حوار- مخرج "مطر حِمص" يتحدث لـ"مصراوي" : الفيلم لا يبيض وجه "بشار"
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
حوار- منى الموجي:
رفض مغادرة وطنه المكلوم، وأصر على البقاء على أرضه، مرددًا داخل نفسه "إذا الواحد بيترك بلده في هيك لحظة امتى راح يضل"، مؤكدًا أنه يعيش في سوريا بخياره الشخصي، رغم قسوة الوضع وخطورته "لكن مو فارقة معي مثلي مثل الباقيين"، هو المخرج السوري جود سعيد، الذي يشارك بفيلمه "مطر حِمص" في مسابقة "آفاق السينما العربية" بالدورة الـ39 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
"مصراوي" التقى جود وكان لنا معه حوار عن اتهام الفيلم بموالاته للنظام، وعن تفاصيل التصوير في مدينة حُطمت بالكامل، ورأيه في هجوم المخرجة كاملة أبو ذكري على فيلمه، إلى الحوار..
"مطر حِمص" من إنتاج "مؤسسة السينما السورية".. فهل كانت فكرته لك أم للمؤسسة؟
الفكرة لي، وكنا قد اتفقنا على تصوير الفيلم قبل حدوث المفاوضات وعودة حِمص للدولة، وفكرنا في بناء ديكور وأن يتم تصوير الفيلم عن أسرة منعها الحصار من مغادرة منزلها، لكن بعد عودة المدينة، فكرت في تعديل السيناريو والتصوير هناك، ووافقت المؤسسة ولكن على أن يتم الأمر على مسؤوليتي الشخصية، وبدأنا نعدل السيناريو وفقًا لما شاهدناه هناك وللحكايات التي سمعناها من سكان حِمص.
تعاونك أكثر من مرة مع مؤسسة السينما في سوريا جعل كثيرون يرونك موالي لنظام بشار الأسد؟
كل ما يُقال في هذا الشأن اعتبره محاولة للهجوم على الفيلم، وهو ما يعني أنه فيلم جيد، لو كان فيلمي سيء ما كان تحدث عنه أحد، وهو ما حدث مع أفلام أخرى سيئة على المستوى الفني أنتجتها المؤسسة ولم يهاجمها أحد، رغم موالاتها الصريحة للنظام، وعندما سألت نفسي "ليش هذا الهجوم على هذا الفيلم تحديدًا، وجدت أن الإجابة هي أن الفيلم مليح ويروي رواية مختلفة عن اللي بد البعض يسمعها".
وكيف تصف أن البطل يتحدث عن الثورة على أنها شعارات وأنها أضاعت البلد؟
هذه وجهة نظر الشخصية الرئيسية، ويقول في لحظة معينة أنه ما بيعرف على شو مختلف مع الفتاة الثورية في هذه المدينة وفي هذا الخراب، ورغم اختلاف اراءهم السياسية، لم أحاول تحييد رأيها أو تغييره بالفيلم، شخصية البنت حتى النهاية لم أغير لها رأيها، هي بقيت على رأيها السياسي وهو كذلك، واتفقا على أنهما يحبان بعضهما ويكونا عائلة.
البعض اعتبر أن عدم إلقاء الضوء على ما فعله بشار الأسد في سوريا محاولة لتبييض وجه النظام؟
لا أرى ذلك، الشخصية الرئيسية تردد طول الوقت أن المدينة تحت رحمة القصف، والقصف يأتي من الجانبين المُسلحين يضربون والحكومة ترد، ومن المعروض أن حِمص كانت تحت حصار الجيش، كما أنني لا أقدم نشرة أخبار، وإذا كان الشخص الذي يشاهد الفيلم غبي ويريد الصيد في الماء العكر فهذه مشكلته.
وكيف ترى إقحام السياسة على الفن للحكم على منتج فني؟
تقصدين ما قالته المخرجة كاملة أبو ذكري، في رأيي هذا عيب، هي كتبت قناعتها على صفحتها على "فيسبوك"، واعترفت بلسانها أن الفيلم كان سيحصل على جائزة منعتها هي، وللعلم المخرجة لم تشاهد الفيلم، أنا متأكد من هذا الكلام، كانت جالسة خارج قاعة العرض أثناء عرضه في قرطاج.
كاملة أبو ذكري لم تكن المعترضة الوحيدة كان هناك انسحاب من المخرج السوري سامر العجوري.. ما تعليقك؟
"هايدا ما فينا نسميه مخرج، يعني مشارك خارج المسابقة بفيلمه الأول أنيميشن خمس دقايق، بعده محتاج وقت حتى نقول عليه مخرج، تقيلة هو مخرج ويوسف شاهين مخرج صعب، وحب يعمل دعاية لحاله بانسحابه"، في النهاية كل هذا الموضوع الخلافي لن يزيد أو ينقص من القيمة السينمائية للفيلم.
هل تأويل الفيلم سياسيًا ظلمه؟
أكيد، نعيش في بلاد الاصطفاف فيها حاد، وتوقعت أن هذا راح يصير، لكن لدي سؤال لماذا يتيح الآخر لنفسه التعبير عن رأيه ويمنع صاحب الرأي الآخر من استخدام نفس الحق، مسموح أن يقدم هو أفلام تعبر عن رأيه بأفلام كاذبة وبشكل فاضح، وكل رأي مخالف لا يمنحه نفس الحق.
وكيف ترى وصفك بأنك مخرج ناطق باسم السلطة؟
عيب وتجريح شخصي لا أرد على من يقولونه.
لاحظنا وجود مشاهد يقدمها الممثلون بأداء مسرحي.. لماذا؟
ليس أداءً مسرحيًا، ربما وصل هذا الإحساس لأن الفضاء الخالي يجعلك تشعرين بشيء غير طبيعي، لكن العمل ليس به شَرطية المسرح، ولم يكن أمرًا واقعيا بل تحليق وجنان، وأردت أن أضع الجمهور من خلال هذه المشاهد أنهم أمام اللا معقول.
لماذا لجأت للأغاني المصرية ليرددها بطل العمل والجنود ومنها "الحب كله" و"كان يا ما كان"؟
لأنها جزء من تراثنا نسمعها أكثر من المصريين، وميادة الحناوي سورية وهي صاحبة أغنية "كان يا ما كان".
لكنها أغنية مصرية لحنها الموسيقار بليغ حمدي؟
صحيح، مصرية، لكن الثقافة نفسها واحدة، العالم بتسهر في سوريا حتى اليوم وتسمع أم كلثوم، المغنى المصري في سوريا له حضور كبير.
ذكرت أن لديك نسخة من الفيلم مدتها 3 ساعات إلا ربع لن تكشف عنها إلا بعد 10 سنوات.. ما المختلف في النسخة المُخبأة ولماذا ستظهرها بعد 10 سنوات؟
"غير قصص مخبيا"، سيكون بها مفاجآت فيما يتعلق بالشخصيات نفسها، فالسينما لعبة مخيفة، بهذه النسخة سنتفاجئ من هو يوسف قبل الثورة، لكن النهاية هي نفسها. وبتكون الحرب في سوريا انتهت، والناس هدأت ويصبحوا قادرين على مشاهدة حالهم، وأتوقع أن تنتهي الحرب العام المُقبل، لكن انشغالي بمشاريع أخرى سيمنعني من إظهار النسخة قريبًا.
وما الذي يجعلك تقول إن الحرب ستنتهي خلال عام في سوريا؟
المؤشرات السياسية تقول هذا، وأساسًا عسكريًا على الأرض الجيش يحقق تقدم، والمفاوضات مع الخليج واضحة "وين رايحة، الحرب راح تروح على محل تاني وين ما بنعرف".
وماذا عن جديدك خلال الفترة المُقبلة؟
لدي فيلم "درب السما"، وفيلم "مسافرون حرب" بطولة أيمن زيدان، وإنتاج لبناني بالكامل لشركة الأمير والمنتجة نيكول كمال.
فيديو قد يعجبك: