الفيلم الفرنسي "سامبا" ... ترقص؟
كتبت-رنا الجميعي:
كان اسمه "سامبا"، وحياته أشبه برقصة، إيقاع الحياة مر بشكل هادئ مع الشاب السنغالي المقيم بفرنسا منذ عشرة أعوام، سنون كفيلة تجعله مطمئنًا بسيرها، لكن ذلك البساط المستقر عليه "سامبا" بقدميه سُحب من تحته بصورة سريعة، يجد نفسه سجينًا، مشكك بهويته، وسلطات لم تر فيه سوى مُهاجر ناقصة أوراقه.
تلك كانت القصة التي يدور حولها الفيلم الفرنسي "سامبا"، الذي يُعرض حاليًا بسنيما زاوية بوسط البلد، تعاون آخر بين مخرجي الفيلم "أولفييه ناكاشيه"، و"اريك توليدانو"، مع بطل الفيلم "عمر سي"، بعد نجاح فيملهما ب2011 "المنبوذين"، قصة ملآى بالكوميديا رغم إطارها المأساوي، حيث يعمل "سامبا" بمطعم فاخر ممتعة أجواؤه، داخل المطبخ كان هناك، وعند نقطة ما، في طريقه عائدًا إلى مسكنه برفقة عمه المسن، تقبض عليه الشرطة الفرنسية.
ستار من الطيبة يغمر الفيلم بشخصياته، يُقابل "سامبا" بالسجن موظفتين من دائرة الهجرة، تعملا على توفير أوراق رسمية لعمل الشاب حتى يُمكنه إكمال العيش بفرنسا بصورة رسمية، "أليس" و"مانو" هما الفتاتان الموكلتان له، تركيز القصة على تلك الفتاة البيضاء رقيقة الملامح "أليس"، المستجدة بعملها فترتبك وتتلعثم، وتجد "سامبا" لطيفًا، وفي حوار ثنائي بينها لأول مرة يطلب منها رقمها، فيما يرى الأدوية بحقيبتها، فتحكي له ببساطة عن أرقها وأعصابها المُنهكة، مانحة إياه الرقم.
يُمكن أن تكون القصة غير مثيرة للمتابعة بشكل كبير، لكنها تحوي عددًا كبيرًا من المواقف المُضحكة، واللمحات الرقيقة بين سامبا وأليس، بعدما خرج الشاب السنغالي من السجن لكن دون الحصول على الأوراق الرسمية، فوجوده في فرنسا إذًا غير شرعي، يحدث الضابط "يعني ذلك أن أغادر الآن"، توافقه، فيشير إلى الطائرة القريبة من مخرج السجن، عليه الآن أن يلحق بها، وهو ما يقوم به عدوًا وراء الطائرة.
الجري وهو سمة أساسية بالفيلم، حيث الهرب من الشرطة صار أمرًا معتاد عليه، وهويات ملفقة عديدة يحصل عليها "سامبا"، تجعلك بمنتصف الفيلم تغفل اسمه الحقيقي لبعض الوقت، أسماء عدة يتخذها، هو ورفيقه الذي تعرف عليه باسم "ويلسون"، يعلم عنه أنه قادم من البرازيل، أصل السامبا، لكن ذلك ليس حقيقي، فالشاب الضحوك يضطر في إحدى مرات الفرار من الشرطة أن يتحدث بالعربية، حيث وجد أن التعامل مع القادمين من أمريكا الجنوبية أسهل، لذا يتقمص "وليد" شخصية البرازيلي، راقصًا السامبا كأهلها.
"غصب عني أرقص" .. مقطع من أغنية "علي صوتك بالغنا" لمحمد منير، يُمكن أن يمر بذهنك مع توالي أحداث الفرار، والمشكلات التي يقع فيها الشابين، محاولين الفكاك منها، والمحاولات بين "أليس" و"سامبا" للتقرب من بعضهما، غير أن ذلك الرقص بالحياة كان يُمكن أن ينتهي مع المأساة التي وضعت حدًا لاستكمال الشاب السنغالي العيش بفرنسا، مع موت أحد رفاقه بسببه، وتعبه من أسمائه المتعددة، حد أنه يُمكن نسيان اسمه الحقيقي، لكن الفتاة التي أحبته "أليس" لم تتركه ليذهب، قائلة له "اهتف باسمك الحقيقي ولا تخف، من حولك سيفكرون أنك تهتف باسم الرقصة".
فيديو قد يعجبك: