قصة جواب غرامي من العصر الملكي.. ما هذا الجمال؟
كتب- هشام عواض:
"زوجتي المحبوبة.. أكتب هذا حوالي الساعة الحادية عشر مساءً، وأنا جالس على مكتبك الجميل في حجرة النوم، ولا أجد إلى النوم من سبيل".. بهذه الكلمات العذبة بدأ طبيب مصري خطابه الذي يرجع تاريخه لقُرابة قرن من الزمان إلى زوجته، بأسلوب أثار عاطفة رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
نَحنّ كثيرًا لذكريات الماضي، عندما نُصادف الأفلام القديمة (الأبيض والأسود)، وحتى الكلمات التي كان يرددها الناس في الماضي فيما بينهم، مثل خطاب الطبيب محمد رضا، الذي يُعبر فيه عن مشاعر حبه لزوجته نعمت صدقي، ويوضح مدى كانت درجة الرُقي في التعبير عن المشاعر بالكلمات البسيطة في الماضي.
تحدث محمد أمين رضا، وهو حفيد الدكتور صاحب الخطاب لـ"مصراوي"، حول قصة الخطاب الغرامي المؤرخ بتاريخ 26 أغسطس 1924، الذي أرسله جده لجدته، وأثار إعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
قال "رضا"، إن صديقه سعد المراكبي أخبره بأنه اشترى الخطاب من بائع "الروبابيكيا"، وعرض عليه أن يعيده إليه لكنّه رفض لأنه أصبح الآن ملكًا له بعدما اشتراه، وأوصاه بضرورة الحفاظ على الخطاب جيدًا.
وأضاف "رضا": "دي رسالة من جدي الدكتور محمد رضا بك، الطبيب الخاص للسلطان فؤاد الأول لجدتي نعمت هانم صدقي الداعية الإسلامية الشهيرة آنذاك، والعنوان الموجود عنوان العيادة اللي كان فاتحها في السيدة زينب بعد ما استقال من العمل في سرايا الملك سنة 1920".
وتطرق "رضا" للحديث حول جده، أنه تخرج من مدرسة الطب عام 1916 وكان عدد دفعته 4 طلاب هو الأول بينهم، ونتيجة لذلك تم تعيينه طبيب خاص للسلطان فؤاد الأول، لاحقًا الملك فؤاد اﻷول.
وكان الدكتور محمد رضا الطبيب المرافق للملك فؤاد، وعند ميلاد ولي العهد فاروق أمير الصعيد في يوم 11 فبراير عام 1920، صدر فرمان بسفر الدكتور محمد رضا لمدينة قولة في ألبانيا لإحضار مرضعة بعد الكشف عليها لتكون مناسبة ﻹرضاع ولي العهد.
وعندما رفض الدكتور، الأمر السلطاني تم رفته من العمل بالسرايا الملكية، ونتيجة لبراعته في تشخيص حالات المرضي استطاع أن يفتح عيادة أخرى بميدان الفلكي في وسط البلد بعمارة باناجة وكانت قيمة كشفه في هذه العيادة 50 قرشا في فترة الثلاثينيات والأربعينيات، كما افتتح عيادة أخرى في السيدة زينب خصصها للفقراء.
من جانبه قال سعد المراكبي الذي يعمل في عالم التحف والكتب القديمة لـ"مصراوي"، إنه يهوى اقتناء الأوراق والعملات النقدية القديمة، ولديه مجموعة ضخمة من الخطابات والرسائل القديمة، التي حصل عليها من خلال شرائها من المكتبات أو المزادات أو "الروبابيكيا" وأحيانًا من جامعي القمامة، وكان من ضمن مجموعته الخطاب الذي أرسله الدكتور محمد رضا إلى زوجته.
وواصل الحديث: "عندما عرضت الرسالة على الفيسبوك، تصادف إنها معنونة باسم جد صديقي محمد أمين رضا، الذي نتشارك معًا في بعض الاهتمامات، واكتشفت صاحب الرسالة هو جده، وحاولت أن أعيدها إليه، لكنه رفض ذلك، وقال لي إنها الآن ملكًا لك وأنت من اشتراها، احتفظ بها شرط أن تحافظ عليها جيدًا".
وعبّر "المراكبي"، عن سعادته أنه استطاع مساعدة ورثة الدكتور محمد رضا في العثور على شيء ثمين مثل هذا الخطاب".
وتابع: "التوصل لورثة دكتور رضا كانت صدفة.. إن شاء الله سأعرض رسائل لأشخاص آخرين، وأعتقد أن لهم ورثة سيتفاجئون بما سأعرضه، بما امتلكه من الرسائل القديمة التي يتخطى عددها الألف رسالة من لغات مختلفة.
فيديو قد يعجبك: