مدار 6 سنوات قدم 30 مسرحية غنائية، فهو شخصية جبارة ومتدفقة ومتجددة- بحسب قوله.
وأشار إلى إن سيد درويش كان يهاجم الإنجليز، من خلال ألحانه وأغانيه، ففي ثورة 1919، قدم عددا من الأغاني الوطنية التي ألهبت حماس المصريين، مثل "إحنا الجنود زي الأسود"، و"أنا المصري كريم العنصرين".
واختتم حديثه قائلا: "الكلمات كانت زي الرصاص، وعمره وقت ما مات كان 31 سنة بس، لكنه قدر يعمل كل الثورة الغنائية دي وكل التجديد والألحان اللي عايشة لحد دلوقتي، وماكتفاش بكدة بس كمان مصّر الموسيقى، وخلاها تتنقل من القصور لعامة الناس يستمتعوا بيها عشان كدة استحق بجدارة فنان الشعب".
فيديو قد يعجبك: