سوائل كثيرة وأطعمة محمرة قليلة .. دليلك الصحي في رمضان
يُعد الإكثار من شرب السوائل خاصة في أشهر الصيف الحارة ضرورة لا غنى عنها، كي لا يصاب الجسم بالجفاف. وبناءً على ذلك ينبغي على المرء أن يتناول لترين من السوائل يومياً، حتى في شهر رمضان المبارك. وصحيح أن شهر رمضان المعظم يأتي هذا العام في فصل الصيف الحار، أي أن الشمس تغرب في وقت متأخر، وتشرق مبكراً في صباح اليوم التالي، إلا أنه ينبغي أن يحرص الصائمون على إمداد الجسم بسوائل كافية بدءاً من الإفطار. ويعتبر الماء هو الخيار الأنسب، حيث يُفضل الإقلال من تناول الشاي والقهوة والكولا.
وتعزي الطبيبة طيف السراج، مديرة قسم التغذية السريرية بمستشفى «توام» بمدينة العين الإماراتية، السبب في ذلك إلى أن مادة الكافيين التي تحتوي عليها هذه المشروبات هي مادة مُدرة للبول وأن تكرار الذهاب إلى المرحاض يتسبب في فقدان الجسم للسوائل. غير أن كيفية تناول السوائل تُعد من الأمور الهامة أيضاً؛ حيث ينصح عبد الله فياض، أخصائي طب الجهاز الهضمي بالمستشفى الأمريكي بدبي، بأنه من الأفضل تناول السوائل بجرعات صغيرة وبشكل تدريجي مع توزيعها على فترة المساء، لأن الإفراط في الشرب دفعة واحدة ليس بالأمر الجيد. ويعلل فياض ذلك بقوله :"سيؤدي هذا الأمر إلى امتلاء المعدة".
وأشارت أوما سوبرامانيام عالمة واستشارية التغذية بمستشفى الزهراء بدبي، إلى أن بعض الأشخاص يحرصون في رمضان على الإقلال من السوائل عن قصد، خوفاً من أن يتناولوا بعد ذلك القليل من الطعام. وتقول سوبرامانيام :"نحاول أن نوضح لهؤلاء الأشخاص أنه من اللازم تناول كمية معينة من السوائل. وإذا لم يلتزموا بهذه الكمية، فربما يتعرض جسمهم لمشاكل الجفاف".
ولعدم زيادة الشعور بالعطش بشكل إضافي في نهار رمضان، ينبغي ألا تشتمل قائمة الطعام، لاسيما في وجبة السحور، على الكثير من الأطعمة التي يكثر بها الملح والسكر. وتفسر السراج سبب ذلك قائلة :"تناول الأطعمة المحتوية على ملح يجعل المرء يشعر بعطش أكبر". لذا يمكن أن تزيد المكسرات المملحة أو رقائق البطاطس المحمرة على سبيل المثال من الشعور بالعطش، ويسري نفس الشيء على السكر.
وبحسب الخبراء، لا يجوز التقليل من أهمية وجبة السحور ومن ثم تركها ببساطة، وتقول السراج :"تناول السحور يضمن تمتع الجسم بطاقة كافية تعينه على أداء المهام والوظائف اليومية".
وبالمثل تلعب نوعية الأطعمة على مائدة الإفطار دوراً حاسماً، وتوضح سوبرامانيام قائلة :"يتمثل الخطأ الرئيسي الذي يقع فيه أشخاص كثيرون في كثرة استهلاك الأطعمة الغنية بالزيوت والدهون .. كل الأطعمة محمرة". وأشارت سوبرامانيام إلى أن هذا الأمر يمكن أن يؤدي بدوره إلى المعاناة من سوء الهضم، معللة ذلك بقولها :"يبدأ الطعام مساءً في وقت متأخر ولا يتم بعد ذلك ممارسة أنشطة بدنية كثيرة". ويشاطرها محمد صلاح محمد، طبيب أمراض باطنة وأخصائي كُلى بمستشفى «ميدكير» بدبي، الرأي ويقول :"تُعد الأطعمة المحمرة، خصوصاً على المعدة الخالية، سيئة ويمكن أن تؤدي إلى الشعور بغثيان لمدة طويلة".
وتُشكل صعوبات الهضم والغثيان وحدة واحدة، وبالإضافة إلى ذلك تؤدي التغذية غير الصحية في حالات كثيرة إلى الشعور بحموضة وآلام بالمعدة وإعياء وتتسبب كذلك في زيادة الوزن.
ويحذر من أن الإفراط في الطعام وتناول المواد الغذائية غير الصحية يزيدان علاوة على ذلك من مخاطر الإصابة بالسكري، ومن ثم قد يواجه الأشخاص العرضة لذلك مشكلات بالقلب.
و يُعد رمضان فرصة جيدة لإنقاص الوزن، حيث أن الجليكوجين هو أول عنصر يحوله الجسم كطاقة"،و يتم تخزين الجليكوجين في خلايا الكبد والخلايا العضلية في حال إمداد الجسم بالكربوهيدرات بكمية زائدة عن الحد. ويتم استهلاك هذا المخزون في حال تزايد احتياجات الطاقة. وأضافت السراج :"وبعد ذلك فقط يتم استخدام الدهون كمصدر للطاقة"، موضحة أن هذه العملية تسهم في تخليص الجسم من السموم وتعمل على إنقاص الوزن.
و من يأكل كثيراً على الإفطار ويتناول أطعمة كثيرة غنية بالدهون، فإنه لا يسمح للجسم بالتخلص من السموم. وما يحرقه الجسم دوماً بالنهار، يتم إمداده به مجدداً عند الإفطار". ويُعد تناول القليل من الطعام على الإفطار أمراً سليماً، ليس فقط من الناحية الدينية، بل أيضاً من الناحية الصحية؛ حيث إنه أفضل بكثير بالنسبة للجسم. ومن هذا المنطلق ينصح أخصائي طب الجهاز الهضمي عبد الله فياض، قائلاً :"ابدأ إفطارك بكوبين من الماء أو العصير والتمر وصحن من الحساء أو طبق سلاطة".
فيديو قد يعجبك: