إعلان

"مادونا".. هل تنتصر سطوة المال على آدمية الإنسان؟

02:27 م السبت 21 نوفمبر 2015

الفيلم الكوري مادونا

كتبت- منى الموجي:

جملة قضايا صادمة يطرحها الفيلم الكوري "مادونا"، ظلم، قهر اجتماعي، عنف، اغتصاب، ودعارة.

تدور أحداث فيلم "مادونا" الذي يتنافس بين 16 فيلم في المسابقة الدولية في إطار فعاليات الدورة السابعة والثلاثين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حول قصة إنسانية لفتاة تُدعى "مينا يانج" أو مادونا كما اشتهرت بين زميلاتها.

ويبدأ الفيلم بمحاولات "سانج وو" المستميتة لإبقاء والده على قيد الحياة، من خلال إجراء عدة عمليات قلب مفتوح له على مدار عشر سنوات، لكن في كل مرة تفشل العملية ويرفض الجسم القلب، وتبدأ رحلة البحث بطرق مختلفة شرعية وغير شرعية للحصول على قلب جديد.

يتعاطف الجمهور في البداية مع شعور الابن الذي يرغب في إبقاء والده حياً، إلى أن يكتشف أن "سانج" تجسيدا لنوع جديد من أنواع الجحود الذي ينتهجه بعض الأبناء في التعامل مع أباءهم، فالأمر بعيدا تماماً عن العاطفة.

يتضح أن الأب يمتلك ثروة فاحشة، ولكنه أوصى بالتبرع بها كاملة للجمعيات الخيرية، ولن يبق لابنه سوى البيت الذي يعيش فيه، بينما إذا ظل على قيد الحياة طريح الفراش، سيضمن الابن أن يقبض راتب والده الشهري من المستشفى وهو مبلغ مالي كبير، يطمع سانج في أن يظل يتقاضاه لأطول فترة ممكنة.

تقع مادونا بسبب حظها التعس في مشاكل لا تنتهي، في ظل طبيعتها الخجولة وعدم قدرتها على التكيف بين زميلاتها في المدرسة، خاصة وأنها من مستوى اجتماعي أقل منهن، فلا تسلم من نظراتهن التي تشبه السهام تدمي قلبها الصغير.

ويأتي ظهور مادونا في الفيلم مع إيداعها المستشفى التي يديرها "سانج وو" ويخصص بها جناح خاص لوالده، حتى تأتي اللحظة التي يُجري له عملية جديدة، فتصل للمستشفى حالة مادونا، وهي فتاة حامل وبالنسبة للمستشفى مجهولة الهوية، توقف مخها عن العمل إثر حادث تعرضت له.

يختار سانج ممرضة "هي ريم" تعمل في المستشفى ليسند لها مهمة البحث عن أي فرد من عائلة الفتاة لتقنعه بالتوقيع على نموذج موافقة للتبرع بأعضاءها، ومع علمها بأن مادونا حامل تبحث أيضا عن والد الجنين.

تنجح "هي ريم" في الوصول لتاريخ مادونا، وتعلم بأن لها جدة تعيش في دار رعاية، وتعاني من ضعف في الذاكرة، ومع الضغط عليها من سانج تجعلها توقع على النموذج، إلا أن المعلومات التي تعرفها عن مادونا تجعل قلبها يتحرك وتذكرها بابنها التي تخلصت منه بطريقة بشعة لعدم قدرتها على تحمل مسئوليته خاصة وأنه من علاقة غير شرعية.

ويعد مشهد تخلص "هي ريم" من طفلها من أصعب المشاهد في الفيلم حيث تنجبه بمفردها في مكان مهجور بقرب أحد الشواطئ، وتضعه في شنطة مع بعض الأحجار لتتخلص منه للأبد، وهو السبب الذي جعلها حريصة على إنقاذ ابن مادونا.

يُعاب على الفيلم طول مدته فهناك العديد من المشاهد التي كان من الممكن التخلي عنها، ولن يؤثر ذلك على سياق العمل، ومن بينها مشاهد جنسية أعادتها المخرجة أكثر من مرة رغم أن الهدف منها وضح منذ المرة الأولى.

استخدمت المخرجة في أحد المشاهد الأمطار لتشير للتغيير الذي سيطرأ على شخصية مادونا، فمع سقوط قطرات المطر في الوقت الذي تسخر زميلاتها منها بسبب سمنتها وعدم قدرتها على اللعب مثلهن، يتحول وجهها وملابسها للون الأسود بفعل الصبغة الرديئة التي استخدمتها في شعرها، وبات هناك شرخ في حياتها يصعب التئامه، وفقدت أكثر ثقتها في نفسها، ورغم تمكنها من إيجاد عمل في شركة للتأمين، إلا أنها مازالت الفتاة الخجولة التي لا تشعر بأي ثقة في نفسها أو في العمل الذي تؤديه.

جعلت الإضاءة والزوايا ولقطات الكاميرا خاصة تلك التي تظهر فيها مادونا، الجمهور يشعر بوجود حبل يلتف حول عنقها، وأن لا أمل في خلاصها في ظل ازدياد حياتها تأزماً، فنقلت له حالة الضيق التي حولت حياتها لمأساة جعلت منها عاهرة.

أما شخصيات العمل فهي في مجملها ضيعفة غير قادرة على اتخاذ قرار سليم، سلبية ليس بها نقطة إيجابية، كلهم يستسلمون للظلم وسطوة المال، ولا يمانعون في قبول كل أشكال الذل والاستهانة التي تفرضها عليهم سطوة المال.

"مادونا" فيلم تم إنتاجه في 2015 في كوريا الجنوبية، إخراج شين سو وون، بطولة سيو يونج هي، كون سو هيون، كيم يونج مين.

الفيلم الكوري مادونا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان