حوار| بشرى: الاختيار بعد "عوالم خفية" صعب.. والشباب الموهوب مظلوم في "الزحمة"
الجونة- منى الموجي:
تصوير- علاء أحمد:
بعد شهور طويلة من بذل المجهود، والتعب للاستمرار في تحقيق مشروعها الكبير النجاح الذي تتمناه، بدأت الفنانة بشرى في التقاط أنفاسها، وتستعد للتفكير في مشاريعها الفنية المُقبلة، قبل أن تبدأ من جديد التحضير للدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي في سبتمبر 2019.
"مصراوي" كان له اللقاء التالي مع بشرى عن جديدها وعن الدورة التي انتهت من مهرجان الجونة قبل أسبوعين، وكيف تخطط للدورة الثالثة..
بعد انتهاء الدورة الثانية من "الجونة السينمائي".. ما هي خططك الفنية خلال الفترة المُقبلة؟
الحقيقة بعد نجاح "عوالم خفية"، وحصولي عن دوري فيه على جائزة أفضل ممثلة من مهرجان الفضائيات العربية، صعب أعرف الخطوة المُقبلة، عملت مع أكبر وأهم النجوم، والأعمال المُقبلة يجب أن تكون على مستوى كبير، وبها مساحة جيدة لي، منتظرة العمل الذي يحمل هذه المواصفات.
نعلم أن لديكِ دائمًا مشاريعك الخاصة إلى جانب الأعمال التي تُعرض عليكِ.. ما المشروع الذي يشغلك حاليًا؟
لدي مشاريع خاصة بالفعل، لكنها تحتاج إلى وقت، وأرجأت العمل عليها إلى بعد تأسيس مهرجان الجونة السينمائي بطريقة معينة، وبعدها سأترك الشباب المتطوعين والمتدربين وكذلك العاملين فيه ليقوموا هم بمهام المهرجان المختلفة، بعد الاطمئنان على اكتسابهم الخبرة الكافية، حتى استطيع التركيز في مشاريعي الأخرى التي تهدف للنهوض بصناعة السينما وبالسياحة وتنهض بمصر، وليكون شكلنا أمام العالم أفضل، وهذا هو الهدف الأساسي، أن يكون شكلنا أمام العالم متحضر ونُظهر حقيقتنا التي لا يرونها في نشرات الأخبار، فمصر تمتلك امكانيات كبيرة وشباب موهوب جدًا، مظلوم في "الزحمة"، وهدفي أن يحصلوا على ما يستحقونه.
وكيف تخططين للدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي؟
سأجعلك ترين كيف أخطط، معي مفكرة لكتابة الملاحظات، أقوم فيها بتدوين كل ملاحظة أسمعها من أي شخص من المتواجدين في المهرجان، لأتحدث عنها في أول اجتماع نحضره بعد انتهاء المهرجان، لتحليل الدورة المنقضية، والحديث عن الأخطاء التي وقعنا فيها، والمقترحات التي من الممكن التعامل معها مبكرًا، فهناك الكثير من الأفكار الجيدة تأتينا ولكن في وقت متأخر ويكون من الصعب تنفيذها، وفي النهاية نسعى لمناقشة أمور حقيقية فمن المهم أن نأخذ ملاحظات الناس بجدية ونحترم كل الآراء حتى لو كانت ضدنا، ونتحدث عن القدرات المادية والسعة الفندقية وسعة كراسي أماكن العروض، والقدرات البشرية.
وكيف رأيتِ الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي؟
كان لدينا تخوفات وتحديات، لكن الحمد لله، الدورة الثانية شهدت نجاحًا كبيرًا، وإقبال فاق كل التوقعات، صحيح نجاح الدورة الأولى جعلنا نتوقع الصورة التي سيكون عليها في عامه الثاني، ولكن لم نتخيل أن يكون بهذا الحجم، كانت مفاجأة، الإقبال الشديد كان يجعلني أترك المقعد الخاص بي في قاعات العرض، خاصة في الأفلام التي كنت قد شاهدتها، فأنا شاهدت ما يقرب من 80% من الأفلام المشاركة في "الجونة السينمائي" قبل عرضها، لشخص آخر لم يشاهد الفيلم، واكتفي فقط بالحضور على السجادة الحمراء لتحية الضيوف.
نجاح أي عمل يرتبط بالتحضير الجيد له.. حدثينا عن هذه الفترة التي تسبق انطلاق الفعاليات؟
في الدورة الثانية، كان من بين أولوياتنا البحث عن داعمين ورعاة للمهرجان، ليس هناك مهرجان مهم في الدنيا يستمر اعتمادًا على عائلة واحدة، لابد من وجود شركاء يهتمون به ويضمنون استمراره في حال تعثر المجموعة التي أطلقته وقامت على تنفيذه، حتى لا يُظلم عمل مهم بحجم هذا المهرجان الكبير، والأمر تطلب بذل مجهود كبير خاصة من الرئيس التنفيذي للمهرجان عمرو منسي، وكذلك من مدير المهرجان انتشال التميمي في جانب الصناعة، ومعهم أنا من خلال الاتفاق مع الشركات والمؤسسات على دعم مشاريع الأفلام المشاركة في منصة الجونة السينمائية.
هل كان للدورة الأولى دورًا في تسهيل دعوة الضيوف الأجانب هذا العام خاصة وأن المهرجان شهد حضور نجوم كبار مثل سيلفستر ستالون وأوين ويلسون؟
الحمد لله صدى الدورة الأولى كان له فضل في حضورهما فعلًا للمهرجان، مثلًا أوين ويلسون، دعاه المهرجان في البداية واعتذر، لكن بعد مشاهدته للفيديوهات وحجم الدورة الأولى، وحضور نجوم مثل فوريست ويتيكر وأوليفر ستون وفينيسيا ويليامز، وكل النجوم الذين حضروا، تراجع عن اعتذاره، وتأكد أن المهرجان جاد، وليس مجرد حفل و"عزومة عشا"، فهو مهرجان حقيقي، قال أنا موافق إني أتواجد في المهرجان، وهي دلالة كبيرة على جدية المهرجان وعلى اهتمام العالم الخارجي به وعلى الصيت الذي حققته الدورة الأولى.
المهرجان أوفى بوعده بدعم أفلام كانت مجرد مشروع في دورته السابقة وبعد اكتمالها شاركت في المسابقات الرسمية وهي "يوم الدين" و"شوكة وسكينة".. كيف كان شعورك تجاه أعمال ولدت في المهرجان؟
حرصنا على تنفيذ كل الوعود التي قطعناها على أنفسنا مع انطلاق الدورة الأولى من المهرجان، "إحنا نحب اللي نقوله نعمله، قلنا إن المهرجان شعاره سينما من أجل الإنسانية، فاخترنا أفلاما لها بعد إنساني، وأكدنا على اهتمامنا بدعم السينما من خلال دعم مشاريع الشباب، التي تصلح لأن تكون أفلاما كبيرة ومهمة".
والعام الماضي قدمنا الدعم لفيلم "يوم الدين" وبعد اكتماله شارك في مهرجان كان السينمائي، وشارك في الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وهو ما حدث مع فيلم "شوكة وسكينة" كان مشروع فيلم قصير، وشارك في مسابقة الأفلام القصيرة، فالمهرجان نجح في دورتيه على التأكيد على أنه ليس سجادة حمراء ولهو وترف، بل مهرجانا يدعم السينما ويهتم بإقامة ورش عمل وحلقات للنقاش تجمع شباب السينمائيين بكبار صنّاع السينما من مختلف أنحاء العالم.
لماذا بكيتِ في حفل موسيقى أفلام يوسف شاهين التي نظمها المهرجان؟
يوسف شاهين كان سببًا في حبي للسينما، وكوني اليوم واحدة من مؤسسي مهرجان سينمائي، ومن ضمن منظميه، يرجع لأن في يوم من الأيام تأثرت بشاهين وبعمله وأفلامه، أول فيلم في حياتي كان معه، كنت محظوظة جدا، وفي الحفل سمعت موسيقى من أفلامه، وشاهدت مقاطع منها، تذكرت شريط حياتي، طفولتي وعشقي لهذا العالم ولهذا الصانع الذي عملت معه في أول دخولي الفن، "الحفل قلب عليا المواجع، وبعد انتهائه تنبهت إني كنت بتشحن لمدة ساعة من الموسيقى والصورة، ومقدرتش أتمالك أعصابي وبكيت، تذكرت حياتي وسط المسرح الكبير وكانت لحظة مؤثرة بالنسبالي".
فيديو قد يعجبك: