أحمد شوقي: فقدان رزق الله لا يعوض.. وتوقيت "القاهرة السينمائي" يمنحنا أفلاما أفضل
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
حوار- ضياء مصطفى
بخطة أقرها الناقد الكبير يوسف شريف رزق الله، المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي، قبل وفاته، انطلق مبرمجو المهرجان في دورته الـ41، تحت رئاسة المنتج والسيناريست محمد حفظي، راغبين في تقديم دورة تليق باسم الراحل.
وأعلن رئيس المهرجان، والناقد أحمد شوقي، القائم بأعمال المدير الفني، قبل أيام في المؤتمر الصحفي عن تفاصيل الدورة الجديدة، التي سيعرض فيها أكثر من 150 فيلما، منها 130 فيلما طويلا، و21 قصيرا، من 63 دولة.
"مصراوي" التقى بأحمد شوقي للحديث معه عن الفراغ الذي خلّفه رحيل يوسف شريف رزق الله، وتفاصيل الدورة الـ41، وعدم وجود أفلام روائية طويلة مصرية، وعدم كون المهرجان سوقًا لتوزيع الأفلام، وما يقدمه أيام القاهرة لصناعة السينما، وغيرها، وإلى نص الحوار:
- بداية.. كيف تغلبتم على الفراغ الذي تركه يوسف شريف رزق الله؟
خسارة يوسف شريف رزق الله كانت صعبة علينا بكل تأكيد، ومن الصعب تعويضها، فهو الموسوعة في مجال عملنا، صاحب العلاقات الكثيرة، الذي سافر كل الدنيا، وحين تحدث وفاة وسط شغل تكون أصعب، وأستاذ يوسف كان من الناس المواكبين للعصر دائما ومطلع على كل جديد، لكن المشكلة الأكبر في خسارته كانت نفسية بالأساس، لكن بمجرد أن قررت اللجنة الاستشارية أن تكون الدورة مهداة له، تلقائيا الكل عمل بحماس رهيب وبطاقة أكبر، فضلا عن أنه لا توجد رفاهية أن "نتوقف ونحزن"، لابد أن يخرج المهرجان بشكل جيد.
- لا يوجد فروق جوهرية بين الدورتين 40 و41
- قلت إن الأزمة الأكبر نفسية.. لكن كيف صار العمل بالمهرجان بعد وفاته؟
خلال هذا العام قبل رحيله بشهرين أو ثلاث أقر مع محمد حفظي، رئيس المهرجان، النظام الجديد الخاص بالمبرجمين وتقسيم العالم مناطق جغرافية، ويعتمد على أن كل مبرمج له عدد محدد من الأفلام يختارها في منطقة جغرافية محددة، وهو ما صرنا عليه بعد وفاته، كما أنه حضر معنا اجتماعين، آخرهما قبل وفاته بأسبوعين، مع المبرجمين ولجنة الفرز، كما أن أحد أعظم صفات يوسف شريف رزق الله أنه كان دائما ينقل خبرته ولا يخشى من المنافسة، وحينما يصادف شخصا ذكيا ولامعا يعطيه الفرصة، وخصوصا للشباب، أنا أقرب واحد في الموضوع، نقلني من شخص عادي بالمهرجان إلى أني أقوم بعمله تحت إشرافه، ومعي محمد عاطف، وبعدنا أندرو محسن ورشا حسني، وقبلنا أسامة عبدالفتاح ورامي عبدالرازق، كلنا ندين ليوسف شريف رزق الله.
- هل ترى موعد مهرجان القاهرة مناسبًا خاصة أنه بعد "الجونة"؟
موعد مهرجان القاهرة مناسب لنا ولحجمنا الكبير ولظروفنا وتطلعاتنا، وبرنامج مهرجان الجونة واضح إذ يعرض أهم الأفلام في المهرجانات العالمية السابقة له، مثل كان وقليلا من مهرجان كارلوفي فاري، وهو يخسر الكثير من أفلام مهرجاني فينيسيا وتورنتو، لكن "القاهرة السينمائي" لا يعرض فقط أهم أفلام السنة، هذا جزء من برنامج أكبر وأثرى، نحن نقدم أفلامًا جديدة للعالم، وعروض عالمية ودولية أولى، وبالطبع أهم الأفلام التي فازت بجوائز، إضافة إلى أن المهرجانات السابقة لنا في العام، بما فيها الجونة، صعب تعرض فيلم يتنافس في الأوسكار، لأن أفلام الأوسكار تبدأ عروضها في تورنتو في سبتمبر وصولا لديسمبر، لكي تتنافس في يناير وفبراير على موسم الجوايز، في العام الماضي كان لدينا "Green book" و"Roma"، وهذا العام لدينا "The Irshman"، ولدينا مجموعة أخرى من الأفلام، ودائما أقول إن حاليا الأفلام "الجيدة" لا تنتهي، العالم ينتج مئات الأفلام، وفرنسا بها 300 مهرجان وإلمانيا حوالي 200 مهرجان، وكل هذه المهرجانات تجد أفلاما، هل سيصعب على مهرجانين أو ثلاثة في مصر إيجاد أفلام.
- نتغلب على عدم وجود سوق توزيع بالمهرجان بجعله مهرجانا جيدا
- أغلب الأفلام بالمسابقة الرسمية من دول لست المتصدرة في السينما.. فما تعليقك؟
نحن مقتنعون، كإدارة مهرجان، أن الفيلم يعبر عن مخرجه وصناعه، وليس الدولة، لكن التجانس مهم، لكي تعبر المسابقة عن ثقافات مختلفة وأجيال مختلفة، وهذه قيمة المسابقة الدولية في كل مكان، وهذا التنوع جاء من فكرة التوزيع الجغرافي كما ذكرت مسبقا، فكل مبرمج يدخل في منافسة يسعى للجودة، إذ افترضنا أن كل شخص منا له 3 أفلام في مختلف المسابقات والعروض، يسعى ليختار الأفضل بين الـ200 فيلم الذي شاهدها، والتوزيع مقسم كالتالي: أندرو محسن في أوروبا الشرقية، ورشا حسني في آسيا، وأسامة عبدالفتاح في أوروبا الغربية، ورامي عبدالرازق في أمريكا اللاتنية، وأنا في السينما العربية، فجأة وجدنا برنامجا مشكلا ومتنوعا، ومن سيشاهد أفلام المسابقة الرسمية سايستشعر ذلك.
- ما الفرق الجوهري بين الدورتين الـ40 والـ41؟
لا أعتقد أن هناك فروق جوهرية بين الدورتين، لأن في طريق بدأ ونمد الخطوط على استقامتها، فرئيس المهرجان منتج شاب ومطلع على السينما العالمية، وأفلامه تسافر إلى المهرجانات، ويوسف شرف رزق الله تاريخ طويل وعلاقات متجذرة، ولذا كان بوستر الدورة 41 "الهوية البصرية" معبرا عن فكرة "الجذور"، فالمهرجان أطول عمرا مني ومنك ومن يوسف وحفظي، كلنا سنذهب وسيظل المهرجان، نحن لسنا مهرجان وليد، ولكن لا يجب الارتكان لتاريخنا، فلا بد أن نكون مهرجانا قويا ومعاصرا، والنجاح بالنسبة لنا أن يحقق كل شخص هدفه، فيلتقى السينمائيون ببعضهم البعض وتحدث جسور التواصل، والصحفي يلتقى الضيوف ويحصل على لقاءات معهم، ومحب السينما يجد أفلامًا جيدة وممتعة.
- بصفتك ناقدا ومديرا فنيا للمهرجان.. لماذا لا يوجد فيلم مصري روائي في المسابقة الرسمية؟
من جهة المهرجان فنحن لسنا جهة إنتاج، ومن تجربتي في مهرجان القاهرة على مدار 6 سنوات هو الإنتاج في مصر متذبذب جدا، العام الماضي كان هناك وفرة، فالسنة الماضية عرض الجونة فيلمي يوم الدين والحلم البعيد، ونحن عرضنا 6 أفلام جديدة، هي ليل خارجي في الدولية، ورد مسموم والكليو 64 في المسابقة العربية، ولا أحد هناك في أسبوع النقاد، وعمارة الإيموبيليا خارج المسابقة، واستديو مصر عرض خاص، هذا العام "تقشف"، والفيلم الوحيد الذي يصلح "بعلم الوصول"، لا نستطيع عرضه لأن رئيس المهرجان مشارك في إنتاجه، ومن حسن حظنا عثورنا في الفيلم التسجيلي "احكيلي" للمخرجة ماريان خوري، وحتى إذ كنا وجدنا فيلما روائيا طويلا يصلح، لكان "احكيلي" الفيلم الـ16 بالمسابقة الرسمية، لأنه جيد، وبصفتي ناقدا فلا بد من وجود صندوق دعم من الدولة، نحن نتعامل في المهرجان مع موزعين وشركات، لكن جزءا أساسيا نتعامل فيه مع مراكز السينما الوطنية، في شرق أوروبا لا يوجد فيلم ينافس في المهرجانات إلا وبإنتاجه دعم من الدولة، الناس تندهش حين تعلم أن مصر ليس بها صندوق دعم، في ختام مهرجان قرطاج قبل أيام تم الإعلان عن مضاعفة الدعم السنوي المقدم للسينما.
- نصف جائزة الجمهور تمنح للموزع المصري
- هل كان لإغلاق مهرجاني دبي وأبوظبي تأثير على هذه النوعية من الأفلام؟
بالطبع توقف مهرجاني أبو ظبي ودبي، وصندوقي سند وآفاق، التابعين لهما، كارثة كبيرة على السينما العربية، الصندوقان على مدار 10 سنوات قدما الدعم لـ80 فيلما، وكان دعم حيوي لهذه المشروعات تخرج للنور، وللأسف كان يلجأ الكثير ممن ليس لهم بديل محلي، ونحن تعويض ذلك برفع قيمة الجوائز، وهناك "سي جونة" في المهرجان، ومهرجان البحر الأحمر "السعودي" بدأ تقديم المنح، وهذا المبالغ رغم صغرها مهمة، كما تتعطي ثقة في صناع العمل.
- عرض الأفلام في كان وتورنتو وفينيسيا يعني بيعها.. فكيف يتغلب مهرجان القاهرة على عدم كونه سوق بيع وتوزيع؟
كلام صحيح 100%، ولكن هذا يسرى على كل مهرجانات المنطقة بما فيها دبي ومراكش وغيرهما، وهو أن السوق العربي، رغم عدد السكان، سوق صغير وليس له تأثير، على العكس الصين مثلا، كما أن المهرجانات ليست مرتبطة بالسوق ولا تساعد في تسويق الأفلام، ما الذي يحمس صناع بعض الأفلام على العرض في القاهرة طالما أن الفيلم لن يوزع أو يوزع ويحصد مبلغا زهيدا، ويحاول المهرجان تعويض ذلك بأن يكون حاضر أكبر وسائل الإعلام الدولية، فيدرك صاحب الفيلم أن عرضه في القاهرة يعني الكتابة عنه في أبرز المجلات والمواقع السينمائية مثل verity، وهوليوود ريبورتر، وغيرها، كما أننا خلقنا هذا العام شكل جديد لجائزة الجمهور، التي تحمل اسم "يوسف شريف رزق الله"، وهو أن يتقاسم مبلغ الـ20 ألف دولار، صناع الفيلم، والموزع المصري الذي يقرر توزيعه في مصر.
- بعيدا عن "التوزيع الجغرافي".. ما الأفكار الأخرى التي ترغب في نقلها لمهرجان القاهرة السينمائي؟
هناك أشياء أخرى تحققت هذا العام، مثل من يدخل على الموقع أو التطبيق أو الكتالوج لن يرى تقديما كلاسيكا للفيلم بعرض ملخصه، ولكن هناك نص نقدي مصغر من أحد المبرجمين، عن سبب اختيار هذا الفيلم، ما يساعد الجمهور على الاختيار، في الأعوام الماضية كان لدينا كتاب ضخم ومكلف ولا يطبع كثيرا به كل شيء وكتيب صغير لجدول العروض، هذا العام سيخرج كتالوج به عروض الأفلام وقصتها والنص النقدي وسيكون متاحا بعدد كبير، هدفنا ان نجعل الأمر أكثر متعة وبه نوع من الاحتفال، وجددنا في طريقة إرسال البيانات الصحفية وأصبح لبيانات المهرجان هوية بصرية.
- فيلم احكيلي يستحق التواجد في المسابقة الرسمية
- ما آلية اختيار المكرمين بالمهرجان خاصة أن منة شلبي كرمت من مهرجان أسوان مؤخرا؟
أولا: اللجنة الاستشارية للمهرجان لديها قاعدة من سنين طويلة، وهي أن مهرجان القاهرة ليس له علاقة بأي تكريمات أخرى لا في مصر أو خارجها، فمن الصعب حرمان شخص يستحق تكريم مهرجان القاهرة، الذي له معنى وأهمية كبرى، لكونه كُرم من مهرجان آخر، السنة الماضية كرمنا حسن حسني بعد تكريمه في شرم الشيخ، ثانيا: المهرجان لديه قائمة بالمكرمين وتحدث سنويا، البعض ينسى بسبب تاريخ المهرجان الطويل، على سبيل المثال، الفنان محمود ياسين كُرم 3 مرات من المهرجان، ونسعى لتكريم أشخاص في وقت مناسب، فتكريم حسن حنسي كان مؤثرا، وكنا سنحزن إذ لم نكرم يوسف شريف رزق الله العام الماضي، أما عن منة شلبي فهذه جائزة التميز، وهي جائزة منتصف طريق، بمعنى أن هذا الشخص أبلى حسنا فيما مضى وندعمه لاستكمال الطريق، ومنحت هذه الجائزة منذ استحدثها في الدورة 37 واطلق عليها اسم فاتن حمامة، لهند صبري، وماجد الكدواني، وأحمد حلمي، ونيللي كريم، وهشام نزيه.
- بعد اختيار تيري جيليام لتكريمه.. هل تستهدفون الصحافة العالمية بهذا الاختيار؟
باختصار شديد، الأمر يتعلق بهل هذا الشخص يستحق التكريم أم لا، فإذا كان يستحق ستهتم به الصحافة العالمية، ولكن هذا ليس الهدف الأساسي من الاختيار، أيضا ضيوف المكسكيك، ضيف شرف المهرجان، مهمون جدا، وحققوا نفس صدى تيري جيليام في الصحافة العالمية.
- لا بد من وجود صندوق دعم من الدولة للأفلام الجيدة
- عدد الأفلام في الملف الصحفي 148 فقط وليس 150 فيلما كما تم الإعلان.
تم إضافة فيلم قصير لتصبح عدد أفلام المسابقة 21 فيلما، وتم خروج فيلم الفارس والأميرة من البانوراما المصرية لأن صناعه خشوا من عرضه بالمهرجان، لأنه لم يعرض تجاريا حتى الآن، وهناك أفلام التكريمات لشريف عرفة ومنة شلبي، مشاركة 20 فيلما في برنامج "الواقع الافتراضي- Virtual Reality"، والفيلم الهندي "رودرام 2018" للمخرج جاياراج، في عرضه الدولي الأول، دعما لفكرة التقريب بين عالمي السينما والطب.
-خسرنا "بعلم الوصول" لأن رئيس المهرجان مشارك في إنتاجه
- لم يسمع أحد عن فيلم "نوم الديك في الحبل".. فما سر اختياره؟
نوم الديك في الحبل فيلم مصري خالص، هو فيلم صنع بميزانية محدودة، عن المهاجرين السودانين وحياتهم في مصر، فهناك مناطق كاملة لهم، ومنهم دون منازل، وأتمنى ألا يتعامل الصحفيون والجمهور مع الفيلم على أنه ممثل مصر في المسابقة العربية، لأن هذا يظلم الكثير من الأفلام، نحن لسنا في مباراة للمنتخب، وهو فيلم يعبر عن صاحبه ومناسب حاليا للأحداث التي تقع في السودان، ودورنا في المهرجان دعم مثل هذه الأفلام والمواهب الشابة، في العام الماضي قدمنا "الكيلو 64" كان مشرعا صغيرا وانطلق، وخدمه أن ورد مسموم كان معه في المسابقة العربية.
- سوق الإنتاج في مصر متذبذب وإغلاق دبي وأبو ظبي كارثة لصناع الأفلام
- ماذا عن أيام القاهرة لصناعة السينما؟
هي مظلة كبيرة تحتها المحاضرات والورش والجلسات والتشبيك بين المشروعات والأجانب، ولها إدارة مستقلة ترأسها علياء زكي، ولكن عندي خطوط عريضة بحكم المتابعة، فهناك 16 مشروعا في ملتقى القاهرة السينمائي، مقسمة بين سيناريوهات تطور، ومرحلة ما بعد الإنتاج، الأفلام التي تحتاج لتطوير تأخذ وقتا طويلا لكنها تخرج للنور في النهاية، لكن الأفلام ما بعد الإنتاج فهي تخرج سريعا، وتنافس، فيلم قبل ما يفوت الفوت يتنافس هذا العام في أسبوع النقاد، بعد أن كان في الملتقى العام الماضي، وفيلم "بيك نعيش" في افتتاح المسابقة العربية، وحصل على أحسن ممثل في مهرجان فينيسيا، وانطلق أيضا من مهرجان القاهرة.
فيديو قد يعجبك: