تعرف على أفضل أوقات تحسن النظر في اليوم
كتبت- نرمين الجلاد:
كشفت دراسة ألمانية جديدة أن النظام البصري في الدماغ يدور مع الساعة البيولوجية الداخلية للإنسان، فيقوى في الفجر والغسق ويدخل في "استراحة" في ساعات اليوم الأخرى.
أظهرت تخطيطات مسح الدماغ في أوقات مختلفة مناطق الدماغ المسؤولة عن النظر تتعامل بسرعة وتركيز مختلفين مع الإيعازات الآتية إليها من العين. وتتوافق سعة ودقة التعامل مع هذه الإيعازات مع دوران الساعة البيولوجية للإنسان، حسب ما جاء في موقع"إيلاف".
كتب العلماء الألمان في مجلة "نيتشر كوميونيكيشن" أنه حتى الإيعازات البصرية الضعيفة الآتية إلى الدماغ من العين لا تفلت من نشاط النظام البصري في الفجر والغسق. ويذهب العلماء إلى الاستنتاج بأن هذا الانسجام بين النظام البصري والساعة الداخلية البيولوجية ساعد الإنسان الأول على تجنب الكوارث والموت.
وأكد العلماء أن النظام البصري يتعلق أيضًا بنشاط الإنسان، الذي تتحكم به الساعة الداخلية البيولوجية، أسوة ببقية الأنظمة الحيوية، مثل المناعة والنوم والاستيقاظ وفرز الهرمونات والذكاء والتركيز.
وقال الباحث لورنزو كورداني، من جامعة جوته في فرانكفورت، إن الدراسات العلمية السابقة لم تهتم بعلاقة قوة النظر بالإيقاع اليومي لحياة الفرد، وكانت تركز على علاقة الضوء بالعين.
أضاف كورداني إنه اتضح من الدراسة أن تغيّر تجاوب الدماغ مع التغييرات في الضوء، بين فترات اليوم المختلفة، كان عاملًا مقررًا في استمرارية حياة الإنسان. إذ منح هذا البشر الأوائل القدرة على رصد الحيوانات المفترسة في الفجر والغسق، وهي أكثر ساعات الإنسان خطورة على حياته.
أن الدماغ البشري يستعد للفجر والغسق بإغلاق نشاط الراحة في القشرة البصرية في هذه الأوقات، كي يتمكن من معالجة الإشارات الضعيفة من الأجسام الواطئة الإضاءة. وكانت هذه العملية في أدنى مستواها في الثامنة صباحًا والثامنة مساء.
استنتج العلماء من ذلك أن قوة نظر الإنسان تكون على أشدها في الساعات التي يقلّ فيها ضوء الشمس مثل الغسق والفجر. وهذه أيضًا بالضبط الساعات التي يحيل الدماغ نشاط المنطقة المسؤولة عن البصر إلى فترة الراحة.
ثبت أيضًا أن ذلك لا يتعلق بحاسة البصر فقط، لأنه في هذه الفترتين من الساعة الداخلية، يعمل الدماغ على شحذ قوة حاسة السمع والحسية الجسدية وحاسة الذوق.
وذكر الدكتور كريستيان كيل، من مركز مسح الدماغ في جامعة جوته، أن قيادة السيارة في فترتي الغسق والفجر قد تكون أسهل مما نعتقد، لأن الدماغ لديه القدرة على تغيير الحس بالضوء مع دوران الساعة البيولوجية الداخلية، وهذا بدوره ساعد البشر القدامى على البقاء على كشف المخاطر على حياتهم.
فيديو قد يعجبك: