''فضل شاكر''.. ''بياع القلوب'' يعود إلى الجمهور دون لحية
كتبت – يسرا سلامة:
في حفل مهرجان موازين في العام 2012، وأمام عدد تجاوز مد البصر، توقف المطرب اللبناني ''فضل شاكر'' للحظات قليلة على المسرح المغربي قبل البدء من الأغنية التالية، وجه التحية لملك المغرب، وعقبها طلب من جمهوره الاكثر من 30 ألف متفرج ''بدى منكن تقولوا آمين.. الله يدمر بشار الأسد.. الله ياخد بشار الأسد.. الله يحفظكن''، لم يؤمن الجميع بنفس الحماسة خلف المطرب الشهير كما رددوا خلف اغنياته، لكنها كانت من أواخر حفلات ''شاكر'' قبل أن يولي الدبر للغناء والميكروفون، معلنا التطوع في ما اسماه بالجهاد ضد الرئيس السوري بشار الأسد والجيش.
المطرب اللبناني ذو الشعبية في الوطن العربي بعد عن الفن منذ عامين، معلنا اعتزاله وقربه من الدين، ليتطور لانضمامه لقوات غير نظامية تحارب ضد بشار الأسد في سوريا، تحديدا مع القائد من ''أحمد الأسير''، أطلق المطرب لحيته، ومن أغنيات الغرام انتقل لنشد كلمات المؤازرة ضد الأسد، ليفاجأ ''شاكر'' جمهوره منذ أيام بالعودة من ذلك الطريق، خلال ظهوره في تقرير لقناة ''إل بي سي'' دون لحية، معلنا رغبته في العودة للحياة الطبيعية.
طريق العودة للمطرب مرهف الحس مليئا بالأشواك، خاصة وأنه لا يزال خارج حدود وطنه بيروت، ويقيم في مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان، حيث يقع ضمن مدينة صيدا الساحلية، الخوف من ملاحقات أمنية أقلها ضررا، وحكم بالإعدام صادر غيابيا من الحكمة العسكرية في لبنان، والخوف من الاغتيال يحيط بالمطرب اللبناني ذي الـ46 عاما، ليظل ''شاكر'' أسيرا للصراع بين السياسة، دون أن يتركه شغف الطرب.
شغف الغناء داعب ''شاكر'' قبل ثلاثين عاما، منذ أن كان طالبا يتجول بين الحفلات والأعراس المغمورة، ظل المطرب اليافع يطرق أبواب شركات الإنتاج ليعيد توزيع بعض الأغاني القديمة، حتى وقع عقد مع إحدى الشركات تسمى ''الخيول''، وسانده الملحن المصري ''صلاح الشرنوبي''، ثم انتقل إلى شركة روتانا، برصيد فني وصل على كل رحلته إلى 11 ألبوم غنائي، ومئات من الحفلات الجاذبة لمعشاق الطرب الأصيل.
بين ليلة وضحاها، تحول الفنان إلى ''الشيخ فضل شاكر''، اللقب الذي رفضه ''فضل'' في لقاء على قناة الرحمة، قائلا أن الصراع كان بداخله، وقائلا وقتها ''الفن كذبة كبيرة.. والله هداني لطريق الإسلام''، بعد أن تردد على أحد الجوامع، والاستماع إلى خطب ''أحمد الأسير''، معلنا قرار الاعتزال.
تهديدات فضل شاكر لحسن نصر الله وحزب الله (فيديو)
سرعان ما شارك ''شاكر'' في مظاهرة كبرى في ساحة الشهداء في بيروت، مشاركا بالكلمة الأناشيد مثل أنشودة ''محمدا يا رسول الله''، ومعلنا التأييد للإخوان المسلمين، ومن ثم الظهور إعلاميا بجانب ''أحمد الأسير''.
فضل شاكر: للثورة السورية؟ لشيعة لبنان؟ لحزب ايران؟ (فيديو)
في أكثر من فيديو عبر الإنترنت وعدد من القنوات المعارضة للنظام السوري، ظهر شاكر متحدثا عن الفن وأسباب ابتعاده، دون أن يترك الفرصة للدعوة للانتقام من الأسد ونظامه، مثل الفيديو الذي ظهر في أبريل 2013 مخاطبا ''الكتائب المقاومة الصادقة'' أن يردوا على ما ترتكبه مجازر الأسد الطائفية في سوريا، وانضمامه لما اسمها ''النفير العام''.
''مشيت بها الطريق حتى استخدم صوتي في الدين، ولا حملت سلاح''.. بهذا التصريح عبر ''شاكر'' عن سبب لجوءه إلى ''أحمد الاسير''، صديقه المقرب وصاحب الجماعة المتشددة، والذي تورطت في أحداث عنيفة مع قوات الجيش السوري، وأسفرت عن مقتل 18 جنديا وجرح 100 آخرين، مقابل مقتل 11 من أنصار الأسير، كما دافع ''فضل'' عن نفسه وإنه لم يتورط بالدم أو استخدام السلاح، مضيفا إن علاقته ساءت بـ''الأسير''، وإنه تعاون مع جهات أمنية في لبنان من أجل حل أمور لعودته إلى حياته الطبيعية.
ومثلما أحدث نبأ إعتزاله ضجة كبرى، كان الامر كذلك حين عاد شاكر لحياته الطبيعية، لتختلف التعليقات حول عودته في مواقع التواصل الاجتماعي، بين مرحب لعودة ''شاكر'' إلى رشده وبعده عن التطرف، ومنهم الرافض للعودة إن كان متورطا بالدم، بعد التعليقات سخرت من عودة شاكر وعدم عودة الرئيس المعزول محمد مرسي في مصر.
وشارك المعلقون عبر مواقع التواصل الفيديو الشهير لـ''فضل'' وهو مباهيا بقتل اثنين من جنود الجيش النظامي السوري، قائلا '' قتلنا منكم فطيستين'' في إشارة للجنود، وهو الفيديو الذي أدى إلى الحكم بالإعدام عليه.
ورغم الجدل، لم يحسم ''شاكر'' أمر عودته للغناء في تصريحاته الأخيرة، رغم ظهور آالة العود الخشبي وحلقه للحيته في التقرير المتلفز، لكنه فضل أن يعود أولا لحياته الطبيعية، وان يمر فوق أحكام القضاء اللبناني وأحكام المنتقدين ليعود مرة أخرى كما كان، تاركا الباب مواربا للغناء مرة أخرى.
فيديو قد يعجبك: