مريم نعوم: "عندي فيلم جديد" وأبو عمر المصري تجربة شاقة (حوار)
حوار-محمد مهدي:
تصوير - سارة رافع:
على خطى الكبار تسير المؤلفة "مريم نعوم" بصمت دون ضجيج، في كُل عام تطل على جمهورها بعمل جديد، لا يسقط من الذاكرة، ولا يتعثر وسط الزحام، أخرهم مسلسل "أبوعمر المصري" تجربة مختلفة عن ما قدمته "نعوم" من قبل، لاقت نجاحًا جيدًا خلال عرضه في شهر رمضان الكريم، بينما تستعد لمزيد من الأعمال في الفترة القادمة.
في حوار مُطول مع مصراوي تتحدث "نعوم" عن عملها الأخير التي قالت عنه "تجربة شاقة"، كواليس صناعته، أصعب الأوقات التي مرت بها، وطبيعة التعامل مع النجم "أحمد عز"، تجربة العمل مع المخرج "أحمد خالد" والصعوبات التي واجهت المسلسل.
كما تروي "نعوم" تفاصيل مشروعاتها الفنية الجديدة، تقييمها لتجربتها الإذاعية، رأيها في حديث صناع الدراما عن معاناتهم على "السوشيال ميديا"، حياتها بعيدًا عن الدراما؛ "الأم" مريم نعوم، هواياتها المُفضلة، مصدر الإلهام لها، وماذا جرى بعد خلافها مع صديقتها المخرجة "كاملة أبوذكري".
نبدأ بـ "أبوعمر المصري".. متى قررتي تحويل الرواية إلى مسلسل؟
حين قرأت رواية أبوعمر المصري منذ سنوات "عجبتني جدًا" فكرت في استئذان الكاتب عز الدين شكري فشير لتحويلها إلى عمل درامي "وإني هدور على شركة إنتاج" وفي 2015 تحمس المنتج طارق الجنانيني لإنتاج المسلسل "واتفقنا هنستخدم أبوعمر المصري ومقتل فخر الدين" وتم الحصول على حقوق الروايتين للبدء في الكتابة عقب الانتهاء من "واحة الغروب".
هل شرعتِ في كتابة العمل فور شراء حقوق الرواية؟
كان لدي بالفعل تصور للمعالجة الدرامية للروايتين، ولكن الكتابة الفعلية للحلقات بدأت بعد اضطراري للانسحاب من واحة الغروب ثم التقيت بالمخرج أحمد خالد موسى بعد اتفاق المنتج مع الفنان أحمد عز لبطولة العمل.
الرواية أقرب إلى "الأكشن".. ألم تقلقِ من هذا التغيير في أعمالك؟
لم أقلق لأنني قرأت النص من زاوية مختلفة عن منطقة العنف و"الأكشن" مسني تحول فخر من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين "وإزاي الظروف ساقته من هنا لهنا" كان همي هو التعبير عن رحلة البطل والجانب الإنساني والاجتماعي بجانب مساحة الحركة والقتال.
هل دارت حوارات بينك ومؤلف الرواية أثناء العمل؟
في البداية دار بيننا نقاش لتبادل وجهات النظر في النص قبل شروعي في الكتابة، ثم بعدها بدأت في العمل وحدي مثلما اعتدت في جميع النصوص التي حولتها.
معرفتك بنجوم العمل هل تؤثر على رؤيتك أثناء الكتابة؟
لا أنتمي لتلك المدرسة "مبحطش في بالي الممثل وأنا بكتب عشان متقيدش" لكن بعد جلسات العمل مع المخرج والبطل والقراءة الجماعية "بتحصل تعديلات وبحط في الاعتبار إمكانيات الفنان وإزاي نقدر نوظفها بأفضل صورة".
مثلًا الفنانة عارفة عبدالرسول هي حكاءة جيدة "فقدرنا نتعكز عليها في مسألة الحكي جوه مشهد مهم في المسلسل، ومش بالضرورة إننا ندي المساحة دي لممثل تاني" هذا يحدث مع جميع أبطال العمل.
كيف كانت تجربة التعاون الأول مع "أحمد عز"؟
مستمع جيد أثناء الحديث المتبادل، ومهتم بتفاصيل دوره والعمل ككل، يتناقش كثيرًا ويطرح نقاط ذكية "لأن كل ممثل بيكون عايش الشخصية وبيكون عنده تفاصيل خاصة".
ماذا عن العمل مع المخرج "أحمد خالد"؟
توافقنا على أرضية مشترك منذ الجلسة الأولى "أنا كنت بخرج من البطولة الجماعية أو النسائية لأول مرة، وبعمل مسلسل بنجم شباك" وهو له طريقته في أعماله السابقة "اتفقنا إننا هنتقابل في منطقة وسط ودا اتحقق وعرف كمان ياخدني لمنطقة جديدة بالنسبالي مختلفة في الإيقاع وحاجات كتيرة في الحكي".
استعنتِ بالسيناريست "محمد المصري" .. كيف جاءت مشاركته؟
بعد أشهر من مرحلة الإعداد للكتابة تعرفت على "المصري" في ورشة لتطوير سيناريوهات بمكتبة الإسكندرية، كان "المصري" أحد الحاصلين على منحة لتطوير فيلمه الأول "ولما اشتغلنا حسيت إنه هيكون إضافة للمشروع وطريقته مناسبة للمسلسل" فاقترحت عليه المشاركة في كتابة الحوار "بس تدريجيًا جربنا نشتغل على السيناريو" لأنه كان يملك الحماس والموهبة "وحسيت إن كتابته مميزة في العالم دا".
-"أبوعمر المصري" يحوي مراحل زمنية عدة.. حدثينا عن كيفية العمل على إنجازه؟
كان علينا تقسيم العمل إلى مراحل، خاصة أن رحلة البطل تتنقل من "بين السرايات وبلجيكا ودولة أفريقية وأفغانستان" ثم العودة من جديد، وكل جزء كان يستلزم مراجعة للفترة الزمنية وطبيعة كل شخصية، فمثلًا فترة أفغانستان وانضمام "فخر" للتنظيمات الجهادية احتاجنا إلى بحث كبير، وحلقات أفغانستان تحديداً كتبها السيناريست أحمد بدوي، ثم عدنا- مصري وأنا- للمراجعة.
-أيضًا الجزء الخاص بالصحراء كان ملفتاً.
قررنا بالاتفاق مع المخرج أن نكتب مسار "فخر" وابنه في الصحراء "كأنه فيلم بالظبط" ثم قمنا "بتضفيره مع باقي الأحداث" وخططنا لأشياء عديدة لم نتمكن من تنفيذها لضيق الوقت للأسف.
-ما أصعب اللحظات التي مرت عليكِ خلال التجربة؟
إعادة كتابة خطوط رئيسية في العمل أكثر من مرة "في توقيتات حرجة" موقف صعب "وكان ضاغط على الأعصاب".
-هل ينتهي دورك عند تسليم "الحلقات" فقط؟
أظل على أهبة الاستعداد حتى أخر يوم تصوير "لأن مش كل اللي مكتوب بينفع يتصور زي ما هو" من أجل ذلك "بفضل في ضهر فريق العمل" لتنفيذ أية تعديلات ضرورية أو إجراء تغييرات سريعة دون الإخلال بسياق المشاهد والعمل.
- هذا يعني استمرارك لأخر لحظة على أهبة الاستعداد؟
"ببقى عاملة زي دكتور الولادة" أسير في كل مكان برفقة "اللاب توب" لا يفارقني، هاتفي متاح 24 ساعة من أجل المناقشة أو التعديل "وفي أي لحظة لازم أسعفهم لو احتاجوني".
-ما تعليقك على وقوع أخطاء فنية في "مسلسلات رمضان" لضغط الوقت؟
نبذل قصارى جهدنا لإتمام أعمالنا بصورة جيدة "لكن الجمهور ملوش علاقة لو حصل تقصير" لا يمكن ترديد تبريرات للمشاهد "إننا تعبان أو اتزنقنا في الوقت" لذا لابد من تحمل النقد "احنا آه عندنا الأسباب المنطقية والحقيقية لبعض المشاكل اللي بتحصل بس دا مش ذنبهم".
- شكاوى صناع الأعمال زادت في شهر رمضان لظروف العمل الصعبة.
"الناس بتنفث على فيسبوك" وهي سمة باتت جزء من المشهد العام، لكن "الجمهور ملوش علاقة بالصعوبات اللي بتقابلنا، ومن حقه يتفرج على حاجة متماسكة" وكما ذكرت لابد من تحمل النقد وعدم إطلاق التبريرات أو الحديث عن معاناتنا خلال تنفيذ المسلسل.
- لماذا توقفت تجربتك في الإذاعة؟
اعتذرت بعد 10 حلقات، شعرت "إني مش في مكاني" قمت بالتجربة "عشان أجرب أكسر خجلي لكن معرفتش" لا أملك القدرة على الاسترسال في الكلام عن موضوع ما بدون أن يوجه لي أحد أسئلة "معنديش المَلَكة دي" لذا طلبت إعفائي من المهمة رغم التعامل الجيد من القائمين على الإذاعة.
- لماذا لا تنشرين حلقاتك الإذاعية على "فيسبوك" وأخبار أعمالك؟
"بتكسف جدًا" لا أنشر أعمالى على صفحتي الشخصية "وعمري ما بعلن عن أي مشروع" لكن مؤخرًا صار لدي صفحة رسمية على "فيسبوك" في محاولة من أصدقاء "إنهم يساعدوا في الإعلان عن شغلي".
- كيف يمكنك التوازن بين عملك وبيتك؟
احتجت إلى كثير من الوقت في بداية عملي "عشان أعرف أوفق بين الشغل والتزاماتي تجاه ابني" لكنه الآن يبلغ من العُمر 11 عاما وصار لديه اهتمامته "واتعود على طبيعة عملي" أحيانًا أبقى في المنزل لأيام طويلة "وأوقات بكون في اللوكيشن أو المكتب".
- هل يشاهد أعمالك؟
أغلب أعمالي غير مناسبة لسنه "بفضل يشوفها لما يبقى عارف يستوعبها" العمل الوحيد الذي شاهده هو أجزاء من "تحت السيطرة" كان لدي اهتمام بأن يفهم ويعرف أكثر عن قضية المخدرات.
- بعيدًا عن الكتابة.. كيف تستمتعين بوقتك؟
أحب القراءة جدًا "دي أكتر حاجة بعملها" أفتقدها كثيرًا أثناء ابتعادي عن الكُتب خلال الانشغال بعمل جديد "ببقى حاسة إن حاجة نقصاني" وأفضل الأدب والتاريخ ثم علم النفس "خاصة إنه بيفدني في شغلي".
- تحرصين دائمًا على مناقشة قضايا في أعمالك.. ماذا تنوي طرحه قريبًا؟
أرغب في مناقشة قضية العنف بجميع مستوياته "مش لازم ناس بتضرب بعض" أقصد الحالة التي تفشت السنوات الأخيرة داخل المجتمع المصري.
- كيف آلت الأمور في خلافك مع "كاملة أبوذكري" في واحة الغروب؟
"متصالحين وهنشتغل مع بعض تاني قريب" علاقتي بها تمتد لـ 14 عاما "وهي علاقة أقوى من أي خلاف".
- ما هي أعمالك في الفترة القادمة؟
"عندي فيلم سينما جديد" لكن لا يمكن الإعلان عن تفاصيل أكثر لحين الاستقرار على كافة الأمور، أيضًا تعاقدت منذ فترة على عمل درامي من إخراج محمد يس وبطولة منى ذكي من المفترض أن يظهر للنور في رمضان القادم، وانتهيت من كتابة مسرحية "بديعة مصابني" مع الفنانة الكبيرة شيريهان.
فيديو قد يعجبك: