حوار| سليم عساف: الفن أكبر من السياسة.. وهذه "غلطة" لن أكررها
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
حوار| منى الموجي:
تصوير- محمود حمدالله:
ملحن وشاعر غنائي تعاون مع كبار نجوم الغناء في الوطن العربي، من أعماله: "الحرية" و"بيوم عُرسك" للمطربة ماجدة الرومي، "يا عسل" للمطرب صابر الرباعي، "غالي عليا" للمطربة كارول سماحة، "عالمخفي" للفنانة إليسا، و"حلم البنات" للفنانة نانسي عجرم. أكد أنه لم يتجه إلى الغناء بحثًا عن نجومية أكبر، هو الفنان اللبناني سليم عساف، الذي طرح مؤخرًا "ديو" جمعه بالفنانة ياسمين علي حمل اسم "ملاك وشيطان"، ويستعد لتقديم أغنيتين باللهجة المصرية، إحداهما مع الملحن محمد يحيى.
"مصراوي" التقى سليم عساف، ليتحدث عن تجربته في عالم الغناء، ورأيه في علاقة الفنان بالسياسة، والحال الذي وصلت عليه برامج اكتشاف المواهب الغنائية، إلى الحوار..
في البداية حدثنا عن كواليس تقديم "ملاك وشيطان" مع المطربة الشابة ياسمين علي؟
كنت أبحث عن شخص قريب من صوتي ويمتلك إحساس حلو، ووجدت ذلك في ياسمين، أعجبني صوتها وإحساسها وطريقة غنائها، وصار بيننا اتصال، والتقينا وقدمنا "ملاك وشيطان"، وهي التي أصرت أن يكون التعاون من خلال أغنية أكتب كلماتها وأضع ألحانها، بينما أنا كنت أفكر في التعاون مع ملحن مصري، لكنني تراجعت أمام إصرارها، طرحت الفكرة، وبدأناها بالعكس اخترنا عنوان الأغنية الذي رأيته مستفزًا، ولم يتوقع أحد مضمونها، توقعوا أن هناك دورين في الأغنية الملاك والشيطان.
ومع من تفكر في تقديم "دويتوهات" أخرى؟
على الأقل الفترة الحالية لا أفكر في تقديم أي ديو غنائي، مشغول بالتحضير لأغنية أو اثنتين باللهجة المصرية، واحدة منهما مع الملحن محمد يحيى، أحب ألحانه كثيرًا، والثانية ستكون من ألحاني وكلماتي، وأنتظر التوقيت المناسب لطرحها.
تعاونك مع الملحن محمد يحيى يعني أنك لا تصر على أن تكون كل أغانيك من كلماتك وألحانك؟
هناك إصرار، لكن عندما أجد عمل جيد لن أرفضه، خاصة إذا كان يشبهني، وأشعر معه أنني صاحبه، لكن بنسبة 90% أفضل السيطرة الكاملة على "الطبخة" من بدايتها حتى نهايتها.
وما هي تفاصيل الأغنيتين المصريتين اللتان تستعد لطرحهما؟
أغنية منهما أقدمها لمصر بطريقة مختلفة، ستكون مفاجأة للجمهور، فكرتها غريبة لكنها خرجت من قلبي، وفكرة تقديمي أغاني باللهجة المصرية ليس فقط لرغبتي في التواجد بمصر، النفس المصري موجود في كلماتي وألحاني وطاغي على تفكيري، أما الأغنية التي أتعاون فيها مع الملحن محمد يحيى تقع في منطقة بين الشعبي والكلاسيكي.
وهل ترى أن خطة تواجدك في مصر تأخرت في تنفيذها؟
في البداية لم أكن أعمل في الغناء تحديدًا وفقًا لخطة ورؤية واضحة، عكس الكتابة والتلحين، لذلك لا تجدين استمرارية في طرح أغاني بصوتي، أغيب شهرين مثلًا ثم أقدم أغنية جديدة وهكذا، لكن حاليًا بدأت العمل وفقًا لخطة، ومصر تحتاج لتركيز؛ فالمستمع المصري يجب أن يشعر بصدق كل ما يقدمه المطرب.
في حوار سابق لك ذكرت أن مشروعك الحقيقي هو التلحين والشعر أما الغناء فلا تعتبره كذلك؟
قلت ذلك بالفعل، لكنها "غلطة" لم يكن عليّ قول ذلك. وقتها لم تكن الرؤية واضحة بالنسبة لي، وهو ما حدث معي من قبل عندما كنت لا أثق في قدرتي على التأليف، واحتاج الأمر 3 سنوات حتى اكتسبت الثقة، عادة ما نفكر قبل كل تجربة جديدة هل ستنجح أم لا؟، هل سيتقبلها الناس؟.
وما الذي كنت تخشاه في تجربتك كمطرب؟
كنت أخشى عدم قبول الناس، لكن الآن الثقة موجودة، واكتسبتها من استحسان الناس لكل عمل أطرحه تلو الآخر.
وهل ستعمل على المشروعين بالتوازي "الكتابة والتلحين" و"الغناء"؟
هما كتلة واحدة، لا أعتبرهم مشروعين منفصلين، أنا ملحن وعندما أقدم لحن لأي مطرب، أغنيه بصوتي وأشرح له ما عليه فعله.
ألم يتأثر عملك كملحن بعد اتجاهك للغناء خاصة وأنك تنافس المطربين ولم تعد ملحن فقط؟
سمعت هذا الكلام كثيرًا، لكنه غير صحيح، بعد اتجاهي للغناء قدمت أغاني جميلة وتعاونت مع فنانين لم ألتقيهم من قبل، وبالعكس الفنان إذا رأى أنك ملحن لك جمهور وعندك خبرة أكبر سيرغب في الاستفادة من ذلك، وأنا غزير في الإنتاج، أستطيع تقديم أعمال لي وللآخرين.
وما رأيك فيما يردده البعض بشأن أن اتجاه الملحنين للغناء سببه الغيرة من شهرة المطربين؟
الحمد لله شهرتي موجودة كملحن بطريقة كنت استغربها.
وهل تفكر في خوض مجال التمثيل إلى جانب "الغناء، والتلحين والتأليف"؟
الآن لا أعتقد، لكن دعينا لا نقول الأمر بشكل قاطع، حتى لا أكرر "غلطة" ما قلته إن الغناء لن يكون مشروعي، قد يحدث شيء يغير قراري بعد عامين مثلًا، في العموم إذا كانت تجربة جيدة وكنت جاهز لاتخاذ هذه الخطوة لن أمانع، لكن أعرف أن الأمر ليس سهلًا.
كيف ترى وضع الأغنية اللبنانية حاليًا؟
الأغنية اللبنانية مرت بتموجات كثيرة في الخمس سنوات الأخيرة، طرأ عليها تغيير غريب وانخلطت بأنواع كثيرة بسبب الحروب والتغير الديموغرافي، بعدنا عن الأغنية اللبنانية التي نعرفها، لكن مؤخرًا هناك عودة للأصالة بعد تجريب كل شيء.
وماذا عن الأغنية المصرية؟
عدد المطربين في مصر قليل بالنسبة لعدد الشعب المصري، الذي يمتلك إحساسًا كبيرًا، والساحة تشهد ظهور مواهب جديدة من الملحنين يعملون على تجديد الأغنية المصرية، وألمس هذا التجديد في التوزيع أيضًا، أكثر من لبنان.
مؤخرًا ظهرت أصوات تعلن خوفها على الأغنية المصرية بسبب أشكال مثل "المهرجانات".. ما الذي يجعلك تخشى على الأغنية العربية؟
هذه الموجات موجودة طيلة الوقت، حتى في أيام أم كلثوم، كان هناك أشكال غنائية أكثر من تلك التي نتحدث عنها اليوم، لكن وقتها لم يهتم الإعلام بإلقاء الضوء عليها، إلى جانب أن اليوم من السهل نشر أي مادة عبر "يوتيوب" ومواقع "السوشيال ميديا" وهو ما يجعلها تعيش وقتًا أطول، لكن في النهاية لا يدوم سوى المُرتب والجيد الذي يصبح كل يوم أجمل مثل الـ"ألماس".
وكيف تقيّم تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على صناعة الموسيقى في العالم العربي؟
في البداية كان تأثيرها يبدو سلبيًا "اتخضينا"، قدمت رسالة الماجستير حول هذه النقطة، وحاليًا الدنيا أصبحت أوضح صحيح لم تضح بنسبة 100% مع غياب الأدوات القديمة، وتغير شركات الإنتاج وذوق المستمع، أصبحنا في محطة مختلفة، وعلينا جميعًا أن نفهم ذلك.
الموسيقى التصويرية من بين مشاريعك.. أين هي من خطتك الآن؟
درست الموسيقى التصويرية، وهي شيء مختلف عن التلحين، ترتبط بعلاقة المتفرج بالمشهد، ويجب ألا تطغى عليه، لكن في لبنان ليس هناك موسيقى تصويرية بنفس قدر صناعتها في مصر، هنا أنتم مخضرمون، ولديكم أسماء كبيرة بحكم وجود صناعة سينما ودراما تليفزيونية تأثر بها العالم العربي كله، ومنهم على سبيل المثال "عمار الشريعي، عمر خيرت"، في لبنان اقتصرت العملية على عدد قليل.
على مستوى التلحين مع من تتعاون الفترة المُقبلة؟
بدأنا التحضير مع إليسا ومع نانسي عجرم وصابر الرباعي.
وكيف ترى برامج اكتشاف المواهب الغنائية الآن بعد مرور سنوات على ظهورها؟
لم تعد تحظى بنفس الاهتمام، تحتاج إلى تغيير، الجمهور أصبح يشعر بملل، لذلك على صنّاعها البحث عن فكرة جديدة.
في رأيك.. هل أفادت المواهب التي تظهر بها؟
أفادت اثنين، المطرب المتواجد في لجنة التحكيم وشركة الاتصالات، ممكن تكون ألقت الضوء على بعض المواهب لكن من استفادوا عددهم قليل.
لماذا تفضل ألا يتحدث الفنان في السياسة؟
لا أحب أن أقول رأيي في وضع سياسي، عندنا في لبنان الوضع مختلف، لاشك هناك من يعلن رأيه، لأنهم في النهاية بشر ولهم الحق في التعبير عن آرائهم، لكن أنا أفضل أن يكون الفنان للكل، دون أن يُنظر له على أساس انتمائه السياسي، "الفن أكبر بكتير".
فيديو قد يعجبك: