صناع السينما يكشفون سبب تضارب أرقام الـ "بوكس أوفيس" المصري؟
كتب - محمد مجدي:
هل تعرف الفيلم الأعلى إيرادات في مصر هذا الأسبوع؟ هل قرأت مرة أخبارًا متضاربة تقول إن أكثر من فيلم واحد تصدر شباك التذاكر؟ في الأغلب أكثرنا عانى كثيرًا من مثل هذه الأخبار التي لا تعطيك مؤشرًا واضحًا عن الفيلم الذي يجب أن تشاهده هذا الأسبوع.
تضارب أرقام إيرادات الأفلام أزمة كبيرة تشهدها صناعة السينما في مصر، وفي بعض الأحيان تشعل حربًا كلامية بين شركات الإنتاج والمنتجين والموزعين، بسبب ادعاء كل منهم أن فيلمه تصدر الشباك، مستغلين عدم وجود جهة رسمية تعلن عن الإيرادات.
يقول المخرج عادل أديب، في تصريح خاص لمصراوي: "في الخارج الهيئة المسؤولة عن التوزيع في دور العرض تكون مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص، ومربوطة عن طريق الإنترنت بمكاتب حجز التذاكر في كل السينمات بشبكة موحدة".
وأوضح: "هذه الشبكة تحدد 3 عناصر في غاية الأهمية هي: عدد التذاكر لكل فيلم في جميع السينمات، والفئة العمرية للمشاهد، ونوع المشاهدين من حيث الجنس".
وأضاف: "المنتجون يشتركون في هذه الشبكة مقابل مبالغ نقدية، في دول مثل فرنسا تدفع الجهة المختصة 100 يورو في السنة، وبعد إغلاق شباك التذاكر بخمس دقائق تصل رسالة على الموبايل بحصيلة الإيرادات في كل دور العرض".
"عندنا في مصر العملية عشوائية"؛ قال أديب، موضحًا: "أذكر مرة كان فيه فيلم للفنان محمد سعد قالوا إنه عامل 6 مليون في ثلاث أيام وكان وقتها الفيلم نازل بـ 20 نسخة، فطبعًا لو حسبنا عدد التذاكر وعدد الأيام وعدد الحفلات كلها لن نحصل على هذا الرقم".
وتابع: "تحدثت كثيرًا في هذا الموضوع وقلت إن من يعلن عن الإيرادات يجب أن يكون جهاز الضرائب لأن المنتجين سيدفعون ضرائبًا على الأرقام الوهمية التي يعلنون عنها، وبالتالي سيتم الكشف عن الأرقام الحقيقية التي يحققها كل فيلم. وللأسف رفضوا أيضًا".
وقال: "سوق السينما معطوب بالفساد أكثر من أي سوق في الدولة، والفساد فيه ينقسم إلى شقين الأول فساد متعمد يسببه المحتكرون، والثاني فساد يسببه من يعملون في الصناعة دون علم أو ثقافة".
غرفة صناعة السينما
بدوره، قال سيد فتحي مدير غرفة صناعة السينما: "غرفة الصناعة السينما رفعت يدها عن الإيرادات بسبب التضارب في الأرقام الذي يقوله المنتجون، وتجد كل منتج يقول إن فيلمه حقق أعلى إيرادات، ويحدث خلافات كبيرة بين المنتجين تصل للمشادات".
وأضاف: "الجهتان الوحيدتان اللتين تعرفان الإيرادات، هي دور العرض السينمائية، والمنتجون، وبالتالي تجد كل منتج يريد أن يصنع دعاية لنفسه ولفيلمه، ويدعي أنه أعلى إيرادات، ويقول إن فيلمه ناجح ومكسر الدنيا".
ورأى فتحي أن ضريبة الملاهي هي الجهة الوحيدة التي لها الحق في إجبار المنتج، على معرفة إيرادات فيلمه، بحكم أن لها نسبة من الإيرادات".
وأكد أن غرفة صناعة السينما لا تستطيع إجبار المنتج على معرفة الإيرادات، لأن الغرفة لا يوجد عندها لائحة قانونية أو سلطة إلزامية تجبر المنتج على الكشف عن الأرقام الحقيقية.
شريف رمزي
من جهته، قال الفنان والمنتج شريف رمزي إن عملية جمع الإيرادات تتم بطريقة عشوائية ولا توجد جهة رسمية في مصر تعلن عنها بدون تحيز، وأكد أن من يقوم بجمع الإيرادات في السوق جهتان فقط، أولها "شركة دولار"، وهي إحدى شركات الإنتاج المنافسة في السوق وعندها مكتب متخصص في جمع الإيرادات من السينمات، وبرأيي أنها تعلن الأرقام الحقيقية، ولكن البعض يشكك في أرقامهم باعتبارها شركة منافسة.
أما الجهة الثانية، فهو مكتب يملكه "حسام على حافظ" ومتخصص في جمع الإيرادات اليومية، لكن أحيانا تسقط منه سينمات معينة، وهذا خطأ وارد، وأيضا يشكك البعض في أرقامه، بحسب رمزي.
وحذر المنتج الشاب من أن تضارب أرقام الإيرادات في السوق بهذه الصورة العشوائية يضر صناعة السينما، وتساءل قائلاً: "أين دور الدولة في حماية الصناعة؟ ومن المسئول عن حماية صناعة السينما في مصر هل هي غرفة صناعة السينما، أم وزارة الاعلام، أم وزارة الثقافة؟".
وشدد على ضرورة تتدخل الدولة لحماية صناعة السينما، وألا تترك صناعة كبيرة، ليتحكم فيها أشخاص وشركات، و"كل منتج أو نجم يقول إن فيلمي محقق كذا، وأنا الأعلى الإيرادات في السوق، من أجل الشو الإعلامي".
واختتم حديثه قائلاً: "من وجهة نظري، الحل يجب أن يكون مع غرفة صناعة السينما لأنها الجهة الوحيدة المسؤولة عن الصناعة بشكل عام في مصر".
فيديو قد يعجبك: