هل الملح الملون أكثر صحية من النوع العادي؟
ميونخ (د ب أ)
عادة ما يعتمد الطهاة في البرامج التليفزيونية على أنواع مختلفة من ملح الطعام، والتي تصيب المستخدم العادي بالحيرة والتشكك فيما يستعمله في منزله، غير أن ملح الطعام هو ملح الطعام، ولا توفر الأنواع باهظة التكلفة من ملح الطعام فائدة صحية أكثر من الأنواع الأقل تكلفة.
تتعدد أنواع ملح الطعام المتوفرة في الأسواق، سواء كان ملح فلور دي سيل الفرنسي أو ملح الهيمالايا باللون الوردي أو ملح هاواي باللون الأحمر أو الأخضر أو الأسود أو ملح نهر موراي الاسترالي أو ملح شمس الإنكا من بيرو.
وأوضح كريستيان فيلا أن أنواع الملح تختلف فيما بينها من حيث المذاق، وأضاف الطاهي المتخصص في التوابل قائلا: "يمكن للمرء أن يتذوق فروق الطعم بين أنواع الملح المختلفة"، وأكد أن حجم بلورة الملح تعتبر من العوامل الحاسمة في تذوق الملح.
ويتم تذوق الملح أثناء الطعام بواسطة براعم التذوق على اللسان، ويمتاز ملح فلور دي سيل الفرنسي بحبيبات أكثر خشونة مقارنة بملح الطعام العادي، وأضاف كريستيان فيلا قائلا: "يشعر المرء أن ملح فلور دي سيل يذوب على اللسان"، وبالتالي فإن مذاق ملح الطعام دقيق الحبيبات يكون أقل من ملح فلور دي سيل.
تباينات لونية
وبالإضافة إلى ذلك، يختلف شكل الملح من نوع إلى آخر، وأوضح كريستيان فيلا ذلك قائلا: "يعمل ملح هيمالايا أو هاواي الوردي على توفير تباينات لونية جميلة عند إعداد أطباق الأسماك أو اللحم البقري"، ولكن إذا رغب المستخدم في استعمال الأنواع الملونة من الملح أثناء إعداد الطعام في المنزل، فيجب وضعها قبل تناول الطعام مباشرة، وإلا فإنها قد تؤدي إلى ظهور بقع لونية غير مرغوبة في أطباق الطعام.
وليس هناك ما يدل على أن أنواع الملح باهظة التكلفة تعتبر أكثر فائدة للجسم من الأنواع الأخرى الأقل تكلفة، وأوضح البروفيسور يوهانس جورج فيشتسلر، أخصائي طب الباطنة والطب الغذائي بمدينة ميونخ الألمانية، قائلا: "أنواع الملح باهظة التكلفة ليست أكثر صحية من ملح الطعام العادي".
وبشكل عام يحتوي أي نوع من أنواع الملح على 97% من كلوريد الصوديوم على الأقل، وهما من المعادن الهامة جدا لجسم الإنسان؛ حيث ينظم الصوديوم عملية توازن الماء، كما أنه هو المسؤول عن انتقال المنبهات العصبية، بينما يلعب الكلوريد دورا مهما في جميع وظائف الجسم تقريبا، ومنها عملية إفراز عصارة المعدة، وأضاف البروفيسور يوهانس جورج فيشتسلر قائلا: "إذا لم يتناول المرء كمية كافية من الملح، فإن ذلك سيؤدي حتما إلى وفاته".
كمية قصوى
وفي واقع الأمر يكفي الإنسان الحصول على 1.4 جرام من الملح يوميا للحفاظ على صحة جسمه. وأوضحت الجمعية الألمانية للتغذية أن الكمية اليومية القصوى من الملح تبلغ 6 جرامات، مشيرة إلى أن استهلاك كمية كبيرة من الملح يضر بالصحة؛ حيث يرتفع خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، كما يترتب على ذلك مجموعة من الأمراض الأخرى مثل تلف الأوعية الدموية والإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية.
وتزداد نسبة الملح في الأطعمة الجاهزة بصفة خاصة؛ حيث قد تشتمل اللازانيا المجمدة مثلا على 6ر3 جرام من الملح لكل وجبة، كما تصل نسبة الملح في البيتزا بالسلامي إلى 6 جرامات، ولذلك يتعين على المستخدم إلقاء نظرة فاحصة على قائمة مكونات الأطعمة الجاهزة قبل الشراء من أجل التعرف على كمية الملح الموجود بها، وعند الرغبة في التخلي عن الملح أثناء الطهي، فيمكن الاعتماد على الأعشاب الطازجة كبديل لملح الطعام.
فلورايد ويود
ويمكن للمرء الاستفادة من الملاحة الموضوعة في المطبخ أو على طاولة الطعام عند إضافة الفلورايد أو اليود إلى الملح؛ حيث يعمل الفلورايد على تقوية مينا الأسنان، وأكد البروفيسور الألماني يوهانس جورج فيشتسلر أنه يمكن الاستغناء عن الفلورايد في ملح الطعام عند استعمال معجون أسنان يحتوي على الفلورايد.
ويعتبر اليود من العناصر الهامة لوظيفة الغدة الدرقية؛ حيث أوضح البروفيسور الألماني ذلك بقوله: "يحتاج الشخص البالغ في المتوسط إلى 150 ميكروجراما من اليود يوميا"، ويمكن الحصول على اليود من خلال تناول الأسماك البحرية ومنتجات الألبان، وإذا كان المرء يعاني من نقص اليود فلا يمكنه تعويض ذلك من خلال تناول ملح الطعام الغني باليود فقط، بل يتوجب عليه تناول أقراص اليود بعد استشارة الطبيب.
وتجدر الإشارة إلى أن أنواع ملح الطعام، التي يتم إحضارها من بلدان بعيدة، يتم الترويج لها من خلال الإعلانات التي تتضمن مفردات جذابة مثل "ملح الطعام الفريد" أو "ملح الطعام الصحي"، غير أن ذلك يدفع المرء للتشكك؛ نظرا لأنه لا يوجد أي دليل علمي على ذلك.
وتخضع عملية اختيار نوع الملح المناسب للذوق الشخصي فقط؛ حيث يظل الملح هو الملح، سواء كان بلون الخوخ أو أية ألوان أخرى براقة.
فيديو قد يعجبك: