إعلان

مدير أسبوع الفيلم الفلسطيني في مصر: السينما تعاني في غزة والتوثيق يدّعم القضية (حوار)

06:22 م الإثنين 24 أبريل 2017

المخرج الفلسطيني فايق جرادة

حوار-إشراق أحمد وهدى الشيمي:

طالما كان التوثيق سلاح الفلسطينيين بوجه الاحتلال الإسرائيلي، يعبرون عنه بكافة الطرق، من بينها السينما، يحمل صُنّاعها القضية، يطوفون كل بقعة لنقل المعاناة وتفاصيل الحياة داخل موطنهم، وفي دار الأوبرا المصرية أُقيم أسبوع سينمائي عُرض به 17 فيلمًا وثائقيًا بنكهة فلسطينية، تم إهداءها للأسرى، ويختمها فيلم "مروان" الموثق لنضال الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي، إذ تزامن "أسبوع الأفلام" مع إضراب الكرامة الذي يخوضه نحو 1500 أسير في سجون الاحتلال.

التقى مصراوي مدير فعاليات "أسبوع الفيلم الفلسطيني" المخرج فايق جرادة، الذي تحدث عن الدورة الثالثة لذلك الملتقى السينمائي، واستعرض مشاكل السينما الفلسطينية، ووضعها بداخل الأراضي المحتلة، وسبب إقبال صناع الفن السابع على الأفلام الوثائقية.

ما المختلف في الدورة الثالثة للفيلم الفلسطيني عن العامين السابقين؟

هذه المرة الأولى التي يحدث بها تعاون رسمي بين سفارة دولة فلسطين والشكل النقابي المتمثل في الجمعية المصرية للكتّاب ونقاد السينما، هذا إلى جانب 7 أفلام تُعرض لأول مرة في مصر.

وكذلك الندوات، صحيح ليس بالشكل المأمول لكنها حاضرة، وهذه صفة المهرجانات، ولو تواجد ضيوف لأصبح هذا العام مهرجان، لكن القدرة المالية أحيانًا تُعرقل الظروف.

هل تعني أن الظروف المالية جعلت الدعاية محدودة؟

بالضبط، لكن بالنسبة لنا أسبوع الأفلام بمثابة تظاهرة فنية، خاصة أن القضية الفلسطينية لا يمكن تغيير "الترمومتر" الخاص بها، هي قضية وطنية وقومية عند المصريين بغض النظر عن تفاصيل الأيديولوجيات.

والدعاية بشكل أساسي تمثلت في الأحداث المتتالية الموجودة في فلسطين، في قضية الأسرى وإضراب الكرامة الذي يقوده مروان البرغوثي، وإن كان على مستوى التغطية أعتقد أنها تمت بشكل جيد سواء صحفيًا أو مرئيًا.

17 فيلما يشاركون بالأسبوع.. كيف تم اختيارها؟

اخترنا الأفلام التي تمس الواقع أكثر وتعبر عن القضية؛ تحكي عن الأسرى، اللجوء، الظلم الواقع على الفلسطينيين داخل وطنهم، شتى مضامين الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني بكل تفاصيلها، واستطعنا تجميع 33 فيلم، وتم عمل لجنة مشاهدة واختيار 17 فيلم، وهذا لا يعني أن بقية الأفلام غير جيدة، لكن كان هناك أفلام إنتاج 2017، لذا فضلنا وضعها في برنامج المهرجانات السينمائية في مصر مثل مهرجان الإسكندرية.

كل الأفلام المعروضة وثائقية.. لماذا؟

لأن أبعاد وزوايا الفيلم الوثائقي حقيقية وواقعية خلاف الروائي التخيلي، وميلاد السينما الفلسطينية هو ميلاد وثائقي بحكم الثورة الفلسطينية وتاريخيًا منذ عام 1935، وإيمانًا به وجدنا أن نكون أكثر إصرارًا لتعزيز دور الفيلم الوثائقي في استنهاض الشباب وأفكارهم وثقافتهم.

2017_4_24_18_21_32_315

وكيف تطور الفيلم الوثائقي الفلسطيني؟

لم يعد الفيلم الوثائقي عبارة عن تقرير إخباري قصير أو طويل، أو مجرد مقابلات، بل أصبح المعادل البصري مهم جدًا كما يوجد في الدراما، والاهتمام به صار مبني على وعي وإدراك وفهم وثقافة المخرج، وإن كان واقع الاحتلال لم يتغير، لكن في ظل الظروف بات علينا التوثيق أكثر، لأن "اللي ما بيوثق تاريخه وواقعه بيندثر".

هل من الضروري أن تتناول الأفلام الفلسطينية أحداث الحرب والاحتلال؟

لا.. يحمل صنّاع السينما الفلسطينيون شعار "إن الفن يجب أن يحمل القضية الفلسطينية وليس العكس"، لأن السينما عبارة عن تفاصيل تستعرض الحب والجمال، لذلك رغم صعوبة الواقع يجب أن تكون الصورة جميلة، تجمّل الواقع دون أن تنفي الحقائق أو تُزيفها.

وكيف تؤثر الأوضاع الراهنة على صناعة السينما الفلسطينية؟

تواجه صناعة السينما العديد من الصعوبات، أكثرها في غزة خلاف باقي المدن الفلسطينية، ولكننا نحاول ولا نيأس. فقبل 4 سنوات، استطعنا إقامة ملتقى "بال سينما" السينمائي، رغمًا عن حركة "حماس"، وكان تعزيز الثقافة البصرية السينمائية للشعب معياره الأساسي، كما حاولت حماس منع مهرجان "أيام السينما الخليجية"، ولكن بإصرارنا عرضنا أفلام من 6 دولة خليجية.

وهل تستطيع السينما الفلسطينية توصيل رسالتها رغم ما تواجهه من عراقيل؟

تعيش السينما الفلسطينية حالة من المد والجزر، ورغم الصعوبات التي تواجه صنّاع السينما بسبب الاحتلال أو ظروف قطاع غزة، استطاعت بعض الأفلام المشاركة في مهرجانات عالمية ووصلت رسالة لكل العالم، أنها ناجحة رغم القهر الناتج عن الاحتلال. مثل فيلم 5 كاميرات محطمة، وفيلم عمر، فالمخرجين لا يتوقفون عن العمل، لأنهم مؤمنون بأن السينما لغة كل الشعوب، هي مفتاح الحلم والواقع الذي نعيشه.

إذا ما مُعدل الإنتاج السينمائي السنوي؟

الإنتاج السينمائي الفلسطيني غير ثابت على وتيرة واحدة؛ فمثلا في عام 2013، كانت فلسطين البلد العربي الوحيد الذي شارك بثلاثة أفلام في مهرجان "كان" السينمائي الدولي، أحدهما طويل، وفيلم قصير، وآخر وثائقي. ولكن ظروف الحرب تجعل عملية الإنتاج صعبة، فكيف ننتج أفلامًا في حرب استمرت 53 يومًا.

وماذا عن وضع السينما داخل فلسطين.. هل هناك دور عرض؟

كان هناك ما يقارب من 8 دور عرض في غزة، ولكن مع قيام الانتفاضة الكبرى عام 1987، ومجيء التيارات الإسلامية أُغلقت السينمات. ولكن الوضع مُختلف في رام الله، فهناك تتواجد دور العرض، وتُقام الفعاليات السينمائية المختلفة أسبوعيًا.

ولما هذا التفاوت في رأيك؟

الفكرة في الثقافة رغم أن الأوضاع المادية تقريبا واحدة، الأوضاع في غزة لا تسمح لمواطنيها بالتفكير في السينما، على عكس رام الله.

وما نوعية الأعمال السينمائية التي يشاهدها الفلسطينيون في موطنهم؟

يعتمد ذلك على طبيعة المهرجان أو الفاعلية المُقامة، مختلف الأفلام تقدم إلى جانب الفلسطينية بالطبع.

وكيف يتعامل صناع السينما مع الأفلام الحاملة لاسم فلسطين لكنها تروج لما يخالف القضية؟

نحن اتفقنا على تعريف الفيلم الفلسطيني، فهو أي فيلم يتم تصويره في الداخل أو الخارج، سواء عربي أو أجنبي ويمس القضية الفلسطينية، بمعنى أنه يمس الحقوق الشرعية لهذا الشعب، مثل حق تقرير المصير، وتحرير الأسرى، حق عودة اللاجئين، وغيرها من الحقوق المعروفة، وإذا خرج عن ذلك لا يعد فيلمًا فلسطينيًا.

في رأيك ما الذي تحتاجه السينما الفلسطينية لتبلغ هدفها؟

تحتاج لعمق عربي، ومؤسسة حاضنة. والدعم المادي، لأني على يقين بأن السينما والصورة بإمكانها دحض الاحتلال.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان