سناء جميل.. هانم السينما التي قاطعت عائلتها من أجل الفن

كتبت- هدى الشيمي:
قالوا عنها ذكية جدا، لذلك تبدو على الشاشة صادقة جدا، فتتمكن من سلب عقول الجمهور، واقناعهم بأي دور تؤديه، فيبكون معها، ويضحكون معها، ويحاولون تقليد فرنسيتها عند نطقها لها في أحد المشاهد، فسناء جميل استطاعت أن تكون سيدة ارستقراطية، ومعلمة، ولم يشعر المشاهد في كل الأحوال أنها غير منطقية، أو تقم بشيء يختلف عن طبيعتها، وكان الفن سبباً في القطيعة التي وقعت بينها وبين عائلتها في الصعيد، ولكنها تحملت البعد عنهم في سبيل الفن الذي عشقته وطغى على وجدانها.

 لم تؤد سناء جميل أي دور إلا إذا تخللها، ودخل مسامها، ولم تقل جملة إلا إذا خرجت من أعماق قلبها، فقالت في حوار تليفزيوني "الحفظ صعب جدا بالنسبالي، ولكن في اعتقادي الشخصي الموضوع مش مسألة حفظ، أو ارتجال، الواحد لما ببقي هايقدم حاجة ليها معنى لازم يطلعها في القالب الصح، وعشان اقدم الشيء الكويس لازم اهضمه، وعشان تتخللك لازم تتخللك كلك، لازم تاخد وقت". 

 
1- بداية ونهاية 1960 (نفيسة)
تقمصت سناء شخصية "نفيسة" الشقيقة الوحيدة لثلاثة رجال يمر كل منهم بأزمة نفسية أسوأ من التي يمر بها الآخر، في رواية "بداية ونهاية" لنجيب محفوظ والتي حولها صلاح أبو سيف، لفيلم سينمائي احتل المركز السابع في قائمة أفضل 100 سينمائي.
برعت سناء جميل في تجسيد هذا الدور، الذي أُسند في البداية لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وتقمصت دور الفتاة الضائعة بسبب ظروف العائلة المضطربة، من شدة أم، وتمرد أخ، وتطلع ثاني، وخضوع ثالث، وقسوة مجتمع وشدته على فتاة كبرت في السن ولم تتزوج، فكانت النتيجة موت مأسوي في نهاية الفيلم، وضعف سمع لازمها طوال حياتها بسبب صفعة عمر الشريف لها في مشهد داخل الفيلم.
"يا حلوة يا بلحة يا مقمعة.. شرفتي اخواتك الأربعة"

2- الزوجة الثانية  1967 (حفيظة)
لعبت سناء جميل دور حفيظة الزوجة الأولى للعمدة، التي منعها الله من نعمة الانجاب، فيقرر زوجها الزواج من فلاحة ولادة، لكي تنجب له ولي العهد، إلا أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن.
يقول النقاد، أن سناء جميل في هذا الفيلم تفوقت على نفسها، فعلى الرغم من كونها ربيبة مدارس فرنسية، والتي لم "تعوج" لسانها فقط، وتجعلها تتحدث الفرنسية بطلاقة، إلا أنها غيرت عقلها وطريقة فكرها أيضا، ولكنها لعبت دور الفلاحة المصرية، وزوجة العمدة المتسلطة ببراعة شديدة.
"إخص عليك راجل ياطفس فى الزريبة ياشايب مش قادر تستنى لما يتقفل عليكوا باب."

وفي الحقيقة، لم تشعر سناء جميل أن حياتها نقصت شيء بدون انجاب، والحصول على أطفال خلال مدة زواجها من حبييها، لويس جريس، فقالت في أحد حوارتها التليفزيونية، أنها اتفقت منذ البداية مع زوجها على عدم الانجاب، لأنهما كانا مقتنعان بضرورة احتضان الأطفال، وعدم تركهم لمربية أو خادمة تربيه، لأنها ستكون مشغولة بمشوارها الفني، وبأدوارها وأعمالها.
3-الرسالة 1976  (سمية أول شهيدة في الإٍسلام)
وفي فيلم "الرسالة" لعبت سناء جميل دور سمية أول شهيدة في الإسلام، ولم تخشَ أن يؤثر كونها مسيحية على حب الجمهور لها، أو تقبلهم لهذا الدور، فلم تفكر أبدا في الفروق، أو الطائفية، ولعبت كل الأدوار بنفس الكفاءة والفاعلية.
سناء كانت تطرب لصوت الأذان  وتحب الاستماع له، "عن لويس جريس"
                                                                        
4- الراية البيضا 1988 (المعلمة فضة المعداوي)
وفي الراية البيضا، لعبت سناء جميل بنت المدارس الفرنسية دور المعلمة فضة المعداوي، والتي اتسمت بالقوة والشراسة، وقد قامت سناء جميل في هذا المسلسل بتفصيل ملابسها بنفسها.
 
"ولا يا حمو التمساحة يلا"
                                                
5- سواق الهانم 1994  (لطيفة هانم)
عادت الهانم لتلعب دور الهانم، فبدت على الشاشة وكأن الفيلم نوعا من برامج التليفزيون الواقعي، كانت حقيقية، وواقعية.
يقال أن هذا الفيلم كان بمثابة حلم يتحول للحقيقة لسناء جميل، لأنها حلمت بالتمثيل أمام فتى الشاشة الأسمر أحمد زكي، فطلبت منه ذلك، فوافق وعرض عليها التمثيل في هذا الفيلم، الذي يبدو وكأنه ثوب وصنع خصيصا لها، يلائمها هي بمفردها، ولن يليق بأي ممثلة سواها.
"أنا مش عايزة حد يشمت فيا"
                                            
6- ساكن قصادي  1995  (سلوى)
وفي ساكن قصادي، لعبت سناء جميل دور الجارة المثقفة المتعلمة، الناطقة بالفرنسية، في أغلب الأوقات، وكانت نقيض جارتها الشعبية أنيسة، والتي جسدت دورها خيرية أحمد.
يعد هذا المسلسل من أبرز مسلسلات التسعينيات، والذي استطاع نشر الكثير من القيم والمبادئ، ومحاولة انقاذ المجتمع المصري من الضياع والانفلات الأخلاقي، في اطار كوميدي.
"أوه..موندو"
                                                          
7- اضحك الصورة تتطلع حلوة..1996: (أم سيد)
لعبت سناء جميل في هذا الفيلم دور أم سيد، وبرعت في تجسيد الشخصية التي كتبها وحيد حامد، فتركت أثرا كبيرا في أجيال كثيرا، فحتى الآن يردد الجمهور جملها في هذا الفيلم.
قال المخرج شريف عرفة عن سناء جميل في هذا الفيلم، سناء جميل من الجيل الملتزم وتسمع الكلام بطريقة غريبة، ولم تأخذ حقها جيدا.
"احنا صغيرين أوي يا سيد"