"أريد الابتعاد".. كيف بدأت التوترات في العائلة الملكية ولماذا تنحى هاري؟

كتبت-لمياء يسري:

لم تكن قصة حب الأمير البريطاني هاري والفنانة الأمريكية ميجان ميركل تقليدية منذ بدايتها، حيث كسرت عددًا من تقاليد العائلة المالكة بشكل واضح، وما زالت بعدما أعلن الزوجان تنحيهما عن أداء المهام الملكية.

ويبدو أن تقاليد العائلة الملكية لم تكن متوافقة مع روح الثنائي التي مالت دائمًا إلى الحرية والبساطة أكثر من القواعد والقيود الصارمة.

الخيوط الأولى

عرف العالم ميجان ميركل، كفانة أمريكية، تبلغ من العمر 38 عامًا، وناشطة في مجال الإنسان، بالإضافة إلى أنها كانت زوجة المنتج الأمريكي تريفور إنجلسون قبل أن ينفصلان في عام 2013، لكن لقبًا جديدًا أضيف إلى الفنانة الأمريكية في 2017، أنها صديقة الأمير البريطاني هاري، بعد ظهورهما متشابكي الأيدي لأول مرة أمام الكاميرات، قبل أشهر قليلة من إعلان خطبتهما.

التقى الأمير هاري مع الفنانة الأمريكية عن طريق أصدقاء مشتركين، في يوليو 2016، وتسارعت الأحداث بينهما حيث قررا الارتباط، وأعلنت ميجان بوضوح للصحافة أنهما "في علاقة حب".

وربما السبب وراء قرار زواج الأمير هاري من ميركل ومواجهته لتقاليد العائلة الصارمة، كانت قدرتها على مساعدته لتخطي أزماته النفسية التي عانها طيلة حياته بسبب توتر العلاقة بين والديه، حيث اعترف الأمير هاري في 2017 أثناء حواره مع صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، أنه عانى أزمات مختلفة في حياته، وأن إخفاء مشاعره طيلة الوقت أثّر على حياته الخاصة وعمله.

بعدما أعلن هاري وميركل عن علاقة الحب التي تربطهما، بدأ العالم يسأل عن رأي الملكة إليزابيث في زواجهما، وهل ستوافق على العروس المنتظر أم لا؟

فميركل كانت متزوجة من قبل، كما أنها من الأصول الإفريقية التي لم تختلط بالعائلة من قبل، لكن الملكة وافقت على زواج الثنائي بالفعل، وصدر تصريح عن القصر الملكي البريطاني، بأن الملكة وزوجها دوق إدنبره يباركان ارتباط هاري وماركل ويتمنيان لهما السعادة.

وشهدت إنجلترا في 19 مايو 2018 زفافًا ضخمًا وصفه العالم بـ"المبهر"، في كنيسة سانت جورج بقلعة وندسور، وحملت العروس باقة من نفس نوع الزهور التي تحبها الأميرة ديانا والدة الأمير هاري.

كسر التقاليد

لم يكن الزواج من الفنانة الأمريكية هو التقليد الأول الذي كسره أمير ويلز، لكنه أيضًا ارتدى خاتمًا بلاتينيًا أثناء حفل الزفاف، وهو تقليد مخالف لما اعتادت عليه العائلة المالكة من عدم ارتداء الذكور خاتم للزفاف.

وكسر الزوجان التقاليد الملكية، بعد ولادة ميركل طفلها الأول، حيث لم تشارك صورها أثناء الخروج من المستشفى مثلما اعتادت نساء العائلة المالكة.

ويبدو أن ميركل لم تتخل عن نشاطها في حملات حقوق النساء قبل الزواج، وظهرت بفستان يكشف عن تأثير الحمل على بطنها، مخالفة بذلك تقاليد العائلة الملكية التي تظهر نسائها في هيئة شبه كاملة.

كما تم تعميد طفلهما آرتشي، بعيدًا عن الأضواء، إذ لم تسمح للصحفيين ولا لأي من العامة حضور هذا الحدث التقليدي العام.

في تقليد آخر كسراه الزوجان المحبان، عندما شوهدا ذات مرة وهما يتبادلان حديثًا حادًا بحسب ما أوضحت "بي بي سي"، وهو مخالف لتقاليد العائلة الملكية، التي لا يُفترض أن تظهر غضبها أمام الجمهور.

الانفصال والحرية

انشغل العالم خلال الأيام الماضية بانفصال الأمير هاري وزوجته ميجان عن العائلة الملكية، وتخليهما عن مهامها الرسمية كعضوين بارزين في العائلة.

وقال الزوجان في بيان صادر عن قصر باكينجهام إنهما يخططان للاضطلاع "بدور متقدم" ضمن المؤسسة الملكية، وأضافا أنهما ينويان العمل من أجل الوصول إلى الاستقلال المالي.

كان هذا الانفصال الثاني عن العائلة، وذلك عقب تخليهما عن مؤسسة رويال الخيرية التي كان يديرها هاري مع شقيقه وليام.

ويبدو أن الحياة الملكية بتعقيداتها وصرامتها كانت تسبب أزمة كبيرة لدى الأمير هاري، الذي ورث نشاطه وحبه للحياة الاجتماعية من والدته الأميرة ديانا.

فقد صرح هاري ذات مرة في حواره لصحيفة "نيوزيك" عام 2017، بأنه يريد الخروج من العائلة الملكية، مؤكدًا أن لا أحد من أفرادها يريد أن يصبح ملك أو ملكة.

وأكد هاري حينها، أنه يفكر دائمًا في أهميته بالحياة، وأنه يريد أن يخلق لنفسه دورًا مهمًا، إلا أنه لم يتخذ قرارًا بالافتراق عن العائلة المالكة حينها.

ويبدو أن طبيعة ميجان ميركل ونشاطها في مجال الانسان وحبها للحياة العامة، كان الدافع الأكبر الذي شجع الأمير السابق في اتخاذ هذه الخطوة والابتعاد عن أضواء العائلة المالكة، التي لم يهواها.

وعادت ميركل إلى كندا، في حين بقي الأمير هاري بين العائلة الملكية في إنجلترا لمواصلة نقاشه مع الملكة إليزابيث حول هذا القرار الكبير، بحسب ما أوضح موقع "people".

ولم يتضح حتى الآن كيف سيستقل الزوجان عن العائلة الملكية ماديًا خاصة وأنه هاري لا يملك وظيفة مستقلة، غير إن الأمير تشارلز والد هاري، أوضح أنه لن يكتب لابنه شيكًا، حيث يبدأ هو وزوجته في حياة جديدة بعد التخلي عن أدوارهم كأعضاء كبار في العائلة المالكة، بحسب ما نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية.