منظم الضربات يُعيد نَظم القلب إلى إيقاعه السليم
04:05 م
الثلاثاء 17 يوليو 2012
يُعد القلب بمثابة المحرك الرئيسي لكل من الدورة الدموية الكُبرى للجسم بأكمله وكذلك للدورة الدموية الصغرى بين القلب والرئتين.وكي يقوم القلب بهذه المهمة على أكمل وجه، لابد أن تنتظم ضرباته أولاً، بحيث تتراوح بين 60 إلى 80 دقة في الدقيقة. بينما يجب أن تتخطى هذا المعدل عند تعرض الإنسان لتحميل جسدي أو إثارة عاطفية.وإذا حدث اضطراب في هذا المعدل، فيُشير ذلك إلى احتياج القلب للدعم الطبي، كي تنتظم ضرباته على نحو طبيعي؛ لذا فعادةً ما ينصح الأطباء المختصون في كثير من الحالات بإجراء زراعة منظم ضربات القلب لإعادة نَظم القلب إلى إيقاعه السليم.وأوضح شتيفان غوتسيه، أخصائي الطب الباطني بالعاصمة الألمانية برلين الأسباب المباشرة لزراعة منظم ضربات القلب، قائلاً :”يلجأ الأطباء لزراعة منظم ضربات القلب لدى المرضى الذين يعانون من بطء شديد في معدل ضربات القلب بشكل عام أو من حين لآخر أو على مراحل متفاوتة”، لافتًا إلى أنه عادةً ما تظهر أعراض ذلك في صورة الشعور بدوار أو انخفاض حاد في قدرة الإنسان على بذل المجهود أو في فقدان الوعي.ونظرًا لأن هذه المؤشرات لا تُمثل أعراض محددة ومميزة لهذه الحالة بعينها، إذ يُمكن أن تُشير إلى أمراض أخرى أيضًا، ينصح الطبيب الألماني بضرورة استيضاح أسبابها، لافتًا إلى إمكانية القيام بذلك عن طريق إجراء أحد الأشكال المختلفة لرسم القلب الكهربائي.ويرجع سبب تباطؤ معدل ضربات القلب أو عدم انتظامها إلى وجود اضطراب في وظيفة القلب، وأوضح البروفيسور هانز يوخائيم ترابيه من مؤسسة القلب الألمانية بمدينة فرانكفورت كيفية قيام القلب بوظيفته، قائلاً :”يوجد بقلب كل إنسان موّلد للنبضات، يُعرف علميًا باسم (العقدة الجيبية الأذينية). ويعمل هذا الموّلد على إرسال إشارات كهربية على فترات منتظمة لتوليد ضربات القلب، التي يتم نقلها عبر نظام كهربائي إلى عضلات القلب، حينئذٍ يبدأ القلب في النبض”.وجديرٌ بالذكر أن أجهزة تنظيم ضربات القلب تُُعد بمثابة مكمل لوظيفة القلب. وتتكوّن هذه الأجهزة من موّلد نبضات ووحدة إلكترونية وبطارية، يتم توصيلها جميعًا بالقلب بواسطة سلك كهربائي. ويتم نقل المعلومات من القلب إلى الجهاز عبر هذا السلك، كي يتم مقارنتها مع البيانات المخزنة سابقًا. وإذا سجل الجهاز وجود تباطؤ أو تسارع أو عدم انتظام في ضربات القلب، يرسل الجهاز حينئذٍ نبضات كهربية إلى القلب عبر الأقطاب الكهربية الموجودة في السلك؛ ومن ثمّ يُحفز القلب على النبض بشكل منتظم.أما عن مدى خطورة عملية زراعة منظم القلب الكهربائي، أشار طبيب القلب الألماني ترابيه إلى أنها لا تُعد إجراءً جراحيًا معقدًا على الإطلاق، مقارنةً بجراحات القلب الأخرى. ووصف ترابيه كيفية إجراء هذه الجراحة بقوله :”يتم تخدير المريض موضعيًا، ثم يبدأ الطبيب الجراح بعمل فتحة في الجلد يتراوح طولها من ثلاثة إلى أربعة سنتيمترات، على أن يقوم بعد ذلك بإحداث ثقب في الوريد الموجود تحت عظمة الترقوة، ثم يقوم بتوصيل الجهاز إلى القلب عبر الأسلاك الكهربائية”.وخلال ذلك يراقب الطبيب مسار دخول السلك وتثبيته داخل عضلة القلب على شاشة جهاز الأشعة السينية. وأخيرًا يتم توصيل قطبي السلك الكهربي بالبطارية، ثم يقوم الجراح بغلق الفتحة الموجودة في الجلد. وعن مدة هذه العملية، يقول طبيب القلب الألماني ترابيه :”تستغرق هذه العملية قرابة عشرون دقيقة”.وأخيرًا تجدر الإشارة إلى أن جهاز منظم ضربات القلب الصناعي لا يُشكل أي عبئًا على المريض؛ إذ نادرًا ما يشعر به المريض داخل جسده. ومن هذا المنطلق يقول أرنو درينكمان، أستاذ علم النفس بجامعة آيشتيت – إنغولشتات الكاثوليكية الألمانية، :”قلمّا يشعر المرضى، الذين قاموا بزراعة منظم ضربات القلب، بأي عبء نفسي في مسار حياتهم اليومية، بل على العكس من ذلك، فأغلب المرضى يعلمون جيدًا أن هذا الجهاز يُمثل وسيلة مساعدة لهم”. وأكد درينكمان على ضرورة المواظبة على إجراء فحوصات دورية على هذا الجهاز كل ستة أشهر.
فيديو قد يعجبك: