إعلان

لماذا تظهر إعلانات على الإنترنت لمنتجات مشابهة نبحث عنها؟

07:00 ص الخميس 20 يناير 2022

صورة تعبيرية

د ب أ-

قد يتفاجأ المستخدم عندما تظهر له إعلانات بشأن منتجات قد تحدث بشأنها مع صديقه أو أحد أقاربه على تطبيقات التراسل الفوري أو شبكات التواصل الاجتماعي. وإذا بحث المستخدم عن منتج في صفحة ويب معينة، فإنه يتفاجأ من اقتراح مواقع الويب الأخرى لمنتجات مشابهة، وفيما يلي نظرة سريعة على طريقة عمل الإعلانات المخصصة على الويب.

وللإجابة عن التساؤل حول الإعلانات المخصصة على الويب أجابت ريبيكا فايس، من الرابطة الألمانية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات Bitkom قائلة: "الإعلانات المخصصة عبارة عن الإعلانات المرتبطة بهويتنا وما شاهدنا أو استخدمناه على الويب".

ملفات "الكوكيز"

ويتم الاعتماد على آليات تتبع معينة على مواقع الويب لتخزين ما يبحث عنه المستخدم، وغالبا ما يحدث ذلك بواسطة ملفات تعريف الارتباط أو ما يعرف باسم ملفات "الكوكيز"، وهي عبارة عن ملفات صغيرة يقوم المتصفح بتخزينها.

وأوضح جو باجير، من مجلة «c't» الألمانية المتخصصة قائلا: "يمكن لخوادم الويب أن تسمح للمتصفح بتحديد ملفات تعريف الارتباط عندما يقوم المستخدم باستدعاء إحدى صفحات الويب".

وأضاف باجير قائلا: "نظرا لأن ملفات تعريف الارتباط تحتوي على معلومات واضحة، فغالبا ما تتمكن مواقع الويب من تمييز زوارها". ودائما ما يتم التمييز بين ملفات تعريف الارتباط الخاصة بالطرف الأول والطرف الثالث؛ حيث يتم تحديد ملفات النوع الأول من خلال مواقع الويب، التي يتم زيارتها، ولكن عندما يتضمن موقع الويب محتويات من مواقع الويب الأخرى، فعندئذ يتم تمييزها بأنها ملفات تعريف الارتباط الخاصة بالطرف الثالث.

وأضاف باجير قائلا: "تقوم شركات الإعلانات بإظهار المحتويات في كل مكان على الويب، حتى تتمكن من تتبع المستخدمين في جميع المواقع".

وإذا قام المستخدم باستدعاء صفحة ويب تشتمل على موضع للإعلانات المخصصة، فعندئذ يبدأ نوع من المزاد؛ حيث يقوم الشريك الإعلاني تلقائيا بإظهار معلومات عن الزائر، مثل نوع المستخدم سواء كان ذكرا أم أنثي، وكذلك الاهتمامات المفترضة، وبعد ذلك تقوم شركات الإعلانات بتقديم عطاءات بحيث يرى الزائر الإعلان الخاص بالشركة صاحبة أكبر عطاء، وعادة ما تتم كل هذه الإجراءات في أجزاء من الثانية ولا يلاحظ المستخدم أي شيء.

وهنا يتبادر إلى الذهن تساؤل حول مدى شفافية هذه الإجراءات وما المعلومات، التي يتم جمعها عن المستخدم، وللإجابة على هذا التساؤل أوضحت فايس قائلة: "من الناحية التقنية يمكن جمع أي شي عن المستخدم تقريبا". وتتمثل المعلومات الأكثر صلة بالبيئة الإعلانية في المنتجات، التي يهتم بها المستخدم، فإذا قام المستخدم باستدعاء مجموعة معينة من المقالات، فعندئذ يمكن استنتاج ما إذا كان المستخدم مهتما بالرياضة أو الأنشطة الخارجية.

وأضافت فايس قائلة: "يمكن التوصل إلى استنتاجات بشأن الهوايات أو الاهتمامات السياسية أو المعلومات الصحية".

وبطبيعة الحال يتعين على الشركات المشغلة لمواقع الويب وشركات الإعلانات الالتزام باشتراطات قانون حماية البيانات والحصول على موافقة المستخدم في كثير من الأحيان، ولذلك دائما ما تظهر اللافتات الخاصة بملفات تعريف الارتباط عند زيارة مواقع الويب.

وأشارت فايس إلى أنه يتعين على الشركة المقدمة لخدمة الإعلان عن الأسباب، التي تدعوها لجمع البيانات والإفصاح عن الجهات، التي يتم مشاركة هذه البيانات معها، غير أن معظم المستخدمين ينقرون على زر الموافقة دون الاطلاع على المعلومات الكاملة، ولا يهتم الكثيرون في التعرف على ما يوافقون عليه، ومن الأمور المهمة هنا ضرورة الموافقة المستنيرة على ملفات تعريف الارتباط.

وأوضح هانس ديتر نويمان، من الجمعية الألمانية لحماية البيانات، بعض المعلومات، التي يمكن لمواقع الويب وشركات الإعلانات جمعها عن المستخدم، قائلا: "يمكن لهذه الشركات تحديد نوع الجهاز المستخدم ومتصفح الويب ونظام التشغيل، الذي يتم استعماله للوصول إلى موقع الويب". وعادة ما يمكن التعرف على زوار موقع الويب بشكل واضح بنسبة 99% من خلال هذه الخصائص المختلفة للأجهزة.

حماية الخصوصية

ولكي يتمكن المستخدم من حماية خصوصيته وبياناته، نصح الخبير الألماني باجير باستخدام خيارات حماية البيانات في المتصفح وحظر ملفات تعريف الارتباط من الجهات الخارجية وجميع آليات التتبع الأخرى، وأكد أن متصفح موزيلا وفايرفوكس وBrave من أفضل برامج التصفح، وأوصى باستعمال محركات البحث Duckduckgo أو Startpage أو Metager من أجل الحفاظ على الخصوصية وحماية البيانات.

وأوصت فايس بتعطيل إنشاء سجل المتصفح، وحذف ملفات تعريف الارتباط وسجل البحث بصورة منتظمة، علاوة على وجود العديد من الأدوات الإضافية للمتصفح، والتي تساعد المستخدم على حظر إجراءات التتبع بصورة أفضل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان