عندما يجوع الدماغ... أطعمة تجعلنا أكثر عدوانية
في العالم الحديث، يعتبر جسمنا بعيدا كل البعد عن الجوع إذ يحصل على الكثير من السعرات الحرارية، لكن دماغنا لا يحصل دائمًا على التغذية التي يحتاجها، وعندما يحدث ذلك لنا جميعا يخرج الوحش من داخلنا، وفق ما جاء في موقع "سبوتنيك".
يقدم باحثو التغذية وخبراء السلوك تفسيرا للمزاج المتطرف في العقلية الاجتماعية - جوع الدماغ - وهي ظاهرة تصف التأثير على الوظيفة المعرفية والتنظيم العاطفي للكثيرين في العالم الحديث،healthy.walla
معظم الناس في العالم الغربي لا يعانون من نقص غذائي في المغذيات الكبيرة (الضرورية للبقاء على قيد الحياة: البروتينات والدهون والكربوهيدرات)، ولكن عندما يتعلق الأمر بالمغذيات الدقيقة (الفيتامينات والمعادن)، لا يحصل الجميع على كل ما يحتاجون إليه خاصة إذا كان نظامهم الغذائي يتكون من الكثير من المواد الغذائية المصنعة والصناعية.
تعد الأطعمة المصنعة اسما عاما لفئة واسعة من المنتجات مثل المشروبات الغازية والوجبات الخفيفة والحبوب المحلاة وأيضا لشرائح اللحم وقطع الدجاج المجمدة. عادة ما تحتوي هذه الأطعمة على كميات ضئيلة من الفيتامينات والمعادن.
أسفرت الدراسات الاستقصائية والدراسات التغذوية التي أجريت على مر السنين في البلدان الغربية مثل كندا والولايات المتحدة عن نتائج مقلقة فيما يتعلق بالتركيب الغذائي لعامة السكان، حيث يأتي ما بين 50 و70 في المئة من متوسط السعرات الحرارية المتناولة في جميع الأعمار من الأطعمة المصنعة.
وفقا للدراسات والمسوحات التي أجريت في كندا في عام 2004 والولايات المتحدة في عام 2018، ما كان مقلقا بشكل خاص هو أنه تم العثور على النسب المئوية الأعلى من استهلاك الأغذية الصناعية والمعالجة بين الأطفال والشباب.
يقول البروفيسور بوني كابلان، المحاضر السابق في كلية الطب بجامعة كالغاري والبروفيسورة جوليا راكليدج، أستاذة علم النفس في جامعة كانتربري في مقال خاص على موقع The Conversation: "يدرك معظمنا جيدا الصلة بين جودة نظامنا الغذائي وتأثيره على الصحة العامة. تؤثر التغذية بشكل مباشر على عدد من الحالات المزمنة مثل مرض السكري والسمنة وصحة القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك، فإن ما يعرفه الناس بشكل أقل هو آثار نظامنا الغذائي على صحة الدماغ."
أظهرت العديد من الدراسات أن الأشخاص الذين يتكون نظامهم الغذائي من أطعمة كاملة وصحية يعانون من اكتئاب وقلق أقل مقارنة بالأشخاص الذين يكون نظامهم الغذائي فقيرا في العناصر الغذائية ويتضمن المزيد من الأطعمة الصناعية والمعالجة.
وجدت دراسة متابعة كبيرة أجريت في اليابان على سبيل شملت 89000 شخص ليس لديهم خلفية أو استعداد سابق للمرض العقلي أن الميل إلى الانتحار لدى الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا صحيا أقل بالنصف مقارنة مع الأشخاص الذين يستهلكون الكثير من الأطعمة المصنعة.
وجدت العديد من الدراسات المستقلة أنه عندما تلقى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب المشخص إرشادات وتثقيفا غذائيا ساعدهم على اتباع نظام غذائي صحي من الحبوب الكاملة والألياف والفيتامينات والمعادن - مثل حمية البحر الأبيض المتوسط - كان هناك تحسن كبير في حالتهم.
وحمية البحر الأبيض المتوسط غنية بالحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والمكسرات والبقوليات والأسماك والمأكولات البحرية والدهون غير المشبعة (مثل زيت الزيتون).
فيديو قد يعجبك: