تسع سنوات على رحيل ''عرباوي'' الوسط الفني محمد رشدي (فيديو وصور)
-
عرض 2 صورة
-
عرض 2 صورة
كتبت- هدى الشيمي:
كان يفضل تقديم الأغاني التي تعبر عن الناس وتنقل مشاعر الناس، ليشعرهم بأنه واحد منهم، وليس غريبا عنهم، فقال عنه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ''صوت محمد رشدي به رائحة الأرض ورائحة النيل، ورائحة تراب مصر''، ظهر ذلك في أغانيه المختلفة مثل ''عرباوي''، ''ع الرملة''، ''كعب الغزال''.
مر محمد رشدي بمرحلة مليئة بالأشواك، فكان صبي وحيد ووضع عليه ولده أمال وطموحات كبيرة، وكان معترضا على دخول ابنه في عالم الفن، لتأكده من أن مكانه الحقيقي هو في الأرض ليعمل فلاحا مثل باقي أفراد عائلته.
أشادت أم كلثوم بصوت ''رشدي'' عندما استمعت إليه في حفلة بقريتهما ''دسوق''، وطالبت أهله بأخذه إلى مصر ليسافر ويتعلم الغناء والموسيقي قبل أن يتغير صوته.
إلا أن والده رفض تنفيذ وصية كوكب الشرق، وحاول الاستفادة من معرفته للقرأة والكتابة، بتوظيفه كاتب في حقول القطن، ولكن اصرار رشدي ووالدته أجبرت الوالد على الخضوع لوصية أم كلثوم، فالتحق بمعهد الموسيقي العربية، ودرس بقسم الأصوات.
ثم عمل على مسرح بديعة مصابني عام 1947، ليلقى موال على المسرح مقابل تسع جنيهات في الشهر، مرتديا ملابس نابليون بونابرت وهارون الرشيدي.
لم يجذب صوت رشدي الإذاعة المصرية في ذلك الوقت، حتى استمع إليه على زغلول المشاركة في الإذاعة عام 1950، فحصل في الإذاعة على 17 جنيه مقابل التأليف والتلحين والأداء والفرق الموسيقية، فكانت أولى أغانيه في الإذاعة '' قولوا لمأذون البلد'' التي لحنها بنفسه، ونجحت الأغنية نجاحا كبيرا، فطلبها منه المستمعين والجمهور لمدة عشرة سنوات متتالية.
بدأت شهرته الحقيقية بعد غنائه أغاني فيلم أدهم الشرقاوي، ثم قدم مع الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي والملحن بليغ حمدي مجموعة من الأغاني، فبدأت شهرته الحقيقية، واستطاع الانتشار وتحقيق نجاحا كبيرا في مصر والوطن العربي، فقدما معا ''تحت الشجر يا وهيبة''، ''والله احلويتي''، وأغنية من التراث السعودي ''لا لا يالخيزرانة''.
أدى نجاح رشدي مع بليغ حمدي، إلى اشتعال غيرة عندليب الغناء عبد الحليم حافظ، فنجح حليم في الاستحواذ على بليغ، مما أدى إلى تأخر شهرة ونجاح رشدي، وعلى الرغم من ذلك إلا أن رشدي لم يخطئ أبدا في حق حليم في أي مقابلة من مقابلاته واستمر في التحدث عنه بصيغة احترام.
استطاع رشدي أن يحدد شخصيته الحقيقية بعد غنائه لأدهم الشرقاوي، واستطاع التأكد من أنه لن يستطيع أن يكون مغني عاطفي مثل عبد الحليم حافظ أو غيره من الفنانين في ذلك الوقت، ففضل الجانب الاجتماعي وغناء أغاني مثل ''تحت الشجر يا وهيبة''، ''عدوية''، ''حسن المغنواتي''، وقدم عدة أغاني ساهمت في انتشار ونجاح الأغاني الشعبية في الوطن العربي، وكان أخر البوماته ''دامت لمين''.
عمل رشدي ممثلا في عدة أفلام سينمائية مثل ''المارد''، ''حارة السقايين''، ''عدوية''، ''6 بنات''، ''فرق المرح، ''ورد وشوك''.
وفي يوم 2 مايو عام 2005 توفي محمد رشدي، عن عمر يناهز 77 عاما بعد صراع طويل مع المرض، بعد احتجازه في المستشفى أكثر من شهر ونصف للعلاج من التهاب رئوي حاد بالإضافة إلى الفشل الكلوي.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: