إعلان

ماذا لو كنت عاملًا بالمشرحة؟

12:46 ص الثلاثاء 13 فبراير 2018

ماذا لو كنت عاملًا بالمشرحة؟

كتب – حسام أبوالحديد:

في حوار مع صحيفة "ميرور" البريطانية عن متطلبات العمل في المشرحة وعن التغييرات التي قد تطرأ على العامل المفترض أن يتعامل مع الموتي طيلة اليوم، أفادت أندريا كيا، مديرة مشرحة مستشفى "هال أن ايست يورك شاير" بلندن، بأنه يتعين على العامل بالمشرحة أن يكون ملما بجسم الإنسان من الناحية التشريحية، وفي نفس الوقت أن يمتلك خبرة الاستشاري النفسي في التعامل مع الأسر المكلومة.

ووفق مديرة المشرحة، "المهم أن يكون صاحب معدة حديدية وأن تكون لديه الرغبة والعزيمة للتفاني في عمله، وذلك لأننا نساعد الناس في أصعب لحظات حياتهم".

استطردت كيا، "العمل هنا ليس فاتنا، وفي بعض الأحيان لا يكون لطيفا على الإطلاق، لكننا هنا لمساعدة الناس. عليك أن تتعلم ما نطلق عليه العزل الطبي، بمعنى أن تعزل نفسك عن الوضع الذي عايشته بمجرد انتهائه، وهذا لن يتأتي بين ليلة وضحاها لكنه تراكم خبرات تكتسبها مع الأيام".

واستطردت مديرة المشرحة، "ستحزن عندما تتواجد مثلًا مع أسرة فقدت طفلها أو شخص عزيز، فالوجود في مكان ما به شخص ميت يبعث على الحزب بكل تأكيد. ولذلك علينا أن نتعامل مع الأسرة ومع المتوفي باحترام كامل. ورغم كل ذلك، أحيانًا أذهب إلى البيت وأتذكر شيئا ما يبقيني متيقظه طوال الليل".

أضافت كيا، "عندما ترى جثة للمرة الأولى، لن تتمالك نفسك أيا كانت النصائح والتأهيل النفسى الذي تلقيته. فأنت تنظر إلى إنسان كان على قيد الحياة منذ لحظات وربما كان محبوبًا من شخص يقف إلى جوارك في تلك اللحظة. عليك أن تجرب نفسك في هذا العمل، وبعد ستة شهور تقرر إذا ما كان هذا العمل هو الوظيفة المناسبة لك.

وفيما يخص عمليات التشريح، نجرى هنا بين ثلاثة إلى عشرة عمليات تشريح يوميًا، ونستقبل بين 2700 إلى 2900 جثة سنويًا.

وينصب عملنا على تحضير الجثث للأطباء الشرعيين بإزالة الأعضاء وإخراجها للطبيب الشرعي ليقوم بتحليلها ثم إعادتها إلى مكانها بعد ذلك".

أضافت كيا "نقوم أيضا بإعادة تجميع الجثث، مثل تلك التي يتعرض أصحابها للتقطيع نتيجة لحوادث السيارات ليتعرف عليها ذووها، وأحيانا تصلنا جثث وقد تحللت. بالفعل هذا العمل ليس بالهين. ولذلك عليك أن تقرر بعد ستة شهور إن كان بمقدورك الاستمرار في هذا العمل".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان