حوار- مخرج"آخر أيام المدينة": فقدنا الثقة في مهرجان القاهرة.. وننتظر "الرقابة" لعرضه تجاريًا
حوار- رنا الجميعي:
أوشك مهرجان القاهرة السينمائي على الانتهاء، وخلا برنامج الأفلام من الفيلم المصري "آخر أيام المدينة"، لمخرجه تامر السعيد، قبل شهر من بدء الدورة الثامنة والثلاثين لمهرجان القاهرة، حدثت أزمة بين صناع الفيلم وإدارة المهرجان، حيث استبعد الفيلم من المسابقة الرسمية.
أكثر من 290 مثقف مصري وقعوا على بيان تضامني مع صناع الفيلم، طالبوا فيه مسئولي المهرجان برئاسة دكتورة ماجدة واصف بالتراجع، وعلى المستوى الدولي تضامن أيضًا أكثر من 900 سينمائي من مختلف أنحاء العالم، كما أصدرت اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين بيانًا تضامنيًا، رغم ذلك لم تتزحزح إدارة المهرجان عن موقفها باستبعاد الفيلم.
مصراوي تواصل مع المخرج "تامر السعيد"، عبر الانترنت، حيث سافر إلى أستراليا لعرض فيلمه المرشح هناك ضمن خمس أفلام لجائزة الشاشة في آسيا والمحيط الهادي، وفي هذا الحوار نستعرض موقف السعيد من مسئولي المهرجان، وإدارته للأزمة، وتعليقه حول المتضامنين معه، ومتى سيُعرض الفيلم تجاريًا.
-حدثنا عن بداية الأزمة مع إدارة المهرجان؟
كان هناك اتفاقا مع الإدارة على عرض الفيلم في المسابقة الرسمية، في المقابل سنعتذر عن عرض الفيلم في أي مهرجانات عربية أخرى، وهو ماحدث، لكن إدارة المهرجان تراجعت عما التزمت به بحجة أنه مشارك بمهرجانات جديدة، وقررت استبعاده، مبررين ذلك بأن هذه هي السياسة الخاصة بهم، وهو استثناء لم يتعامل به المهرجان مع الأفلام الأخرى.
-ماذا تعني بعدم تطبيق المهرجان لنفس السياسة مع الأفلام الأخرى؟
لم يُعرض في المهرجان كعرض عالمي أول سوى فيلمين فقط، أما باقي الأفلام شاركت في أكثر من مهرجان دولي، من بينهم فيلم ميموزا المغربي الذي عرض بتونس وبيروت، "مش عارف دا ازاي يكون مهرجان دولي".
-هل كان الفيلم بالفعل مشاركًا بمهرجانات أخرى؟
نعم، مشارك بمهرجانات لكنها غير عربية، وهو ما اتفقنا عليه مع إدارة المهرجان، أن يكون وجوده بالقاهرة عرضه العربي الأول.
-قلتم إنكم اعتذرتم عن مهرجانات عربية أخرى، كم عددها؟
اعتذرنا تقريبًا لتسع مهرجانات عربية ومحلية من بينها قرطاج، وبالتالي ليس لدينا أي عرض عربي هذا العام.
-كيف ردّت إدارة المهرجان على بياناتكم المستنكرة لقرار الاستبعاد؟
أصدروا أكثر من بيان يبرروا فيه القرار "لكن في الحقيقة في كل مرة يصدروا بيان، بحس إنه بيخدم وجهة نظرنا أكتر"، حتى ردود أفعال المسئولين مثيرة للاستغراب، منها فيديو للناقد السينمائي، يوسف شريف رزق الله، ظهر على الموقع الرسمي للمهرجان، يقول فيه "احنا طلبنا من المخرج إنه يخف المشاركة في المهرجانات الدولية"، ولكنه معيار غير منطقي.
حتى عندما ردت رئيسة المهرجان، دكتورة ماجدة واصف، بإحدى المداخلات الهاتفية ببرنامج "هنا العاصمة"، قالت فيه إن الإدارة تعامل الفيلم المصري بشكل مختلف عن الفيلم الأجنبي، هل هذا مقبول في مهرجان المفترض أنه يحتفي بالصناعة المحلية؟، كما خرجوا علينا ببيان باللغة الإنجليزية موجه بالأساس للصحافة الأجنبية، أشاروا إلى أن الفيلم مشارك في 60 مهرجان، وهذا عدد غير حقيقي "سهل لو حد دور علي النت هيعرف إن المعلومات دي مش مظبوطة".
-في المداخلة الهاتفية لدكتورة واصف وعدت فيه بدارسة حالة الفيلم مع اللجنة الاستشارية العليا للمهرجان، ماذا حدث بعد ذلك؟
لم يردوا علينا حتى الآن.
-وبشكل عام هل عرضت إدارة المهرجان عليكم أي عرض آخر؟
لم تظهر الإدارة بأي عرض آخر، ورغم أنهم قالوا في بيانهم الأول أنهم قدموا عرضًا بانضمام الفيلم لمسابقة آفاق عربية، قبل العرض بالمسابقة الرسمية، لكن أنفي حدوث ذلك تمامًا.
-وما تعليقك على موقف إدارة المهرجان؟
هو موقف في منتهى الغرابة، يخلو من أي مهنية أو التزام بالقواعد المتعارف عليها في العالم كله، إدارة المهرجان تجاهلت تساؤلاتنا، وترد بإجابات عامة من بينها "ان احنا مهرجان دولي مش إقليمي"، وأتسائل أليست هذه القاعدة يجب أن تطبق على الجميع.
-تضامن عدد كبير من صناع السينما عربيًا ودوليا مع الفيلم، كيف ترى ذلك؟
هو أمر مشجع جدًا، ويؤكد عدالة قضيتنا، وقع على البيان كبار السينمائيين المصريين، وكل شباب السينما الجديدة في مصر، كذلك أستاذ طارق الشناوي وهو عضو اللجنة الاستشارية بمهرجان القاهرة، بالإضافة على المستوى الدولي صناع سينما عظام، ولا أعرفهم شخصيًا، منهم فولكر شولندورف، كان ضيف شرف في مهرجان القاهرة 2014، كما طالب عدد من مهرجانات دولية مثل برلين وكان ونيويورك تراجع إدارة القاهرة عن موقفهم.
-وما موقفكم الآن؟
أصدرنا بيان قبل بداية المهرجان بخمسة أيام قلنا فيه إن المعركة انتهت مع الإدارة، لأننا فقدنا الثقة بهم.
-تتردد أقاويل حول وجود سبب سياسي لاستبعاد الفيلم، ما تعليقك؟
أتمنى أن تكون شائعة. ومن يفتح باب الأقاويل لوجود أسباب سياسية هو موقف إدارة المهرجان، مع عجز مسئولي المهرجان عن تقديم أسباب مقنعة، لا أملك دليل على أي شئ، أتعامل مع الواقع الملموس فقط، وعمومًا لا أرى في محتوى الفيلم ما يدعو اتخاذ قرار بمنعه.
-وما هي المهرجانات الدولية التي سيُعرض بها الفيلم الفترة القادمة؟
سيعرض في حوالي 25 مهرجان دولي حتى نصف العام القادم، الفيلم ضمن خمسة أفلام مرشحة لجائزة الشاشة في آسيا والمحيط الهادي. وخلال الأسبوع الحالي سيذهب إلى مهرجان نانت بفرنسا، وضمن المهرجانات التي سيُعرض بها بعد ذلك، تراجونا بأسبانيا، ثم فرنسا مرة أخرى بمارسيليا، بعدها إلى هافانا بكوبا، والتشيك والهند.
-متى سيعرض الفيلم في مصر تجاريًا؟
العرض التجاري مرهون بموافقة الرقابة على المصنفات الفنية، نحن مستمرين الآن في تكملة الإجراءات الرسمية، ونأمل أن ننتهي قريبًا، حتى يتم عرضه سريعًا لأن دور العرض السينمائية محدودة جدا، وحالة فيلمنا الذي لا يظهر فيه نجوم معروفين، يُصارع حتى يعطيه أصحاب دور العرض فرصة.
فيديو قد يعجبك: