التغذية الصحية ..لمواجهة ارتفاع نسبة الكوليسترول

يُعد ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، سبباً رئيسياً في الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية. وغالباً ما يتعين على المصابين بارتفاع نسبة الكوليسترول، اتباع نظام غذائي مختلف علاوة على تناول الأدوية، لكن هذا لا يعني الحرمان من الأطعمة الشهية، لكن يكفي أن يتبع المرء نظاماً غذائياً سليماً.وقال البروفيسور آخيم فايتسيل، رئيس الجمعية الألمانية لمكافحة اضطرابات التمثيل الغذائي للدهون (  (Lipid Ligaبمدينة ميونيخ، :”يُمثل إتباع نظام غذائي صحي، إلى جانب الإقلاع عن التدخين والإكثار من ممارسة الأنشطة الحركية، السُبل الأساسية لعلاج ارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم”.وأوضحت مؤسسة القلب الألمانية بمدينة فرانكفورت، أن مادة الكوليسترول هذه تُعد أحد المواد الأساسية بالجسم؛ حيث يقوم الجسم بإنتاج جزء منه ذاتياً، ويتم إمداده بالجزء الآخر عن طريق الأطعمة.وأشارت المؤسسة الألمانية إلى إمكانية تعرض الإنسان للخطر عند ارتفاع ما يُسمى بالكوليسترول منخفض الكثافة الضار (LDL) في الدم، في نفس الوقت الذي تنخفض فيه نسب الكوليسترول مرتفع الكثافة المفيد للجسم (HDL)؛ حيث يُمكن أن يتسبب ذلك في حدوث ترسبات هائلة على جدران الأوعية الدموية، مما يؤدي بالطبع إلى إلحاق أضرار جسيمة بها، بل ويُمكن أن يتسبب في أسوأ الأحوال في الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية.وأوضحت الهيئتان الألمانيتان أن النظام الغذائي لحوض البحر المتوسط يعتمد على القليل من اللحوم والكثير من الخضروات والأسماك وكذلك الزيوت النباتية، بالإضافة إلى الألياف الغذائية والفاكهة، مؤكدتان أنه من الأفضل أن يقوم المرضى بتعديل نظامهم الغذائي تدريجياً.وتلتقط خبيرة التغذية داغمر فون تسرام من مدينة فوبرتال الألمانية، طرف الحديث وتؤكد على ضرورة الالتفات أولاً إلى نوعية الدهون المستخدمة في الأطعمة، قائلة :”من الأفضل استبدال الأحماض الدهنية المشبعة بالأحماض الدهنية غير المشبعة، أي ينبغي على المرضى الابتعاد تماماً عن استخدام الدهون الحيوانية، مثل الزبد، مع الحرص على استبدالها بالزيوت النباتية المحتوية على كميات كبيرة من الأحماض الدهنية غير المشبعة، وعلى رأسها أوميغا 3، الذي يوجد مثلاً في الأسماك أو السمن النباتي أو زيت الكانولاوأشارت الخبيرة الألمانية إلى احتواء منتجات الحبوب الكاملة على كميات كبيرة من الألياف الغذائية هذه، لذا أكدت على ضرورة إكثار  مرضى الكوليسترول من تناولها. بالإضافة إلى ذلك أكدت فون تسرام على ضرورة الابتعاد عن المخبوزات الجاهزة؛ لأنها تحتوي على كميات كبيرة من الدهون الضارة بالصحة، مثل التي توجد في نوعيات اللحوم والنقانق والجبن الغنية بالدهون وغيرها.-  بالنسبة للأصحاء المعرضين لخطر الإصابة بأحد أمراض القلب والأوعية الدموية، نتيجة زيادة أوزانهم أو ارتفاع ضغط الدم لديهم أو قلة ممارستهم للأنشطة الحركية أو بسبب التدخين، ينبغي ألا يرتفع إجمالي نسبة الكوليسترول بالدم لديهم عن 130 ملليغرام/ديسيلتر. بينما ينبغي ألا تتجاوز نسبة الكوليسترول الضار (LDL) لديهم 130 ملليغرام/ديسيلتر.