دراسة حديثة: كورونا ينتج أجساما مضادة تهاجم أنسجة المريض بدلاً من الفيروس
كتبت- هند خليفة:
أظهرت دراسة حديثة أجرتها وحدة مسببات الأمراض الخاصة في مركز بوسطن الطبي، أن فيروس كورونا الجديد يمكن أن يؤدي إلى إنتاج الأجسام المضادة الذاتية التي تهاجم أنسجة المريض بدلاً من الفيروس، لتستمر هذه الأجسام المضادة المزعومة لأشهر حتى بعد حلول العدوى، مما يسبب ضررًا لا يمكن إصلاحه، وفقًا لموقع "sciencetimes".
وتشير الدراسة إلى أن هذا قد يساعد في تفسير الأعراض المزمنة لدى الأشخاص الذين تعافوا من كورونا الطويل مع أعراض تشمل الخرف وضباب الدماغ وآلام المفاصل.
ما هي الأجسام المضادة؟
الأجسام المضادة الذاتية هي تلك الأجسام المضادة التي تستهدف أو تتفاعل عن طريق الخطأ مع أنسجة الجسم، قد ينتج الجهاز المناعي أجسامًا مضادة ذاتية عندما يفشل في التمييز بين "الذات" و "غير الذات".
إنها السمة المميزة لأمراض المناعة الذاتية أو حالة يهاجم فيها الجهاز المناعي الجسم، مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي ، وفقًا لـ Science Direct.
شارك في دراسة حول إنتاج كورونا للأجسام المضادة الذاتية تسعة مرضى فقط، ووجدوا أن خمسة من هؤلاء المرضى لديهم أجسام مضادة لمدة سبعة أشهر على الأقل بعد التعافي من العدوى.
ولفتت الدكتورة ناهد بهاديليا- المدير الطبي لوحدة مسببات الأمراض الخاصة في مركز بوسطن الطبي والمؤلف المشارك للدراسة، أنها مجرد إشارة وليست نهائية فلا يعرف حتى الآن مدى انتشاره وما إذا كان يمكن ربطه بكورونا الطويل أم لا>
تساهم المناعة الذاتية في حالات كورونا الشديدة
وأوضحت الدكتورة بهاديليا إن قضية المناعة الذاتية بعد التعافي من مرض كورونا هي مسألة ملحة وهامة، حيث تم العثور على واحد من كل ثلاثة ناجين من العدوى لا يزال يعاني من الأعراض.
وقالت إن هذه ظاهرة حقيقية وأن الوباء الثاني ممكن، حيث يمتلئ بأشخاص يعانون من إعاقة محتملة مستمرة قد لا تجعلهم قادرين على العودة إلى العمل الذي من شأنه إحداث تأثير كبير على النظم الصحية.
وذكرت صحيفة ديكان هيرالد أن هناك أدلة متزايدة تقول إن المناعة الذاتية يمكن أن تساهم بشكل كبير في شدة الإصابة بكورونا لدى بعض المرضى، على سبيل المثال، وجدت دراسة نُشرت في أكتوبر أن أكثر من 70٪ من 52 مريضًا يعانون من حالة كورونا الشديدة يحملون أجسامًا مضادة ذاتية تهاجم الحمض النووي والبروتينات التي تساعد في تخثر الدم.
وأيضًا كشفت دراسة أخرى نُشرت في أكتوبر الماضي أن الأجسام المضادة الذاتية للكربوهيدرات التي يصنعها جسم بعض المرضى يمكن أن تساعد في تفسير الأعراض العصبية.
بينما اكتشفت دراسة نُشرت في Science Translational Medicine في نوفمبر أن 50٪ من مرضى COVID-19 في المستشفى لديهم على الأقل أجسام مضادة عابرة تتخثر وتسد الأوعية الدموية.
ويشعر الخبراء بالقلق من احتمال أن تؤدي الأجسام المضادة الذاتية العالقة إلى الإصابة بأمراض المناعة الذاتية لدى بعض الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بكورونا.
الأجسام المضادة تغير مسار المرض
قال أكيكو إيواساكي- اختصاصي المناعة في جامعة ييل، إنه بمجرد تحريض الأجسام المضادة الذاتية، ستكون جزءًا دائمًا من الجهاز المناعي للشخص، مشيرًا إلى أن المرضى المصابين بأمراض خطيرة لديهم كمية متزايدة بشكل كبير من الأجسام المضادة الذاتية في نظامهم والتي تهاجم خلايا الدماغ والأنسجة وعوامل التخثر.
ووفقًا للنتائج التي توصلوا إليها، فإن المرضى الذين يعانون من حالات حادة من كورونا لديهم العديد من الأجسام المضادة التي تؤثر على الاستجابة المناعية وتؤدي إلى تفاقم المرض.
قالت عالمة المناعة ماريون بيبر- من جامعة واشنطن إن الدراسة تظهر بشكل مقنع أن الأجسام المضادة الذاتية يمكن أن تغير مسار المرض، فلا تقتصر المناعة الذاتية بعد المرض على مرضى فيروس كورونا فحسب، بل يمكن أن تحدث أيضًا لأمراض أخرى، مثل الملاريا والجذام وفيروسات الجهاز التنفسي.
فيديو قد يعجبك: