كيف استطاع عبدالحليم حافظ أن يصبح مطرب الشعب والنظام؟
القاهرة-مصراوي:
في ذكرى رحيل "العندليب الأسمر" عبدالحليم حافظ، قال الموسيقار الكبير حلمي بكر، إن الظروف جعلت عبدالحليم حافظ فنان الثورة.
وأشار "بكر" في تصريحات خاصة لمصراوي، أن عبدالحليم كان يحمل "رد الفعل" حينما تكون هناك انجازات وقتها، وحينما يريد أن يصحح "فعل" فإنه يغني أغاني عن الانتاج والعمل، "وهو بذلك يسبق الثورة".
وأضاف الموسيقار الكبير، أن ثورة يوليو دعمت عبدالحليم كمطرب لأن الشعب أحبه وأحب صوته، وبدأت بعدها الأغنية الوطنية في الانتشار بالتوازي مع الأغنية العاطفية، لذلك انتشر عبدالحليم، لأنه كان مطربا شابا لم يغني من قبل للملك، وتوسم فيه الشعب الوطنية، وأحبوا دفء صوته.
وأكد "بكر" أن عبدالحليم شعر أنه كذب على الشعب، حينما حدثت نكسة يونيو 67، لأنه غنى للهزيمة، وحول الهزيمة إلى نصر، ثم تدارك الأمر بعدها، ولم يغني لأي حاكم، حتى أغنيته "عاش" لم يذكر فيها اسم السادات، وجعل أغانيه بعد ذلك تمس الوطن، ولا تمس فرد بعينه، وذكاء عبدالحليم أنه تدارك خطأه.
بينما قال الناقد الفني أحمد السماحي، إن عبدالحليم هو مطرب ثورة يوليو الأول، فقد جاءت الثورة بعد حكم "غير مصريين" للشعب المصري، كما كانت أولى حفلاته في عيد الثورة الأول عام 1953، حيث كان الشعب كله ملتف حول الثورة الوليدة، ومن قاموا بالثورة.
وأضاف "عبدالحليم غنى لقائد الثورة بعد كدة، يا جمال يا حبيب الملايين، إحنا الشعب، وكان عبدالحليم بيمثل الشعب المصري، لأنهم اعتبروه بيغني وبيعبر عن آمالهم وأحلامهم، وعن ثورة قضت على الإقطاع وأعطت الفلاح والعامل حقه، وكل مظلوم في البلد حس أن بلده رجعتله".
وأكد "السماحي" أن الشعب والسلطة لم يكن بينهما انفصال، لأن المصريين وجدوا أن عبدالناصر رجل بسيط، وابن رجل بسيط وواحد منهم، واعتبروا عبدالحليم وقتها، يغني لابن من أبناء مصر، الذي كان يعشقه المصريين وقتها، فاستطاع بذلك أن يكون مطرب السلطة والشعب.
وأشار أحمد السماحي إلى أن هناك بعد المطربين منذ منتصف عصر السادات وحتى عصر مبارك، قاموا بالغناء لهم، بهدف التقرب من السلطة، عكس عبدالحليم الذي كان يهدف أن يعبر عن الشعب المصري العاشق لثورة يوليو، والدليل أنه لم يغن أي أغنية للسادات، خاصة أنه بعد نكسة 67، قرر أن لا يغني لحاكم مرة أخرى، لأنه شعر بمرارة الهزيمة، فاتجه للغناء للشعب.
واختتم كلامه قائلا" عبدالحليم لم يكن هدفه الاقتراب من السلطة، بقدر ما كان هدفه الغناء احتفالا وفرحا بهذه الثورة المباركة، لذا استحق عن جدارة أن يكون "أيقونة الثورة"، فهو مطرب السلطة ومطرب الشعب.
فيديو قد يعجبك: