جنيفر أنيستون كما لم تروها من قبل في We’re the Millers!
تعتبر العودة إلى الصيغ القديمة التي حققت نجاحات كبيرة تقليدا هوليووديا عريقا، ولا يقتصر هذا على أفلام الرسوم المتحركة أو الأكشن أو البوليسية، بل يتعدى ذلك إلى أفلام السيرة الذاتية، كما أن أفلام الكوميديا لن تكون استثناء لهذه القاعدة. في هذا التوجه نجد عودة إلى أفلام كوميديا الثمانينيات الأسرية، وذلك من خلال تجربة فيلم "نحن آل ميللر" أو "We're The Millers" للمخرج روزن مارشال التي تعكس كوميديا هزلية من بطولة جاسون سدكيس وجنيفر آنستون.
ربما تبدو الحبكة الدرامية للعمل في منتهى البساطة، ولكن في الواقع الأمر ليس كذلك تماما. يدور الفيلم حول أربعة أشخاص مختلفين فيما بينهم، يتفقون على التظاهر بأنهم يكونون أسرة متحدة حتى يربحوا أموالا طائلة، يلعب النجم سدكيس دور رب الأسرة جاسون بورك، وهو في الحقيقة قبل الاتفاق كان رجل أعزب، ينحصر نشاطه في ترويج الماريجوانا، ولكنه يقع في أزمة بسبب مشاكله مع عصابة تهريب مخدرات، ولهذا فإنه بسبب أحد "القطط السمان" أو الرجال النافذين، (براد) ويجسد دوره النجم إد هلمز، يجد نفسه مضطرا للقيام برحلة حتى مكسيكو، لتهريب شحنة مخدرات كبيرة عبر الحدود الأمريكية.
يشعر بورك باليأس، فلا يجد أمامه سوى القيام بالرحلة، ولكن للتمويه، قام بتكوين أسرة وهمية سوف تصاحبه في هذه المغامرة، حتى يبدو الأمر كما لو كانت أجازة عائلية للتخييم في الهواء الطلق، فيقع اختياره على جنيفر آنستون، وتجسد دور راقصة تعري رخيصة، بالكاد تجني ما يوفر لها إيجار المسكن، ومن ثم تجد نفسها مضطرة من أجل الحصول على المال لفعل أي شيئ.
يكتمل رباعي الأسرة بأحد جيران بورك، الفتى المراهق (كيني) ويجسد شخصيته النجم ويل بولتر وشقيقته الجديدة (كيسي) وتلعب دورها النجمة إيما روبرتس. بالتئام شمل الأسرة الملفقة، تبدأ المغامرة الطريفة، والتي يتخللها الكثير من المواقف الكوميدية العبثية، بعضها ذات طبيعة مثيرة لا تخلو من مرح، ولكن دائما في إطار الحدود التي لا تخجل منها الأسرة الأمريكية المحافظة، التي تمثل العنصر الأغلب الأعم من جمهور السينما.
يتيح هذا الإطار الإيروتيكي الخفيف لنجمة بتألق جنيفر آنستون، وبالرغم من تخطيها عتبة الأربعين، من أن تظهر الكثير من مواهبها، لتثبت أنها بالفعل تستحق أدوار البطولة المتنوعة التي حصلت عليها خلال مشوارها الفني، وكذلك تقديم عشرة مواسم ناجحة من المسلسل الشهير "أصدقاء". قدمت النجمة القادمة من كاليفورنيا دور نجمة التعري البلهاء التي تقدم استعراضاتها بالملابس الداخلية في ورشة ميكانيكية وبجسد مبتل من أجل استمالة جمهور الرجال.
عن هذه التجربة تقول آنستون "لم يكن الأمر سهلا، لقد اضطررت لمضاعفة دروس اليوجا التي أتلقاها من أجل التحضير لهذه المشاهد"، موضحة "في مثل سني ينبغي مضاعفة الجهد لتقديم شيئ جيد". أما سدكيس فيقول ضاحكا "حمدا لله أني لم أكن حاضرا تصوير هذه المشاهد، وإلا كان من الصعب على أن أتحمل"، واضاف بعد أن شاهد التسجيل "أعترف أنه كان من الصعب التعامل مع الأمر ببساطة لو كنت موجودا".
كما يعترف الفنان الكوميدي الشهير بأن هناك لمحات معينة من أفلام أخرى مثل أعمال "شيفي شيس" في الثمانينيات، وأعمال جون كاندي، وهما من أشهر نجوم تلك الفترة التي تميزت بسينما الأسرة والكوميديا الخفيفة.
في الوقت نفسه يشكك سديكيس في أن يكون لعنصر المفاجأة وجود في الفيلم، خاصة وأن الجمهور مطلع منذ البداية على كل تفاصيل الأحداث، ولكن أكثر ما لفت انتباهه هو مدى براعة كتاب السيناريو في تقديم مواقف جديدة وغير تقليدية، لانتزاع الضحكات من الجمهور. على سبيل المثال الفتى المراهق، يتعرض للدغة عنكبوت سام في منطقة حساسة من جسده، فتضطر أسرة ميللر السعيدة لإجراء تعديل طفيف في مسار الرحلة، بالتوجه إلى المستشفى، بالشاحنة المحملة بالمخدرات، فيما يقتفي أثرهم تجار المخدرات المكسيكيين
تتناسب كل هذه الجرعة من الكوميديا والإثارة بشكل جيد مع حرارة فصل الصيف في أمريكا الشمالية، والذي يعتبر أفضل موسم لرواج هذه النوعية من الأفلام، ومع ذلك يجد صناع الفيلم أنفسهم في حالة ترقب إذا كانت مسألة توقيف إيما روبرتس مؤخرا في كندا بسبب تورطها في حادث عنف منزلي، سوف تؤثر سلبا على وضع الفيلم في سباق الإيرادات.
وفقا لتقارير صحفية مختلفة، أوقفت الشرطة الكندية روبرتس، عقب وقوع مشاجرة بينها وبين خطيبها النجم إيفان بيترز، الذي تركته غارقا في دمائه النازفة من أنفه وعلامات العض والخمش تعلو جسده، وبما أن روبرتس كانت مرشحة لأن تكون عنصر الجذب الأهم بالنسبة لقطاع الجماهير الأصغر سنا، فإن مخاوف صناع الفيلم تتزايد بسبب تأثير الحادث، حيث تعتبر هذه الأشياء من الأمور التي يتم التعامل معها على محمل الجد، خاصة عندما يتعلق الأمر بشباك التذاكر.
د ب أ من: ليليانا مارتينيث سكاربيلليني
فيديو قد يعجبك: