قبل تكريمه في "الجونة السينمائي".. أعمال توّجت عادل إمام "زعيمًا"
كتب- مصطفى حمزة:
مع بداية صعود نجمه في السبعينات، وجد فيه البسطاء"البطل الشعبي" الذي يشبههم، القادر على مواجهة القوى التي تفسد عليهم حياتهم "رجال أعمال فاسدون كانوا أو أصحاب سلطة ونفوذ"، والناطق باسمهم، فالتفوا حول أعماله، وبكل الحب وجد الفنان عادل إمام طريقه إلى المنطقة السحرية بوجدانهم، قبل أن يتوجوه "زعيمًا".
وعلى الرغم من تأكيد عادل في أكثر من مناسبة أنه لم يخطط لتلك المكانة، إلا أن غالبية من تعاونوا معه، وفي مقدمتهم الرباعي "سمير خفاجى، فاروق صبري، وحيد حامد، والمخرج شريف عرفة" في مراحل مختلفة، وبمساعدة المؤلفين "بسيونى عثمان، إبراهيم الموجي، لينين الرملي، يوسف معاطي"، ساعدوه في استثمار "الكاريزما" التي يتمتع بها، وساهموا معه في تقديم أفلامًا ومسرحيات كان لها الفضل في صقل وترسيخ مكانته كزعيم.
ومع تكريمه، مساء اليوم الجمعة، في أولى دورات مهرجان الجونة السينمائي، نرصد أبرز الأعمال التي لعبت دورًا في دعم حالة التوحد التي نشأت بين عادل أمام والجمهور المصري والعربي.
أنا الزعيم الأباصيري
كانت الأغنية التي قدمها عادل عام 1973، في مسرحية "مدرسة المشاغبين"، هي بداية الإعلان الرسمي عن تنصيبه كزعيم، مثلما كانت كافة أحداث العمل، وعبر أكثر من مشهد وحوار، تؤكد جدارته كزعيم لمجموعة الطلبة، ومنها جملته الشهيرة "زعيم أونطة أنا ولا إيه يعنى بقى".
وبعد 20 عامًا من المسرحية الأشهر، عاد المؤلف فاروق صبري مع المخرج شريف عرفة لتجديد بيعة الزعامة، بتقديم مسرحية "الزعيم" عام 1993، وذلك عبر الاستعانة بشخصية "الممثل الكومبارس زينهم- عادل إمام" ليعوض وفاة "الحاكم الديكتاتور" باستغلال حاشيته لأوجه الشبه بين الشخصيتين.
وفي تفسيره لصعود فنان كوميدي بالدرجة الأولى، لتلك المكانة، كتب الناقد الراحل رجاء النقاش "لو لم يظهر عادل إمام في ربع القرن الأخير لاخترع المصريون عادل إمام آخر"
واحد مننا
وعلى غرار المسرح، كانت السينما قوة فاعلة لترسيخ فكرة أن عادل إمام، هو الأقدر على أن يكون المرشح الوحيد للتعبير عن أحلام البسطاء، وذلك عبر عدة أفلام، ومنها فيلم "كراكون في الشارع" الذي قُدم عام 1986.
من تأليف أحمد الخطيب وبسيونى عثمان، وإخراج أحمد يحيى، وقاد من خلاله المهندس شريف "عادل إمام" الشباب لبناء مساكن في الصحراء، بهدف القضاء على أزمة الإسكان، وانتهى العمل بمكالمة تؤكد دعم "رئيس الجمهورية" للفكرة، تلاها مشهد حمل "عادل" فوق الأعناق.
عام 1991، ومن خلال فيلم "شمس الزناتي" المستوحى عن الفيلم الياباني "الساموراى السبع"، وعبر معالجة قدمها أحمد فوزي، وإخراج سمير سيف، يقوم عادل إمام بدور قائد لمجموعة مسلحة يتم الاستعانة بها لتخليص أهالي واحة بالصحراء، من بطش مجموعة من المسلحين بقيادة "المارشال برعي- محمود حميدة".
المنسي
وباعتباره الممثل لابناء الطبقة المتوسطة يقدم عادل مع وحيد حامد، أفلام "الإرهاب والكباب" و"المنسي"، إذ تحول بالأول للموظف البسيط "أحمد" الذي يقود مجموعة للسيطرة على مجمع التحرير، بعدما تعاطفوا إنسانيًا معه، ودعموه لحظة خروجهم من المجمع حتى لا يلحق به أذى.
أما فيلم "المنسي" فانتهى بخروج تلقائي للفلاحين من الغيطان، أدى لإنقاذ عامل التحويلة من القتل على أيدي مساعدي رجل الأعمال الفاسد.
وفي تعليقه على التفاعل الجماهيري مع ذلك التصعيد بمسيرة عادل إمام، قال الكاتب أسامة أنور عكاشة "المصريون اعتبروه مرشحهم الوحيد وحامل أختام سعادتهم، فكان التحلق حوله والاحتضان".
القائد
شهدا 1995 و1996 نقل أو تفعيل الزعامة عبر أرضية جديدة، تبدأ من التواصل والتلاحم الشعبي، وتمتد لتصل إلى التحريض ضد السلطات التي تصادر حقوقهم، وفي مقدمتها مجلس الشعب، وذلك عبر أفلام "بخيت وعديلة- الجردل والكنكة"،، "طيورالظلام"، و"النوم في العسل"، ويختتم فيلمه الأخير، وهو يقود جموع الشعب أمام البرلمان، ليطلقوا كل آهات الوجع الموجودة بداخلهم صائحًا "قولوا آه آه".
يا أنا يا السفارة
تجديد البيعة الشعبية لعادل عبر حمله فوق الأعناق، تكرر أيضا بأكثر من عمل، منها عام 2005 في فيلم "السفارة في العمارة" وهو يهتف"يا أنا يا السفارة في قلب العمارة"، وظهر كذلك في أفلام "الشياطين والكورة، رجل فقد عقله، الجردل والكنكة، الواد محروس بتاع الوزير، طيور الظلام".
فيديو قد يعجبك: