"ملكة جزماتي" تكشف لمصراوي: تفاصيل لقائها مع "أنجيلا ميركل" وتقديم الأكلات السورية في برلين
برلين - أحمد الجزار:
في وقت قياسي، نجحت اللاجئة السورية "ملكة جزماتي" في ترسيخ أقدامها كطباخة شهيرة في المجتمع الألماني، حتى أنها أعدت الأكلات الشامية لنواب البرلمان والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وأخيرا لضيوف مهرجان برلين السينمائي.
ورغم أنه حدث فني، إلا أن مهرجان برلين السينمائي لم ينفصل عن الواقع السياسي الذي يعيشه العالم، وخلال السنوات الماضية تبني الدفاع عن السينمائي الإيراني جعفر بناهي، وحرص على عرض أفلامه ومنحه أعلى الجوائز رغم احتجازه رهن الاقامة الجبرية بطهران . كما تبنى المهرجان قضايا اللاجئين ودشن حملة تبرع كبرى لدعمهم العام الماضي. وفي هذا العام اختار "جزماتي" لتقديم أطباقها السورية إلى ضيوف حفل الافتتاح.
اختيار "جزماتي" لم يكدن اعتباطيا، فهي أحد أشهر اللاجئين السوريين في برلين، ونجحت خلال عامين فقط في تأسيس شركة مع زوجها لتقديم أطباق أعياد الميلاد. ونجح كتابها "ملكة.. ووصفات حنين إلي الوطن السوري" في تقديم صورة مختلفة عن سوريا الوطن واللاجئين.
"مصراوي" التقى اللاجئة السورية وتحدث معها حول كواليس اختيارها لإعداد الطعام لكبار ضيوف مهرجان برلين السينمائي... وإلى نص الحوار:
- كيف تم ترشيحك لتقديم أطباق الطعام لضيوف مهرجان برلين السينمائي؟
الحقيقة، ليس لدي إجابة محددة، قد تكون الصدفة أو الحظ لعب دوره، وقد يكون الكتاب الذي أصدرته عن المطبخ السوري بعد وصولي إلى ألمانيا بعام واحد، ويحمل عنوان "ملكة.. ووصفات حنين إلي الوطن السوري"، وهو يرصد وصفاتنا السورية باللغة الألمانية، وكيف نحضر هذه الأطباق وما هي البدائل الخاصة ببعض المنتجات؟ ويحكي عن حكاية كل أكلة ولماذا هي شتوية أو صيفية؟ وقمت بعمل أرشيف بالطبخات ليكشف عن أي جزء تتعلق بالذاكرة، سواء كانت الطفولة أو أي مرحلة وإلى أي مدينة تنتمي هذه الأكلة من المدن الموجودة في خارطة الحرب.
- وكيف تم التواصل معك؟
من خلال ناشر الكتاب، وبعدها اتصلت إدارة المهرجان وأبلغوني بترشيحي لتقديم أكلات من الطبخ السوري للضيوف.
- وماذا قدمتي من المطبخ لضيوف المهرجان؟
أكلات جديدة عليهم كأطباق ورق العنب واليالنجي النباتي والمحشي الحلبي والبستا الشامية (يعرف في سوريا بحراق أصبعو)، والباميا والرز والحمص. وبشكل عام حاولت انتقاء أطباق تعكس غنى وتنوع المطبخ السوري والعربي بشكل عام.
- وماذا عن لقائك بالمستشارة الألمانية انجيلا ميركل؟
الحقيقة أنني لم أعرف إطلاقا بمقابلة ميركل قبلها، ذهبت إلي البرلمان لأقدم بعض الأطباق للنواب، ووقتها كشفوا لي أنني سأقدم أكل لكبار الضيوف في البرلمان الألماني وكانت هناك احتياطات أمنية كبيرة، وبالفعل قدمت بعض الأكلات المميزة من المطبخ السوري ونالت إعجاب الكثير من الحضور، وأحبت ميركل الشاورما .
- ما هي الرسالة التي تريدين إيصالها عبر تقديم الأكل السوري للغرب؟
لدي شغف أن أؤكد للجميع أننا أشخاص غير مصدرين للحرب، ففي الوقت الذي نقتل فيه بالرصاص، "ننفجر" نحن كشعب بالياسمين والعطاء وهي الفكرة التي أريد أن أطرحها، ولا يهمني أن اشتهر لشخصي، ولكن يهمني أن أشهر موطني وقوميتي العربية وديني، وهي الأشياء التي يحاول البعض تشويهها، حتي أصبح الشخص العربي مصدر إزعاج وخوف لبعض الألمان، وإذا كان مسلما تزداد هذه المخاوف، واذا كان سوريا فيمثل تهديدا أكبر لأنه من المصدرين للحرب، ولذلك أحاول أن أنسف هذه النظرة وأحل محلها بنظرات إيجابية.
وأوكد أننا شعب مثل كل الشعوب نخطئ ونصيب وفينا الجيد والسيء، ورغم حالة البؤس التي نعيشها نتيجة الحرب إلا أننا نحاول الاندماج مع المجتمع وتقديم صورة ايجابية، فأنا لا أريد أن نكون عالة على أحد، وأريد أن أوكد أننا مجتمع منتج وليس مستهلكا، وهذه هي الرسالة التي أسعى لتوصيلها الآن.
- ولماذا اخترت ألمانيا كبلد لجوء؟
لأن المانيا سوق عمل كبير، بعكس السويد. وألمانيا المكان الأقرب إلينا، وبها حياة وسوق عمل متجدد، ورغم أن البعض حذرني من فكرة النازية إلا أنني لم أشغل بالي بأي أفكار سلبية.
- كيف كانت رحلتك للوصول لهذا البلد؟
الحقيقة كانت سهلة لأنني حصلت على فيزا "لم شمل" لأن زوجي كان قد وصل إلى المانيا قبلي بعام ونصف، بعد أن هرب إليها في مركب هجرة غير شرعية. وكنت وقتها موجودة بالأردن أعمل مذيعة بتلفزيون "أورينت" أقدم وصفات بعض أكلات المطبخ السوري.
وكنت هربت إليها بعد الحرب لأنني طلوبة في سوريا بسبب نشاطي الإنساني، وبقيت في الأردن ثلاث سنوات حتى وصلت إلى ألمانيا.
فيديو قد يعجبك: