إعلان

"كوميديانات" الزمن الجميل.. افترسهم الفقر والمرض ورحل أحدهم منتحرًا

09:01 ص الأربعاء 04 يوليه 2018

كتبت - منال الجيوشي:

عانى عدد من نجوم الفن قديمًا من تجاهل وعزوف المنتجين والمخرجين عنهم، ووقتها لم يكن الفن مجرد "سبوبة" يتقاضى الفنان منها في العمل الواحد أرقامًا خيالية مثلما هو الحال الآن، لدرجة وصل معها بعض النجوم إلى الفقر الشديد والمرض، على الرغم من كونهم أسماء شكلت تاريخ السينما المصرية، وتركت لنا تراثًا لا ينسى، بأدوار لن تتكرر.

في هذا التقرير يرصد مصراوي مسيرة أبرز هؤلاء النجوم:

أمين الهنيدي

حلت الأمس ذكرى وفاة الفنان الكوميدي الكبير أمين الهنيدي، الذي رحل عن عالمنا يوم 3 يوليو 1986، بعد أن عانى من مرض سرطان المعدة، وتكفلت الدولة وقتها بعلاجه، إلا أن بعد وفاته لم يكن لدى أسرته المال الكافي لاستلام جثمانه من المستشفى أو لتدبير نفقات دفنه، فاحتجز المستشفى الجثمان إلى استطاعت أسرته توفير المبلغ المطلوب، في مأساة لا تتناسب مع كم الضحكات التي تركها الهنيدي لجمهوره.

رياض القصبجي

أصيب أشهر شاويش في تاريخ السينما المصرية بالشلل قبل أعوام من وفاته، ولم تجد أسرته المال الكافي لإنفاقه على علاجه، إلى أن تحمل الفنان الكبير فريد شوقي هذه مصاريف أسرته، وحينما رحل "القصبجي" لم تجد أسرته نفقة جنازته، وتبرع بها أحد المنتجين.

رحل القصبجي عن عالمنا في 1963، وظهر نجله بأحد البرامج يؤكد أن النجم فريد شوقي هو من تكفل لفترة طويلة بمصاريف الأسرة، حتى بعد وفاة والده بسنوات.

شرفنطح

محمد كمال المصري، الذي اشتهر بجسده الضئيل وأنفه الكبيرة، وجسد في فيلم "سلامة في خير" شخصية جار "سلامة" الذي يعمل مدرسًا، كان قد قرر الاعتزال بعدما أصيب بمرض الربو، وعاش مع زوجته في منزل صغير بحارة "ألماظ"، وحيدين دون أبناء، حتى أمرت البلدية بإزالة منزله، وبعد الإزالة انتقل للعيش في حجرة صغيرة بحي القلعة، وبعدما أنهكه المرض والفقر خصصت له الدولة معاشًا استثنائيًا قدره 10 جنيهات، وكان بالكاد يكفي ثمن علاجه، وحينما ذهب الموظف في إحدى المرات لتسليمه المعاش، أخبره جيرانه أن "عم شرفنطح مات".

رحل الفنان الكبير محمد كمال المصري عن عالمنا في 25 أكتوبر 1966.

عبد الفتاح القصري

لطالما انتزع الفنان عبد الفتاح القصري الضحكات من أفواه الجميع، بعبارات ظلت خالدة في أذهان المصريين يستحضرونها في مواقف مختلفة "أنا كلمتي لا ممكن تنزل الأرض أبدًا، خلاص هتنزل المرة دي"، إلا أنه بعد معاناته مع المرض لم يجد من المال ما يوفر له الحياة الكريمة، الأمر الذي دفع عدد من الفنانين إلى مطالبة الدولة بالتدخل لعلاجه، خاصة بعد إصابته بالعمى في أواخر أيامه، إثر استيلاء زوجته التي تصغره في السن على كل ثروته، لدرجة بات معها بلا مأوى باستثناء غرفة صغيرة في إحدى حارات القاهرة، رافقته فيها شقيقته.

تبرع عدد من الفنانين لعلاج القصري أبرزهم فريد الأطرش، ونجوى سالم، وماري منيب، إلا أنه توفي قبل استكمال علاجه في 8 مارس 1968، بعدما أنهكه الفقر والمرض والتجاهل.

حسن فايق

ضحكته الشهيرة جعلته أحد أبرز نجوم الكوميديا في جيله، إلا أن الشلل أسكت هذه الضحكة، وأبعد صخب الشهرة عن النجم الكبير، الذي عانى الفقر وعدم قدرته على تحمل تكاليف العلاج، ما اضطره لتحرير مذكرة وجهها إلى المسؤولين طالب فيها بالتدخل لتوفير العلاج اللازم لحالته الصحية. وقد أمر الرئيس الراحل محمد أنور السادات بصرف معاش استثنائي لفايق، الذي رحل عن عالمنا في 14 سبتمبر 1980.

زينات صدقي

كبرياؤها وعزة نفسها منعتها من تقديم طلب للسادات طلبًا لمعاش استثنائي، ما دفعها إلى بيع أثاث منزلها بعدما أصيبت بالتهاب رئوي حاد، انحصرت معه أضواء الشهرة عنها، ورغم الفقر الشديد وضيق الحال، إلا أن زينات صدقي رفضت حتى أن يتدخل أصدقائها لطلب معاش أو أي أموال من الدولة، وعلم السادات بحالها فخصص لها معاشًا استثنائيًا، وأمر بإرسالها لأداء فريضة الحج، لكنها توفيت قبل أن رحلة الذهاب إلى بيت الله الحرام، ورحلت عن عالمنا في 2 مارس 1978.

علي الكسار

من الأباء المؤسسين للسينما المصرية، الذي أنشأ فرقة مسرحية باسمه تخرج منها عدد كبير من نجوم الفن، إلا أن حياة الكسار كانت بائسة، اضطر معها لقبول ولو مشهد واحد في أفلام كان منتجيها يتهافتون في السابق لإسناد دور بطولتها لمعلم الكوميديا، الذي عانى في أواخر حياته الفقر والمرض، وتوفي بعد معاناة كبيرة مع مرض سرطان البروستاتا داخل إحدى غرف "الدرجة الثالثة" بمستشفى القصر العيني.

عبد المنعم إسماعيل

اختتم الفنان عبد المنعم إسماعيل حياته بنهاية مأساوية، بعد أن ظل لمدة عامين يبحث عن فرصة للظهور ولو بمشهد واحد في أحد الأدوار، قبل أن يقرر إنهاء مأساته الفنية بإلقاء نفسه في مياه النيل، ليرحل الكوميديان منتحرًا في العام 1970، بعد أن تراكمت عليه الديون، وطرد أبناءه من مدارسهم.​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان