"رجال الدين".. فيلم عن تحرش وفساد كهنة الكنسية يؤرق المجتمع البولندي
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتب - سامي مجدي:
في خضم حملة واسعة النطاق على مستوى العالم تطال رجال الدين المشتبه في ارتكابهم اعتداءات جنسية داخل الكنائس، ظهر فيلم قائم على قصة حقيقة في بولندا يحكي عن رجال دين بولنديين فاسدين ومخمورين يزنون ومولعين بممارسة الجنس مع الأطفال.
الفيلم الذي أخرجه فوجيتيتش سمارذوفسكي وعنوانه "كلير" أو "رجال الدين"، حقق إيرادات قياسية في شباك التذاكر في بولندا، ما أثار حالة من الجدل وشجع مئات من الناس على التقدم بمزاعم عن اعتداءات وسوء معاملة حديثة أو قديمة، وسط صمت مطبق من الكنيسة البولندية.
يتضمن الفيلم شهادات من ناجيات، ويرسم قسا مخمورا يشجع عشيقه على إجهاض ما في بطنها، وقسا اخر يعتدي على طفل، ورجل دين متورط في فساد وابتزاز و رئيس أساقفة غريب الأطوار يبرم صفقات مع سياسيين وغوغاء، جميعهم يعملون في ظل افلات من العقاب وفي الخلفية مجتمع سلبي ساذج يبدو وكأنه متواطئ في تلك الجرام التي يرتكبها رجال الدين.
تقول صحيفة الجارديان البريطانية في تقريرها عن الفيلم يوم الاثنين إن الفيلم حطم الأرقام القياسية في شباك التذاكر في أول عطلة أسبوع لعرضه، إذ شاهده نحو 3 ملايين شخص منذ صدوره بنهاية سبتمبر.
جاء عرض الفيلم بعد بضعة أسابيع من صدور قرار تاريخي من محكمة في بوزنان، شمال غرب بولندا، ضد النظام الكنسي. وحكم القاضي بأن ذلك النظام يتحمل المسؤولية عن مصير فتاة، كانت في الثالثة عشر من عمرها، اختطفت واغتصبها مرارًا وتكرارًا على مدى 10 أشهر من قبل أحد الكهنة، وأن الكنسية سيتعين عليها دفع مئات الآلاف من الجنيهات كتعويض. تم القبض على الكاهن في 2008 وقضى أربع سنوات في السجن، ولكن جردته الكنسية من الرهبنة العام الماضي فقط.
وشهدت شوارع العاصمة وارسو الأسبوع الماضي مظاهرة شارك فيها عشرات تطالب بمعاقبة رجال الدين المشتبه في استغلالهم الأطفال جنسيا. وردد المشاركون هتاف "العار."
تحدثت الصحيفة البريطانية عن غضب عام في البلد الأوروبي بعد أن قال أحد المعلقين المحافظين عن الناجية "حتى العاهرات لا تكسبن جيدا"، وأن القس "وضع يده فقط على تنورتها". وهي تتخذ إجراءات قانونية.
كانت ردات فعل رجال الدين البولنديين وأنصارهم غاضبة تجاه الفيلم، وسط تزايد الضغوط على الكنيسة لإدانته ووصفه ب"رهاب مبتذل من رجال الدين."
ونشرت صحيفة غازيتا بولسكا اليمينية، ملصقا معدلا للفيلم حمل صور أبطال وطنيين في بولندا بينهم الأب جيرزي بوبليوسكو، الذي قُتِل على يد أجهزة الأمن الشيوعية في الثمانينيات، الأب ماكسيمليان كولبي، الذي تطوع للموت بدلاً من نزيل آخر في معسكر أوشفيتز.
كتب تحت الملصق: "رجال الدين: كنزنا في حرب ضد النازية والشيوعية والمثليين جنسيا والإسلاميين."
ومع صمت الكنيسة البولندية حيال الجدل الدائر حول الفيلم، كانت هناك ردود فردية من بعض الأساقفة.
وكتب أندريه زايا، أسقف أبرشية أوبول في جنوب غرب بولندا، في كلمة القاها أمام رعيته يوم الأحد، "ندعو الله بالرحمة، وخاصة رحمة الله لكل هؤلاء الذين عانوا بسببنا. وتعهد زايا بنشر كافة المعلومات عن سوء المعاملة.
غير أن بعض القسيسين في أبرشيته رفضوا قراءة خطاب الأسقف أو حذفوا أية إشارات إلى فضيحة الاعتداء جنسيا على الأطفال، بما في ذلك مناشدته للضحايا بإعلان ما تعرضوا له، بحسب الصحافة البولندية.
ونقلت صحيفة الجارديان عن زبيغنيو ناوسوسكي، المحرر لدى صحيفة "غازيتا فيبورزا" الليبرالية واسعة الانتشار، إن "معظم الكهنة والناسي العاديين (في الكنيسة في بولندا) لا زالوا في حالة وهم بأننا لا نواجه مشكلة حقيقية."
فيديو قد يعجبك: