لم يقتصر على "القلقاس والقصب".. كيف كان احتفال الأقباط بعيد الغطاس؟
كتبت- هند خليفة
يحتفل المسيحيون في كثير من دول العالم اليوم بعيد الغطاس، وهو أحد الأعياد السيدية الكبرى في الكنيسة القبطية، واعتاد أقباط مصر على مظاهر وطقوس احتفالية خاصة في هذا العيد، لكن يبدو أنها اقتصرت الآن على أطباق القلقاس الذي يتربع على موائد بيوت الأقباط في وجبة العشاء عقب انتهاء قداس العيد، وتناول حلوى القصب المصري مع البرتقال.
وعلى ما يبدو أيضًا أن الجيل الحالي فاته كثيرًا من أجواء احتفالية وطقوس كان يقوم به الأقباط في مصر، كان يشاركهم فيها المسلمين، لتعم الأجواء المبهجة أرجاء مصر، فيؤرخ الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، ذكرياته حول مظاهر الاحتفال بعيد الغطاس وحكايته الخاصة عنه، في كتابه "أيامى الحلوة عن طقس البلابيصا"
البلابيصا
و"البلابيصا" هي عبارة عن شمعة موقدة توضع في برتقالة أو يوسفي مفرغة وتثبت علي بضع عقلات من القصب، والتي تعكس معنى عيد الغطاس، الذي يسمى أيضاً بـ"عيد الأنوار".
لم تكن عدوى كورونا فقط سببًا لغياب طقوس عيد الغطاس خلال هذا العام، لكن هناك أسباب أخرى، بحسب ما رأى الأبنودي من سنوات، الذي قال: "الكهرباء أفقدته كثيرًا من بهجته، وسحره، وغموضه، وتوهته في حياتنا، كما تاه المسحراتي، وكما فقد فانوس رمضان إضاءته الموضوعية لتتحول إلى إضاءة رمزية".
الغطاس وأجوائه المبهجة
حمل الصلبان المضيئة والمرور في مواكب كان مظهرًا آخر وصفه الأبنودي، لكن يبدو أن مرور الأيام جعلته اختفى، فيقول: "في عيد الغطاس، وفى زحمة الأعياد والمناسبات القبطية المتوالية، لم يكن مسيحيو مصر في الجنوب بالذات، يحتفلون بأعيادهم بعيدًا عنا نحن أولاد المسلمين، بل كنا نستولى على هذه الأعياد في حميمية المشاركة؛ حيث لا يمكنك التفريق بين ابن المسيحى، وابن المسلم.. وللبلابيصا قبل مجيء الغروب كل أطفال القرية مسيحيين ومسلمين يرفعون صلبانهم المضيئة ليسطع النور في أرجاء القرية المُظلمة.. تخيل نفسك تطل من فوق.. من سطح البيت، وترى جيوش الصلبان المضيئة، تمر من تحت دارك بالمئات، وأمهاتنا يرششن الفشار، وقِطَع السكر، والحمص ويزغردون".
أغنية شعبية خاصة بيوم الغطاس
كان لتلك الطقوس أغنية اعتاد الأقباط على ترديدها خلال هذا اليوم، والتي لم يتوصل إلى معاني كلماتها، حسبما قال الأبنودي، إنها تحكي عن امرأة تنادى على ابنها "علي" ليصحو مبكرًا؛ لأن السنة القديمة قد رحلت كأنها امرأة عجوز اختطفها الموت، وكيف أن الجمل "برطع"، وفى برطعته القوية كسر المدفع، ثم نعود نطالب هذه "البلابيصا" بأن "تبلبص الجِلبة"، ونحن لا نعرف ما هي البلابيصا، ولا كيف تبلبص، ولا ما هى الجِلبة.
فيديو قد يعجبك: