روب راينر : «بوش» ورجاله هم «محور الشر»
دبي من : مجدي الطيب
لم تكن مفاجأة للجمهور، الذي جاء لمشاهدة فيلم «صدمة ورعب» Shock And Awe، أن يتواجد مخرج الفيلم روب راينر في قاعة «أرينا» بمدينة جميرا بدبي، ليقدم فيلمه، الذي يُعرض لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ من خلال برنامج «سينما العالم»، لكن المفاجأة الحقيقية تمثلت في الكلمة التي ألقاها «راينر»، وهاجم فيها السياسة الخارجية لأمريكا، والرئيس الأمريكي «الذي لا يحترم نمط حياتنا، وديمقراطيتنا»، وسجل، في كلمته وفي فيلمه، دعمه المطلق لوسائل الإعلام الحرة، ومن أسماهم «المقاومين» من الصحفيين . وعبر عن هذا بقوله :
«خلال حياتي عاشت أمريكا مرحلة هي الأسوأ بالنسبة لسياستها الخارجية، التي قادتنا إلى مصائب وكوارث؛ ابتداء من حرب فيتنام، وليس بانتهاء ب «غزو العراق» – هكذا أسماه- وطوال الوقت كانت الصحافة، ووسائل الإعلام، تجد أنفسها أمام هجوم كاسح من الرئيس الأمريكي، الذي لا يحترم نمط حياتنا، ولا يحترم ديمقراطيتنا. وهذا الفيلم يُسلط الضوء على مقاومة مجموعة من الصحفيين، وسعيهم للتغلب على الصعوبات التي واجهتهم في بداية الألفية الثانية من القرن الماضي، لرغبتهم في كشف حقيقة ما جرى في العراق، والأحداث الكارثية التي وقعت آنذاك، وخضع الإعلام وقتها للهجوم. لذا فإن الفيلم يحاول التعبير عما نحتاجه لكي يكون العالم حراً، وأكثر موائمة، وهو ما يتطلب أن يتلقى الجمهور المعلومات الصحيحة. وأرجو في النهاية أن يُقدم الفيلم تحية لهؤلاء "المقاومين" » .
«صدمة ورعب» (91 دقيقة) يسير على خطى الفيلم الشهير «كل رجال الرئيس» All the President's Men، الذي تم إنتاجه في الولايات المتحدة عام 1976 من إخراج ألان جاي باكولا، وقدم تحية للصحفيين الأميركيين : كارل برنستين (جسد شخصيته داستين هوفمان) وبوب وودوارد ( جسد شخصيته روبرت ريد فورد)، اللذين كانا يعملان في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، في مستهل السبعينيات من القرن العشرين، ونجحا في فضح الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، وكانا سبباً في تفجير فضيحة «ووترجيت» (1974 إلى 1975)، ما دعاه إلى الاستقالة من منصبه. بينما يفضح «صدمة ورعب» أكاذيب الرئيس الأمريكي «بوش الابن»، ورجاله (أشار الفيلم صراحة إلى دونالد رامسفيلد وديك تشيني وجورج تينيت)، واستغلال أحداث ضرب برجي مركز التجارة العالمي في الحادي عشر من سبتمبر 2001 لالصاق التهمة بالرئيس العراقي صدام حسين، وإسقاط نظامه، حماية للأصدقاء والحلفاء، كما قال الفيلم، وهو المخطط الذي وقف الصحفيان «جوناثان لاندي» (وودي هارلسون) و«وارن ستروبل» (جيمس مارسدن) ومن خلفهما «جون والكوت» (المخرج روب راينر)، الذي قدم تحية خاصة للمراسل الصحفي الشهير «جو جالاوي» ، الذي فضح التورط الأمريكي في فيتنام وعاد ليكشف مناوراتها وأكاذيبها في العراق؛ عبر الشخصية التي جسدها في الفيلم النجم المعروف تومي لي جونز .
فيديو قد يعجبك: