توم هانكس يواجه قراصنة الصومال في "كابتن فيليبس"
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
( د ب أ) –
اعتادت هوليوود في زمن ندرة الأفكار الجيدة الأصيلة، أن تصوب ناظريها نحو الواقع لتستقي من أحداثه التي تفوق أي خيال، لكي تنقل بعضا منها إلى الشاشة مضافا إليها التوليفة المعتادة لإضفاء المزيد من جرعات التشويق والإثارة، وهو الأمر الذي ينطبق تماما في حالة فيلم "كابتن فيليبس".
ساعد على هذه النقلة الجريئة ورفع من قيمة مضمونها عدة عوامل في مقدمتها وجود مخرج مهم مثل بول جرينجراس، ونجم بحجم توم هانكس على رأس فريق العمل المشارك في الفيلم. ولولا هذا لكان من الصعب تقديم مشروع فني حول قصة اختطاف سفينة في عرض البحر على يد قراصنة صوماليين.
الطريف في الأمر أن هذا المشروع حاول آخرون برغبة وطموح أكبر تقديمه من قبل ولكن تعثرت خطواتهم ليقتصر المشروع على مجرد عمل أكشن تحول إلى رافد من روافد سينما العنف الهوليوودية.
جدير بالذكر أن قراصنة جرينجراس، لم يحصلوا فقط على رضا النقاد، بل يستعدون لحصد إيرادات الشباك في دور العرض الأمريكية والعالمية، نظرا للتوليفة القوية التي يقدمها الفيلم، حيث يجمع بين الشق الوثائقي والشق الدرامي، أخذا في الاعتبار أن الفيلم مأخوذ عن أحداث حقيقية.
يقدم الفيلم قصة بسيطة، كتب لها السيناريو بيل راي، حيث تركز على الكابتن فيليبس (توم هانكس)، الذي تعرضت سفينته التابعة لشركة "ميرسك آلاباما"، أكبر شركة شحن ونقل بحري في العالم للهجوم عام 2009، ولكن الأمور تزداد تعقيدا مع تراجع مقاومة قائد السفينة وطاقمها.
حظي هانكس ، والذي يقوم حاليا بتقديم عمل مسرحي في برودواي، بفرصة لقاء بطل المغامرة الحقيقي وجها لوجه، حيث استوعب منه بشكل مباشر حجم الدور البطولي الذي قام به في الواقع، ووجد الأمر مبهرا تماما، حيث وصف هانكس الرجل قائلا في تصريح له إلى مجلة برادا، إن "البطل الحقيقي هو الذي يمضي طواعية وبملء إرادته نحو المجهول".
بالنسبة لهانكس /57 عاما/ ، الجيد في القصة بعد أن استمع إليها مباشرة من كابتن فيليبس الحقيقي بمنزله في فيرمونت في آذار/ مارس 2012، هو أنها تخلو من الرومانسية التقليدية التي تتسم بها سيناريوهات هوليوود، والتي تقوم بإخضاع القصة الواقعية لحدود الخيال المتاح.
يرى بطل "فورست جامب" و "سحابة الأطلس" أن هناك ارتباطا عضويا كبير بين فيلمه "أبوللو 13" وهذا العمل بالرغم من انفصال القصتين، ويتمثل في أنهما يركزان على فعل بطولي.
يقول الممثل الحاصل على الأوسكار أكثر من مرة "لا يستطيع كل الناس أن يكونوا على مستوى الأحداث. البعض يصابون بالجبن. لو قمنا بإحصاء لوجدنا أن نحو الثلث يجبنون والثلث أشرار، والثلث يلعبون دور البطولة. الآن يمكن لجبان وشرير أن يختارا القيام بدور البطولة، لأنه يتعين عليهما اتخاذ هذا القرار.
بالرغم من أن الفيلم يركز على تفاقم ظاهرة القراصنة الصوماليين بشكل ملحوظ، إلا أن كلا من جرينجراس وهانكس كانا يدركان أن ظاهرة القرصنة في المياه الدولية لا تقتصر على المحيط الهندي، بل تتعداه إلى أماكن أخرى كثيرة على ظهر الكوكب.
في هذا السياق يوضح كابتن فيليبس الحقيقي أنه "لطالما قلت لطاقمي إن المسألة ليست من أين يأتي الخطر بل متى" في إشارة إلى قراصنة آخرين في شرق آسيا في مناطق مثل الفليبين وماليزيا وفيتنام، مؤكدا "إنهم موجودون في كل مكان".
كان هذا الجانب الأصيل في شخصية كابتن فيليبس هو التحدى الأساسي أمام هانكس، عندما فكر في القيام بالدور، حيث كان يتعين عليه تجسيد الشخصية بدون مبالغة أو إجراء الكثير من التعديلات عليها. ويوضح هانكس "أنت تدرك أنه يتعين عليك القيام باشياء لم تقم بها الشخصية في الواقع أو الذهاب إلى أماكن لم تتواجد بها الشخصية من قبل في الواقع، السر يكمن في عدم فقدان البوصلة التي تحدد جوهر الشخصية التي نسعى لتجسيدها".
يؤكد النقاد أن هانكس عاد هذا العام لتقديم المزيد من الأعمال الفنية الناجحة التي تبرز قدراته الفائقة كممثل، من خلال تقديمه لبطولة "سحابة الأطلس" مع هال بيري والآن "كابتن فيليبس"، وذلك بعد تراجع مستواه بعد انخراطه في أعمال مثل "حرب شارلي ويلسون" أما جوليا روبرتس، أو دور المحقق في روايتي دان براون "شفرة دافنشي" و"ملائكة وشياطين"، اللذان لم يضيفا شيئا يذكر لنجوميته، بالرغم من جودة العمل الأدبي المأخوذ عنه الفيلم.
فيديو قد يعجبك: