البحث عن أغانى للربيع بعد ربيع الثورات العربى
تحقيق - محمد خضير:
الدنيا من غير الربيع ميته .. ورقة شجر ضعفانه ومفتته .. لا يا جدع غلطان تأمل وشوف .. زهر الشتا طالع فى عز الشتا وعجبى، ولا تتوقف ابداعات ورباعيات عمنا الراحل صلاح جاهين، ففى الوقت الذى يميل فيه نجومنا ومطربينا إلى إحياء كثير من الحفلات الغنائية ترحيبا واحتفالا بقدوم الربيع إلا إنهم للاسف تجاهلوا الاغانى التى تعلن قدومه، ويقدمون للجمهور اغانى ليست مرتبطه تماما به اذا قورنت بكبار النجوم والشعراء الذين كانوا يحرصون على تقديم هذه النوعية من الاغانى والتى تأتى فى مقدمتها اغنية (ادى الربيع) للراحل فريد الاطرش ومن روائع مأمون الشناوى .
ولهذه الأغنية تحديدا موقف طريف حدث بين مأمون الشناوى وام كلثوم لانها من الأغانى الفارقة فى مشوارة الغنائى، لكنها رفضت أن تغنيها إلا بعد أن يقوم بتغيير بعض الالفاظ وقالت: '' إن هناك كلمات فى الأغنية من الصعب تلحينها وسيتم القاؤها من خلال الكلام العادى لكنه رفض بعناد شديد وذهب بها إلى فريد الاطرش، والذى اعجب بالاغنية جدا ولحنها لكى تغنيها ام كلثوم ولكنها رفضت الغناء بدون التغيير المطلوب، فلم يجد المفر من أن يغنيها هو ونالت نجاحا مذهلا، إلا انه جاء عند بعض الكلمات وعجز عن تلحينها والتى تقول (وادى الشتا يا طول لياليه .. على اللى فاته حبيبة يناجى طيفة وينادية .. ويشكى للكون تعذيبه )''.
ومن الاغانى الشهيرة أيضا أغنية الدنيا ربيع للراحلة سعاد حسنى وهى الاغنية الرسمية التى تعلن عن بداية فصل الربيع والتى كتبها صلاح جاهين وتغنت بها فى فيلم (أميرة حبى انا)، كما تغنت كوكب الشرق ام كلثوم للربيع (غنى الربيع) وهى من كلمات أحمد رامى والحان رياض السنباطى وتقول الاغنية ..(غنى الربيع بلسان الطير رد النسيم بين الاغصان .. والفجر قال يا صباح الخير يا صحبة الورد النعسان) .
ومن أغانى كوكب الشرق ايضا للربيع أغنية الورد جميل .. جميل الورد من ألحان زكريا احمد، كما غنى العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ للربيع اغنية بعنوان فات الربيع ولكنها من الاغانى النادرة والغير مشهورة، ومن اغانى الربيع النادرة ايضا اغنية موكب الربيع لليلى مراد، كما غنت اسمهان للربيع اغنيتها الرائعه والباقية فى ذاكرتنا (يا بدع الورد .. يا جمال الورد)، واحتفلت فرقة رضا بقدوم الربيع بأغنيتها الشهيرة (حلاوة شمسنا وخفة ظلنا .. الشمس عندنا ربيع طول السنه).
ويقول الملحن حلمى بكر إن الشعر والكلمات فى فترة السبعينات قد احدثت تحولا فى الابداع الغنائى من خلال استقبال الجمهور من الناحية الروحية والنفسية والثقافية والتى تعرف طريقها إلى الملحن الذى يحيى استخدام موهبته بالاضافة إلى حسة الفنى العالى والذى بدورة يبحث عن المطرب صاحب الصوت والاداء الساحر ليكون فى المحصلة نتاجا فنيا يرضى الذوق العام، فالكلمه هى مفتاح الأغنية للملحن والمطرب ونوعية الاغانى الموسمية بدأت تختفى بشكل ملحوظ من على الساحه الغنائية لأسباب غير منطقية بعد أن سعى كثير من الشعراء وكتاب الاغانى الى اغانى التيك اواى والتى لاتدوم سوى للحظات وبعد ذلك يتم تجاهلها بعد ان يركز المستمع فى الكلمات ويدقق فيها وللاسف بعض القنوات الفضائية تبث كما هائلا من الاغانى تركز على الصورة المستفزة اكثرمن اللحن والكلمه.
ويقول الشاعر الغنائى عنتر هلال أغانى الربيع القديمه تمثل حالة وجدانية خاصة للشعراء والملحنين قبل الجمهور إلا اننا كشعب نعيش ثقافة الاعتياد وكأن هناك ارتباطا بين الشاعر والربيع لكن فى وقتنا الحالى افتقدنا الربيع وأغانية لأن المناخ فى العالم كلة تغير والمزيكا تغيرت والدخلاء على الغناء أصبحوا أكثر من الغناء نفسه لذلك اختفت من على الساحه أغانى المناسبات بشكل عام وخاصة أغانى الربيع لانها اغان موسمية لن يسمعها الناس إلا فى مواسم معينه، وبالتالى سيحدث ركود فى بيع هذه الاغانى باقى شهور السنه ولأن الاغنية الرومانسية ليس لها موسم فهى مازالت فى الصدارة .
ويأتى سبب غياب أغانى الربيع من وجهة نظر الشاعر الغنائى بهاء الدين محمد إلى عدم وجود الشاعر الغنائى الذى لدية استعداد لكتابة اغان من هذا النوع باستثناء شعراء قليلين، لكن فى وقتنا الحالى من الممكن أن يتم توظيف هذه الاغانى دراميا فى الاعمال الفنية، لأن سوق الكاسيت لا يحتمل انتاج مثل هذه الاغنيات، لأن مؤلفى الكلمات سيكونون فى موضع مقارنه بينهم وبين كلمات اغانى الربيع زمان، وما يزيد من صعوبة انتاجها إنها تعتمد على موسم واحد فقط أى أن نسبة بيعها على القنوات الفضائية هى الحل الوحيد أمام ركود سوق الكاسيت .
اقرأ أيضا:
فيديو قد يعجبك: