إعلان

إسلام أبو علي.. حادث سيارة يلقي به على طريق البطولة (حوار)

05:00 م الإثنين 05 ديسمبر 2016

حوار-علا محب:

"كانت أحلامى عادية وبسيطة زي معظم الشباب، أتوظف في مركز كويس فى شركة، أتجوز وابنى أسرة"
قالها لى وكأنه للحظه انتقل بروحه إلى عالم موازي، لم يكن يومًا عالمه ولم يكن أبدًا مقدرًا له هذه البدايات أو النهايات العادية، فعلى الرغم من أن طموحاته كانت هى طموحات معظمنا، إلا أنها اليوم تبدوا له سراب وكأنها لم تكن يومًا تدور في عقله.

"ولكنى اكتشفت أحلامي الحقيقة بعد ذلك.." قالها إسلام أبو على وصوته يمزج بين التفاؤل والفخر الشديدين.

إسلام هو أحد أبطال مصر فى السباحة، حاصل على المركز الأول فى بطولة الجمهورية من عام 2013 وحتى عام 2016 على التوالي، مثَّل مصر فى العديد من البطولات الدولية وحصل على جائزتين بروزنزتين فى منافسات بطولة السباحة فى مدريد بأسبانيا المخصصة لأصحاب التحديات الجسدية عام 2014.
عام 2012 لم يمر على إسلام مثل بقية الأعوام، فقد انحرفت حياته عن الطريق الذى كان يسير فيه بخطى واثقة، حيث تعرض لحادث سيارة مروع، تسبب فى كسر العمود الفقرى وأدى إلى إصابته بشلل تام فى الساقين.

وعلى الرغم من محاولات مستميتة من الأطباء داخل مصر وخارجها لمساعدة هذا الشاب المصرى للوقوف مرة أخرى على قدميه، إلا أنها باءت جميعها بالفشل، تاركينه يسمع صدى جملة واحدة "مفيش فايدة..مش هتقدر تمشى تانى".

بعد هذه الكلمات القاتلة، أخذت حياة إسلام طريق آخر غير ممهدة ولكن كان عليه السير فيه، وفي محاولة منه لإلقاء الضوء على هذا النموذج الصلب كان لـ"مصراوى" لقاء مع إسلام أبو على..

عرفنا بنفسك؟

انا اسلام ابو على، أبلغ من العمر 28 عاما. خريج كلية تجارة ادارة أعمال، وأعمل فى الموارد البشرية.

حققت كثير بعد الحادث، هل للحادث أثر كبير فى نفسك؟

اكتشفت نفسى بعد الحادث، أصبحت عنيدًا أكثر، طموح بشكل أكبر.. فى تغيير مصر. الحادث كان دفعة للأمام. بعد الحادث كنت أشعر بإحباط شديد ولكن بدأ طموحي يكبر مع أقل احتياجات الحياة، وهى قدرتي على مساعدة نفسى في ارتداء الملابس والنهوض من السرير. بدأت بتحدى صغير جدًا لنفسى.

لماذا اخترت رياضة السباحة؟

كنت مسافر مع أصدقائى واحد أصدقائى قال "أنا هزئقك فى المياه اغرقك". كانت هذه هى ناقوس الخطر وبدأ تفكير فى ما إذا تعرضت لهذا الموقف، يجب أن أكون جاهز نفسيًا وجسديًا لأى خطر أتعرض له.. جاهز لأى تحدى. ومن هنا بدأت التدرب على السباحة. وبعد ذلك قررت الالتحاق بمنتخب مصر للسباحة لأصحاب التحديات الجسدية، ولكن قيل لي بكل وضوح "مفيش منتخب ليكم" وكانت هذه الصدمة الأولى وأحد الحواجز التي اجتزتها، فقد صعدت الأمر لوزير الشباب والرياضة حتى استطعت أن إعادة إحيائه بعد توقفه لمدة عامين كاملين.

هل تتعرض لأي مضايقات؟ وهل كان لها سبب فى تغيرك؟

بالطبع الإحساس بالمرارة وللأسف "العنصرية" نوعًا ما التى نعيشها فى مصر وخاصة تجاه أصحاب التحديات الجسدية غيرت في الكثير، فمثلًا كلام من قبيل "أصل اسلام ظروفه صعبة" أو "أنت يا ابنى إيه اللى ما مقعدك على كرسى" وغيرها. وعلى الرغم من عنادي وإصرارى على التغيير إلا أنى أصاب بالإحباط، ولكن أنظر إلى الوراء بل وأيضا من ساعدونى فى الوصول لهذا النجاح، فأرى أن هذه المضايقات لا شيئ على الإطلاق. وعلى سبيل المثال اختياري لتمثيل مصر فى الكثير من الحملات، تفهم شركتى "جهينه" لحالتى بل والعمل على تجهيزهم مكتب خاص لي ليناسب حالتى وغيرهم من الذين ساعدوا فى دفعى للأمام..لم أكن لأستطع أن أدفع كرسى المتحرك وحدى.

إذا عاد بك الزمن أو كنت قادر على تغيير قدرك، ماذا تفضل أن يكون مصيرك؟

إذا خيرونى هختار الحادث..ظاهريًا "ظروفى صعبه" ولكن داخليًا انا من أكثر الناس حظًا.

ما هى أكثر المعوقات التى تتعرض لها فى البطولات؟

نقص الخبرة لدى المدربين من أكبر المعوقات، فكل مدرب يعمل وفقًا لرؤية شخصية وليست بحسب الحالة التى يتعامل معها، فمنهم من يحاول أن يدفعنى للدخول فى بطولة، ومنهم من يريدنى إحراز أهداف معينه وغيرهم من لا يملك رؤية من الأساس، وبسبب كل ذلك تعرضت للإصابة فى الكتف الأيمن واستمرت فترة العلاج والاستشفاء عام كامل. فمثلا المدربين خارج مصر يعملون على دراسة حالة المتدرب النفسية والجسدية والعمل على مساعدته في اجتياز معوقاته. وعلى الرغبة من النقص الهائل فى الخبرة، إلا أن بعض المدربين بدأوا فى البحث والتدقيق فى حالتى ودراستها للعمل على مساعدتى.

ما هى مؤسسة الحسن؟ وما دورك فيها؟

"الحسن" هي مؤسسة تنموية مشهرة وتعمل وفقًا لقوانين وزارة التضامن الاجتماعي، بدأت رسميًا في 2013 بعد قرابة عامين من الحادث، وأنا نائب رئيس مجلس الأمناء ومدير تطوير الأعمال، يعمل بالمؤسسة حوالي 18 موظف، 80% منهم من أصحاب التحديات الجسدية، وتخدم المؤسسه الآن مستخدمي الكراسي المتحركة ليس في القاهرة فقط ولكن في جميع محافظات مصر من الإسكندرية وحتي أسوان.

فى ظل كل هذه المعوقات التى نعيشها جميعًا، بداية من الأوضاع الاقتصادية الحرجة، والجمود الفكرى والمعنوى، هل تحب أن توجه أى كلمه للشباب؟

إهرب من الجانب المظلم، ودائمًا أنظر للجزء الجيد فى حياتك مهما كانت حالتك أو قدراتك. إشتغل على نفسك وسد ودانك ولا تنظر للوراء. وأيضا أحب أن أذكر الجميع "انتوا مش عايشين لوحدكوا" نحن نحتاج إلى دمج واحتواء أكثر من المجتمع، بداية من توفير الخدمات وحتى النظرة الت تنظرها إلى أصحاب التحديات.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان