علماء بـ"كامبريدج" يردون على الصحة العالمية بعد نظرية "الكمامة وتعويض المخاطر"
كتب- سيد متولي
ردّ علماء بجامعة كامبريدج في إنجلترا على ما ذكرته منظمة الصحة العالمية بأن أقنعة الوجه قد توفر إحساسًا زائفًا بالأمان لمن يرتديها في زمن تفشي فيروس كورونا المستجد.
وحذرت منظمة الصحة العالمية في شهر أبريل الماضي، من أن أقنعة الوجه قد توفر إحساسًا زائفًا بالأمان، وقد تجعل الناس يعتقدون أنهم لا يحتاجون إلى غسل أيديهم بنفس القدر أو الالتزام بإجراءات مكافحة الأمراض الأخرى.
لكن علماء كامبريدج، وفقا لـ22 دراسة، أكدوا أهمية الكمامة في الحماية من كورونا، وأنها تشجع الناس على الالتزام بالإجراءات الوقائية الأخرى كغسل اليدين، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وتوصل العلماء، إلى ما هو أكبر من ذلك، حيث وجدوا في الدراسات، أن مجموعة الأشخاص التي ارتدت أقنعة الوجه، كانت حريصة على غسل أيديها أكثر من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
ووفقا لوزارة الصحة في بريطانيا، فإن عمليات الالتزام بالإجراءات الوقائية بعد ارتداء الكمامة، مشجعة بشدة في الأماكن المغلقة الأخرى التي لا يلزم القانون فيها المواطنين بارتداء واقي الوجه.
ويعتقد بعض الخبراء، أن ارتداء قناع الوجه سيجعل الناس يفكرون في أنه لا داع للقلق بشأن الإصابة بالفيروس التاجي على الإطلاق.
في وقت مبكر من انتشار الوباء، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الأقنعة يمكن أن تخلق إحساسًا زائفًا بالأمان، ويمكن أن يؤدي إلى إهمال التدابير الأساسية الأخرى مثل، ممارسات نظافة اليدين.
ووصفت المنظمة هذا السلوك بأنه "تعويض المخاطر" أو "الترخيص الأخلاقي"، بمعنى على سبيل المثال، قد يرتدي الدراج خوذة ولكن فقط حتى يتمكن من ركوب الدراجة بسرعة أكبر وأكثر خطورة، بدلاً من توفير الحماية لنفسه والسير على السرعة المعتادة.
وأرادت البروفيسورة دام تيريزا مارتو، وزملاؤها في جامعة كامبريدج أن يروا ما إذا كان الشيء نفسه ينطبق على تعامل الناس مع عدوى الإصابة بالفيروس التاجي أثناء ارتداء قناع الوجه.
وكشفت مجلة BMJ Analysis ، وفقا لـ22 دراسة، قيمة تأثير ارتداء قناع وجه على الحماية من انتقال عدوى كورونا، والجهاز التنفسي بشكل عام.
من بين الدراسات الست التي نظرت أيضًا فيما إذا كان الناس ما زالوا يغسلون أيديهم، وجدوا أن ارتداء الأقنعة لم يقلل من الاهتمام بغسل اليدين أو تعقيمها.
في دراستين آخرتين، أفاد الناس بغسل أيديهم أكثر عند ارتداء قناع الوجه.
واستخدمت جميع الدراسات التقارير الذاتية، وهي ليست المقياس الأكثر موثوقية، ولم يتم تصميم أي منها خصيصًا للنظر في تعويض المخاطر.
ووجد الباحثون ثلاث دراسات، لم تتم مراجعة أي منها، والتي قيمت تأثير ارتداء القناع على سلوك الآخرين من حولهم، أظهر الجميع أن الناس ابتعدوا عن أولئك الذين يرتدون قناعًا، وهو ما سيكون نظريًا خطوة لحمايتهم من الإصابة بالفيروس.
وفقا للدراسة، فإن فكرة تعويض المخاطر المستخدمة كحجة للتقليل من أهمية ارتداء أقنعة الوجه لا أساس لها.
وأكدت البروفيسور مارتو وزملاؤها بكامبريدج: "يمكن أن يؤدي ارتداء قناع الوجه إلى عكس ذلك، ويدفع الناس إلى اتباع السلوكيات الأخرى المرتبطة بها، مثل غسل اليدين، لأنه يعمل كإشارة لتذكير الناس بخطر الإصابة بالفيروس التاجي".
ودعم الفريق نظرياتهم بأن تعويض المخاطر غير موجود من خلال النظر إلى عوامل صحية أخرى، والعثور على أدلة ضعيفة، على سبيل المثال، لم يتم العثور على التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري، مجموعة من الفيروسات التي تنتقل عن طريق الجنس، تؤدي إلى نشاط جنسي أكثر خطورة.
وخلص الباحثون إلى: "الأدلة تؤكد على أن ارتداء قناع الوجه يقلل من انتشار السارس- CoV-2، وأن الأدلة المحدودة المتاحة لا تدعم المخاوف من أن استخدامها يؤثر سلبًا على نظافة اليدين".
فيديو قد يعجبك: