إعلان

محمود شكوكو.. ''النجار'' الذي أصبح نجم المونولوج الأول في مصر

01:22 م الإثنين 23 فبراير 2015

كتب - حسين الجندي:

''طبيعتي هي التي جعلتني متميزاً، كلهم كانوا بيقلدوا الأفرنج، أنا فضلت بالجلابية والطرطور'' بهذه الكلمات البسيطة تربع نجم المونولوج الأول ورائد فن الأراجوز في مصر الفنان محمود شكوكو على عرش المونولوج والفكاهة في مصر.

''هعمل بالكتابة والقراءة إيه؟ أنا كده كويس، مين عارف لو كنت اتعلمت كنت هاكون إيه مركون في أي مخزن من مخازن الحكومة، عمال أحسب اللي خارج واللي داخل، وأنا ذنبي إيه أن أبويا ما ودنيش كُتاب''،

بهذه الكلمات رد شكوكو على منتقديه الذين قالوا له ''أنك لا تعرف القراءة ولا الكتابة''، فهو بالفعل فنان لا يعرفها، لم يدخل أي مدرسة في حياته، لكنه انتقل بكفاحه وفنه من حواري وشوارع أحياء القاهرة الشعبية إلى مسارح روض الفرج، ثم إلى الإذاعة وشارع عماد الدين، وشق طريقه بإصرار وجهد وعرق إلى القمة.

أعطى الشعب كل الحب والفن والفكاهة، وبادله الشعب حباً بحب، فهو الفنان الوحيد في تاريخ الفن المصري القديم الذي صُنع له تمثالاً، وكان ينادي له في الشوارع والحارات، ''شكوكو بقرش''.

عمل الصبي الصغير محمود إبراهيم إسماعيل في ورشة النجارة الخاصة بوالده، ينتهي من عمله ويذهب إلى أحد المقاهي التي كان يجلس عليها كبار الفنانين ويقومون بعمل البروفات الخاصة بهم، يسير ورائهم من حفل لآخر إلى أن علم والده وقام بضربه ولكنه لم ييأس.

انضم شكوكو إلى فرقة إبراهيم جكلة المعروفة في ذلك الوقت والتي أخرجت نجوم الفن منهم إسماعيل يس، وانفصل عنها وانضم إلى فرقة العوالم بشارع محمد علي باشا.

أصبح شكوكو ملء السمع والبصر، وكانت انطلاقته نحو الاحترافية في عام 1940 عندما انضم إلى الإذاعة واستغله المنتجون والمخرجون وقاموا بضمه إلى الأفلام السينمائية نظراً لشعبيته، وكان أول فيلم هو ''أحب بلدي'' عام 1945.

''حمودة فايت يابنت الجيران، ورد عليك فل عليك، ياخولي الجنينة''، بهذه الكلمات سطع نجم شكوكو فهو الفنان الوحيد الذي قدم في وقت قصير أكبر عدد من الأعمال الفنية فقدم في عشر سنوات منذ 1945 إلى 1955 أكثر من 81 عملًا فنياً، منها ''انتصار الحب، من رضي بقليلة، تار بايت، فالح ومحتاس، عروسة المولد، دلونى يا ناس، المال والبنون، تحيا الرجالة، ظلمونى الحبايب، ماليش حد'' وعدد كبير من الأعمال الفنية.

أنشأ شكوكو مسرح العرائس في عام 1963 وقدم من خلاله ثلاثة مسرحيات هم ''السندباد البلدي، الكونت دي مونت شكوكو، شكوكو في كوكب البطيخ'' ولكنه انصرف عنها نظرا لعدم تحقيقها النجاح المادي.

هو الفنان الشهم ابن البلد الأصيل، خفيف الظل الذي كان يسخر من همومه بفكاهة، استمر في العطاء إلى آخر لحظة في عمره، علم نفسه بنفسه وتعلم أيضا بعض اللغات الأجنبية إذ نُقل إلى المستشفى أثناء تأديته لمسرحية ''زقاق المدق''، والتي مكث فيها عشرون يوماً حتى رحل عنا في شهر فبراير لعام 1985.

 

اشترك في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة لمعرفة أخبار أهل الفن ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان