الأبنودي والشريعي.. قصة خلاف بدأ مع "أبو العلا البشري" وانتهى بـ"الرحايا"
كتبت- سما جابر:
جمعتهما علاقة صداقة قوية أثمرت عن مجموعة من أهم الأعمال الغنائية في تاريخ الدراما والسينما المصرية رغم عدم كثرتها.. وربما كانت تلك الصداقة دافعًا مهمًا لإمتاعنا على مدار سنوات عديدة شكّلت هويتنا من خلال بعض الأغنيات أبرزها أغنيات فيلم "البريء" لأحمد زكي، وأغنيات مسلسل "أبو العلا البشري" والتي كانت نقطة تحول في حياة كل منهما.
عبد الرحمن الأبنودي وعمار الشريعي، كان كل منهما "غول" في مجاله، يكملان بعضهما البعض، ليظهر لنا في النهاية عمل يرتبط بفترات قد تكون من أفضل فترات الجيل الحالي الذي تربى على فن أصيل برعاية كلمات الأبنودي وألحان الشريعي.
ظل الإثنين صديقين لسنوات عدة وقدما العديد من الأغنيات الوطنية والإنسانية حتى فرقهما تتر مسلسل "أبو العلا البشري" لمدة عشرين عامًا، فبعد أن خرج العمل إلى النور تبادل الشريعي والأبنودي تصريحاتهما ضد بعضهما البعض، لدرجة تسببت في حدوث قطيعة بينهما زادت عن 20 عامًا.
مثل هؤلاء الفنانين كان لابد وأن ينتهي خلافهما بأي وسيلة، وكما كان الفن هو سبب الخلاف، كان أيضًا سبب عودة "المياه إلى مجاريها"، حيث انتهت الأزمة بعدما تعاقد كل منهما على تقديم أغنيات مسلسل "الرحايا" للفنان الراحل نور الشريف، عقب تدخل من فريق العمل، وانضم إليهما رفيقهما الثالث علي الحجار، ثم قدما بعد ذلك أغنيات مسلسلي "شيخ العرب همام" و"وادي الملوك".
ربما لم تعد العلاقة مثلما كانت في الماضي حتى بعد عودة التعاون الفني بينهما، لكن كلمة السر التي أنهت الخلاف برمته؛ كانت جلسة في مزرعة الأبنودي بالإسماعيلية، بعد عرض الرحايا بعامين، حيث جمعهما لقاء تلفزيوني مع الإعلامي محمود سعد في برنامج "آخر النهار"، وتبادل كل منهما ذكريات تعاونهما الفني، وانضم إليهم أيضًا الحجار، وانسجم الثلاثي في تقديم واحدة من أجمل ليالي الفن والغناء على الشاشة.
لم تستمر فترة الصلح بينهما طويلًا حيث رحل الشريعي في ديسمبر 2012، ونعاه الأبنودي عقب وفاته خلال مداخلة عبر برنامج "جملة مفيدة" مع منى الشاذلي، حيث قال وقتها: "تخيلت أنه يمشي ورايا وعمري ما تخيلت إنه يموت قبلي.. ومن أسبوع رفع سماعة التليفون في فترة متأخرة وكأنها كانت مكالمة الوداع، وسألته إيه اللي مسهرك؟ وقال لي إنه كان يعاني من الأرق، وبدأ يكلمني عن طفولته ووالدته ومدرسة فاقدي الإبصار ويروي طرائف وذكريات طفولته".
3 سنوات فقط بعد وفاة الشريعي، ولحق به عبد الرحمن الأبنودي في مثل هذا اليوم الموافق 21 أبريل 2015، ليترك تاريخًا فنيًا طويلًا شاركه في جزء بسيط منه صديقه عمار.
فيديو قد يعجبك: