سمير فريد.. فيلسوف النقد الباحث عن التغيير
كتبت- غادة الكشكي:
لم تكن رؤية الناقد الكبير سمير فريد للأفلام تتشابه مع نظرة الكثيرين، حتى من يطلقون على أنفسهم نقادا، فكان يرى مالا يراه الآخرون، إذ تميز بعينين ثاقبتين قادرة على قراءة وتحليل ما يعجز غيره عن قراءته، فيبحر في أعماق الدراما ويقرب ما هو خيال إلى الواقع.
تمكن سمير فريد من خلق مدرسة نقدية خاصة به، تتميز بالرقي والحيادية والفهم الواعي لمعاني الجمال في العمل الفني، فبالرغم من جرأته في التناول والتشريح إلا أنه استطاع أن يصنع لغة نقدية جديدة، ترتقي بالذائقة الفنية للقارئ العادي، وتنمي ذائقة ومدارك من يسعى للتبحر في عالم السينما.
أنصف فريد ثورات الربيع العربي، ورفض تسميتها بـ"الخريف" تقديرا لكونها كانت تهدف للتغيير.
جمعت فريد برموز الفن صداقات كثيرة حيث كان عرابا للكثير من النجوم، من بينهم "السندريلا" سعاد حسني، التي كانت تستشيره في خطواتها الفنية، وتستأمنه على أسرارها حيث منحته التقرير الطبي الذي يوضح حقيقة حالتها الصحية التي تستدعي سفرها خارج البلاد.
درس سمير بقسم النقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج فيه عام 1965، وبدأ عمله كناقد سينمائي بجريدة الجمهورية 1964، وتقلد مناصب عدة، جعلته جديرا بمنحه لقب عميد النقاد السينمائيين العرب.
حصل على جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة سنة 2002، كما حصل على ميدالية مهرجان "كان" الذهبية بمناسبة الدورة الأخيرة في القرن العشرين سنة 2000.
وجاء تكريم مهرجان برلين السينمائي في دورته الـ 67، ليتوج مشوار فارس النقد الفني سمير فريد، وليضاف إلى سلسلة تكريمات عالمية حصل عليها رائد النقد السينمائي وعميد النقاد العرب من كبرى المهرجانات من بينها "كان، نيودلهي، دبي"، وغيرها من المهرجانات الكبرى التي احتفت بكتاباته ودوره الفاعل والداعم للتغيير.
كما حظي الناقد الكبير أيضا بتكريم هام قبل أيام من رحيله من خلال إعلان، مجلس إدارة جمعية نقاد السينما المصريين بالإجماع إطلاق اسمه، على جائزة الجمعية التي تمنحها جميع لجان تحكيمها في المهرجانات المصرية، في الدورات المُقبلة من مهرجان أسوان وشرم الشيخ والإسماعيلية.
سمير فريد رحل عن عالمنا مساء أمس الثلاثاء، بعد صراع مع مرض سرطان الرئة، وتم تشييع جثمانه من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين، وتستقبل أسرته عزاءه في مسجد عمر مكرم بوسط البلد، يوم السبت المُقبل.
فيديو قد يعجبك: