تعرف على تكاليف الخاطبة وزواج "الصالونات" في اليابان
كتب- أحمد عصام روّاي:
قبل أن تدخل وتتجذر فكرة الزواج عن حب واختيار شريك الزواج بحرية بين الطبقات العادية في اليابان، كانت عادة الزواج المرتب أو الزواج عن طريق وسيط الزواج ”الخاطبة“ وسيلة هامة لمساعدة الرجال والنساء في سن الزواج.
وبدأ الزواج عن الحب والاختيار الشخصي لشريك الزواج يصبح أمراً عادياً وشائعا في اليابان من فترة ما بعد الحرب.
يقوم الوسيط الوسيط أو ”الخاطبة“ بالتوفيق بين الطرفين وترتيب مقابلة التعارف الأولى في الزواج المرتب وبحيث تضم المقربين من الأقارب أو الجيران أو زملاء العمل.
ويبدو أن عادة ترتيب مقابلات التعارف الأولى في الزواج المرتب والتي يقال إنها بدأت منذ عصر "كاماكورا" (١١٩٢-١٣٣٣)، وكانت في الأصل مجرد مراسم لمقابلات تقام بين العائلات الأرستقراطية من أجل إتمام الزيجات لأغراض سياسية.
وأخذت تنتشر بين العوام أو الطبقات العادية من الناس في عصر "إيدو" (١٦٠٣-١٨٦٨) وأصبحت في نهاية المطاف عادة شائعة للزواج بين الجميع.
تبدأ عملية ترتيب مقابلات التعارف الأولى بتجهيز العازب أو العازبة أو الآباء بما يسمى ”تسوريغاكي“، وهو ملف تعريفي يتضمن صورة شخصية لمن يرغب في الزواج. وفِي أغلب الحالات يطلب الآباء من الخاطبة أومن وسيط الزواج بأن يبحث عما إذا كان هناك عرضاً جيدا للزواج.
ويقوم الوسيط بالبحث عن الشريك الذي يراه مناسبا ويعرض الملف والصورة لكلا الطرفين ويستشف ما إذا كان هناك استحساناً متبادلاً ورغبة من الطرفين لترتيب لقاء المقابلة الأولى بينهما.
وفِي حالة رغب الطرفان في التقابل والتعرف يقوم الوسيط بالترتيب لمقابلة التعارف الأولى والتي يطلق عليها ”أوميأي“، يجلس فيها الوسيط والطرفين مع من يصطحبوا معهم (الآباء مثلاً).
ويكون مكان المقابلة في الغالب في مكان رسمي كأحد الفنادق الفاخرة أو المطاعم اليابانية الفخمة، ولكن المطاعم والمقاهي أضحت في الآونة الاخيرة تُستخدم أيضاً لذلك الغرض.
وفي بعض الحالات تكون المقابلة ناجحة ويفتح هذا اللقاء فرصة لبدء العلاقة بين الطرفين، في حين إذا اعتذر أحد الطرفين وأبدى عدم رغبته في التقابل من جديد فتكون المقابلة غير ناجحة. وفي العادة، تتم نتيجة المقابلة الأولى والرد سواء بالرغبة في التواصل مرة ثانية أو الاعتذار من خلال إبلاغ وسيط الزواج.
وقد شهدت السنوات الأخيرة في اليابان انخفاضاً في عدد الزيجات التي تتم من خلال وسيط الزواج مقابل زيادة زيجات الاختيار الشخصي. حيث ارتفعت في ستينات القرن الماضي نسبة ”زواج الحب“ لأول مرة وتخطت نسبة ”الزواج المدبّر“.
إذ انخفضت نسبة الزيجات التقليدية (التي تتم عن طريق الوساطة سواء كانت عبر أشخاص أو مكاتب متخصصة) والتي كانت تشكل ٦٩٪ من إجمالي الزيجات عام ١٩٣٠، قد انخفضت إلى ٥.٢٪ عام ٢٠١٥.
ويعمل النظام عموماً من خلال دفع رسوم مالية وتسجيل الاشتراك ومن ثم يقوم المكتب بتعريف الراغب في الزواج من الجنسين على الشريك المناسب له أو لها طبقا للشروط والطلبات الشخصية لكل منهُما. ويختلف نظام الأجور بعد ذلك ويتعدد إلا أنه في أغلب الأحيان يتم الترتيب للمقابلة الأولى وإذا تم التواصل وانتهى بالفعل بالارتباط والزواج فيتم دفع رسوم نجاح الزيجة والتي تصل إلى بضع مئات أُلوف بالين الياباني -مبلغ يتراوح بين 20 ألف إلى 135 ألف جنيه مصري.
فيديو قد يعجبك: